کثيرة هي الاعترافات التي يدلي بها القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بشأن الاوضاع الصعبة التي تواجه النظام من جراء جائحة کورونا وکذلك کثرة التقارير الواردة من داخل إيران والتي تحتوي على معلومات صادمة بشأن الآثار والتداعيات السلبية لجائحة کورونا وعجز النظام في الحد من تفشيه المتعاظم خصوصا من حيث ماقد ورد بشأن تزايد عدد القبور المحفورة لضحايا الجائحة، کل ذلك يعطي إنطباعا بخطورة الاوضاع وبعجز وفشل النظام في السيطرة على الاوضاع والحد من تفاقم الاوضاع.
في ظل هذه الصورة القاتمة، فقد زعم قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، أن الولايات المتحدة “غير قادرة على السيطرة على جائحة فيروس كورونا وهي في أسوأ وضع اقتصادي”، بينما “تألق قائدنا العظيم في مواجهة الفيروس”، في إشارة إلى المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي!! علما بأن تصريح سلامي هذا يأتي في وقت لايزال فيه الجدل في إيران مشتعلا حول الإحصائيات الحقيقية لعدد الإصابات والوفيات بالفيروس، حيث قدر البرلمان الإيراني في وقت سابق أن الأرقام الحقيقية للوفيات ضعفي ما تعلنه وزارة الصحة، بينما أرقام الإصابات من 8 إلى 10 أضعاف المعلن. ولاسيماوقد کان إستجابة النظام للأزمة بشكل عشوائي، حيث رفض رجال الدين والحرس الثوري في البداية إغلاق المواقع والمزارات الدينية والمساجد في الأسابيع الأولى للوباء.
المشکلة الکبرى التي يواجهها النظام الايراني فيما يتعلق بجائحة کورونا، تتجلى في ذلك الدور النشيط الذي تقوم به الشبکات الداخلية لمنظمة مجاهدي خلق من حيث تغطيتها لکل الامور والمسائل المرتبطة بجائحة کورونا وطرحها أرقام وحقائق دامغة تدعمها وثائق ومستمسکات رسمية حصلت عليها من داخل النظام نفسه، ولعل ماقد أعلنته بشأن توقيت دخول وتفشي الجائحة في إيران والذي إختلف کثيرا مع ماکان قد أعلنه النظام وثبوت مصداقية ماقد طرحته مجاهدي خلق، أعطاها قدرا کبيرا من المصداقية فيما أثبت في نفس الوقت کذب وزيف ماأعلنه ويعلنه النظام بهذا الشأن، بل وإن کلام سلامي أعلاه لايجسد إلا نکتة سمجة تبعث على السخرية والقرف أکثر مما تبعث على الضحك، وهو يجسد عمق الازمة التي يعاني منها النظام وسعيه للخروج منها بمختلف الطرق ولکن من دون جدوى.
تصريح سلامي السمج هذا يأتي أيضا رغم إستمرار تصاعد الاصابات بکورونا في سائر أرجاء إيران وبعد أن أعلن “المجلس السياسي لأئمة الجمعة” في بيان الأربعاء أن صلاة الجمعة ستقام في جميع المدن والمحافظات التي تكون في حالة “صفراء” الأسبوع المقبل، أي بعد حوالي عشرة أيام. وکل هذا يدل على إن هناك حالة تخبط وتناقض تکشف وتفصح عن حقيقة واحدة وهي وبإختصار إن النظام يکذب!