في مفارقة ساخرة، كشفت وسائل إعلام أن أحد أكبر مهربي البشر في العالم، حضر اجتماعا دوليا في إيطاليا حول منع تدفق المهاجرين غير الشرعيين من ليبيا وسوريا والشرق الأوسط إلى أوروبا!
ونشرت بعض الصحف الإيطالية صورا تؤكد أن هذا الشخص المعروف “بالبيجا” حضر لقاء بصقلية، ضم مسؤولين من الاتحاد الأوربي والأمم المتحدة وأفريقيا وبعض ومنظمات الإغاثة الدولية
حيث أكدت الصحف عن مصدر حضر الاجتماع الذي انعقد في مركز لإيواء اللاجئين، أن “البيجا” شارك فيه بصفته قياديا في خفر السواحل الليبي، وداعم لجهود مكافحة التهريب غير الشرعي، وطالب وبقوة تمويلا لمحاسبة المهربين والمجرمين!!
ونحن نقرأ الخبر قد نجد صعوبة كبيرة بالسيطرة على عضلات وجوهنا وكتم ضحكة ساخرة، بل لنحاول بكل صورة أن أخفاء دموع الضحك وكفكفتهت، فإذا كانت الأمم المتحدة عاجزة عن كشف مافيات الفساد في العالم، فكيف بحالنا ونحن نشاهد السراق بأم أعيننا يصولون بين القنوات الفضائية والبرلمان، ويعقدون الاجتماعات واللقاءات ويتحدثون بكل عن مكافحة الفساد والسرقة المال العام بكل صفاقة؟!
ما يلفت الإنتباه أن نائبا في البرلمان وقياديا في أحد الكتل السياسية، وقبل قترة وجيزة كان يترنح بين الفضائيات والمنتديات، وكل حديثه ونعيقه عن السرقةوالسراق، وكيف يتم النيل منهم ومحاسبتهم، والمعروف عنه أنه ينتمي إلى واحد أكبر الكيانات السياسية الفاسدة والذي استولى على المنافذ الحدودية وأراضي الدولة؟!
ونحن نتابع الأحداث سينتابنا شعور بالبلاهة حد التخمة، فعلى من يتضاحك هؤلاء؟ على المجتمع الذي كشف زيفهم أم على أنفسهم؟!.. لكن وللشهادة نقول إن سراقنا من طراز الخمسة نجوم فقد تعدوا كل ما يتصوره العاقل، فهم وعلى قول المثل المصري “يقتلون القتيل ويمشون بجنازته” فهم يسرقون ويخادعون ثم يرشحون أناسا أكفاء لمحاربة الفساد، والأدهى من هذا كله أنهم يتظاهرون ضد الفساد.. عجبا!!
في عالم السياسة وخاصة في العراق من الصعب أن نعثر على سياسي يقول الحقيقة إلا ماندار.. ستجد الوزير أو المسؤول السابق يتحدث مثل ملاك طائر بأجنحة شفافة وينتقد الفساد، ويقدم رؤى للمشكلات وحلولًا عبقرية ويكثر من الظهور الإعلامي، بينما وهو في موقع المسؤولية يكون غبيا متغابيا بليدًا وعاجزًا إن لم يكن فاسدا متورطًا بكل ما ينتقده بعد مغادرة منصبه.
محترفي الفساد في العراق، يتحدثون عن الطهارة والنزاهة ولديهم نظريات عن مكافحة الفساد والدعوة لمواجهته، وكثير من الصراعات التي نراها اليوم على الفضائيات أو مواقع التواصل الاجتماعي، ظاهرها الحرص على الوطن، وباطنها المنافسة ونيل المكاسب الحكومية.