جميلة كاسمها هي شيرين شفان.. شابة عراقية ايزيدية، قررت منذ ست سنوات ألا تدير ظهرَها لحالة التفكك التي طالت مجتمعَها إثر سيطرة داعش على مناطقَ عديدة من العراق، واحتلاله منطقة سنجار وضواحيها، وقتلِ رجالها وسبي وأسر النساء والأطفال. زرناها لنسمع منها كيف تساهم في بناء مجتمعها على عدة جبهات.
كبُر وعد شيرين لأم صديقتها ليشملَ كل من استطاعت إنقاذها من براثن داعش حتى بلغ عددُ من أنقذتهن بنفسها خمسةً وخمسين عراقيةً إيزيدية، فضلاً عن مساعدتها بإنقاذ أكثر من مئة سبية إيزيدية بالتعاون مع القوات الكردية السورية التي كانت تقاتل داعش في سوريا. ومنذ عام ٢٠١٨، تدير شيرين مكتب منظمة داري الإنسانية في سنجار بعد أن أقنعت إدارتها بفتح فرع لها هناك.
ومن موقعها هذا، وحتى قبل ذلك، كانت شيرين تتعاون مع خديدا جوكي مديرِ ناحية الشمال الواقعة شمال جبل سنجار لتنسيق عمليات الإنقاذ وتوثيق المجازر.
إرادة شيرين هي كذلك كإرادة جبل سنجار، قوية ومتماسكة. في الجزء الثاني من وثائقي شيرين، نذهب معها إلى أعلى الجبل لنتعرف على مساهماتها الأخرى في محو ظلمات التطرف عن مجتمعها من خلال عملها في المستشفى الميداني بمخيم سردشتي.