علاج فيروس كورونا: ديكساميثازون ينقذ حياة مرضى في حالة حرجة
تتوجه أنظار العالم إلى عقار ديكساميثازون، بعدما أثبت نجاعته كعلاج فعال ومنقذ لأرواح مصابين بوباء كوفيد-19، الذي يسببه فيروس كورونا المستجد.
وقد وصف علماء العقار بأنه “اختراق علمي كبير”، بالنظر للمحنة التي يعيشها العالم منذ أشهر، وعجزه في الحد من الوباء.
وتسبب وباء كورونا في وفاة ما لا يقل عن 443 ألف شخص، من بين أكثر من ثمانية ملايين أصيبوا بعدوى الفيروس التنفسي حول العالم.
ووصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الاكتشاف بأنه “إنجاز علمي بريطاني رائع”، مضيفا “لقد اتخذنا خطوات لضمان أن لدينا ما يكفي من الإمدادات، حتى في حالة ذروة موجة ثانية” من الوباء.
فما هو أصل هذا الدواء؟
هو عبارة عن عقار شائع الاستخدام لتخفيف الالتهابات. أظهرت التجارب أن له قدرة على خفض حالات الوفاة بين مرضى كورونا ذوي الحالات الحرجة بنحو الثلث.
ويقول فريق من الباحثين البريطانيين من جامعة أوكسفورد إن العقار أنقذ حتى الآن ما لا يقل عن خمسة آلاف شخص في بريطانيا.
الدواء متوفر وسعره زهيد، إذ إن ثمن قرصه لا يتعدى أربعة دولارات. وعشرة أقراص تكفي لعلاج المريض.
لذلك يتوقع أن يحدث العقار ثورة في علاج كورونا، خصوصا في الدول الفقيرة مثل الهند التي تكافح من أجل القضاء على الوباء.
إستيرويد
يتكون ديكساميثازون من جرعات صغيرة من الكورتيكو ستيرويد وهي هرومونات يفرزها جسم الإنسان بشكل طبيعي من خلال الغدة الكظرية ( adrenal glands ).
وتعمل هذه الهرومونات على تقليل الالتهابات من خلال تغيير استجابة الجهاز المناعي، ومنع انتقال كريات الدم البيضاء إلى المناطق المصابة بالعدوى.
والمعروف أن معظم ضحايا كورونا يلقون حتفهم بحالة التهابية قوية تسمى عاصفة سيتوكين، يهاجم خلالها الجهاز المناعي أنسجم الجسم وأعضاءه، بسبب الانتشار الواسع للفيروس في الجسم.
تأثيرات واسعة
وللاستيرويد مجموعة واسعة من التاثيرات، بما في ذلك التمثيل الغذائي والحفاظ على توازن السوائل في الجسم.
ومن أعراض الدواء الجانبية، الشعور بالجوع ورفع نسبة السكر في الدم والأرق وتورم في الكاحل والقدم بسبب احتباس السوائل.
ويستخدم عقار ديكساميثازون منذ الستينيات لتقليل الالتهاب في مجموعة واسعة من الحالات المرضية، بما في ذلك التهاب المفاصل والربو، وحتى السرطان.
استشارة طبية
يتم إعطاء الدواء عن طريق الوريد لمرضى العناية المركزة، وفي شكل أقراص للمرضى الأقل خطورة.
لا بد أن يتم تناول ديكساميثازون عبر استشارة الطبيب. مع التنويه إلى أنه لم يظهر نتائج فاعلة في الأشخاص الذي يعانون من أعراض خفيفة بكورونا ولا يحتاجون إلى مساعدة في التنفس.
وقال أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في الولايات المتحدة، إن من المرجح قريبا أن تراجع لجنة الخبراء المعنية بتقديم توصيات علاج كورونا، إرشاداتها، في ضوء الدراسة البريطانية الخاصة بديكساميثازون.
مقارنته بريمديسيفير
قبل ديكساميثازون، كان الدواء الوحيد الذي أثبت أنه مفيد لمرضى كورونا هو ريمديسفير الذي يستخدم لعلاج إيبولا. وتكمن أهمية هذا الدواء في تقليل مدة أعراض الفيروس التاجي من 15 يوما إلى 11.
لكن خلافا لديكساميثازون، الأدلة لم تكن قوية بما يكفي لإظهار دور ريمديسيفير، في خفض معدل الوفيات. كما أن ريمديسفير دواء جديد بإمدادات محدودة ولم يتم الإعلان عن ثمنه حتى الآن.