ولد الامير كاميران خيري بك في باعذرة عاصمة الامارة الائيزدية عام 1955 وترعرع في كنف الامارة ثم نشأ نشأة الكثير من أبناء أسرته وتعلم منهم المحافظة على العادات والتقاليد الأصيلة،وكانت مدرسته الأولى والده الامير خيري بك وتعلم التجارب منه ومن اعمامه منهم الامير تحسين بك رحمهم الله، الكثير وقد منحته الظروف المحيطة بطفولته عرف بإخلاصه واجتهاده وحرصه .
تلقى الامير كاميران الدراسة الابتدائية في قصبة باعذرة و أكمل المتوسطة والاعدادية في قضاء الشيخان وتخرج في عامي 1974-1975،.وفي اثناء الجامعة تزوج من ابنة عمه الامير تحسين بك وله 5أبناء ،وتخرج من جامعة عين شمس في القاهرة عاصمة جمهورية مصر كلية الحقوق عام 1979،ورجع الى العراق وماس مهنة المحاماة وانضم الى نقابة المحامين فرع الموصل ،ومن خلال عملة كان دائما السند والمدافع الامين للائزديين والكوردستانيين وكافة الشعوب المغلوبة على امرهم لغاية 1995.
في انتفاضة الربيع عام1991 وبتوجيه من الامير خيري بك حملوا جماهير باعذرة الغاضبة صورة الشهيد محمود ايزدي وتوجهوا الى اوكار العدو البعث العفلقي وهتفوا للقائد الشهيد محمود ايزدي ،والجدير بالاشارة عندما زار الرئيس مسعود البارزاني الامير خيري بك في بيت الامارة ب باعذرة وهناك التقى بالامير كاميران بك ،وفي انتخابات كوردستان عام 19/5/1992 انتخب الامير خيري بك عضو المجلس الوطني الكوردستاني -عراق .
نأتي الى موضوعنا حول حياةالامير الابن،في عام 1995التحق الامير كاميران بالحزب الديمقراطي الكوردستاني وترك الموصل وعاد الى المناطق الامنة باعذرة حيث مسقط راسه ليشارك ابناء عمومته في الدفاع على ارضه( كوردستان )،وفي عام 2001 عندما حاول النظام البائد الاستلاء على باعذرة دافع الامير كاميران عن باعذرة ببسالة ولم يقبل بان يدوس قدمهم(جلاوزة النظام البائد)بالرجوع الى تلك المنطقة .
اثبان ضرب قوات التحالف الدولي اركان النظام العفلقي الشوفيني الدكتاتوري شارك الامير في عملية اسقاط النظام 9/4/2003 ، نال شرف العضوية في المجلس الوطني العراقي المؤقت عام 2004 و رشحت الجمعية الوطنية الامير كاميران لعضوية للجنة صياغة و كتابة الدستور العراقي وكان هو مقرر في التشريع الفصل الثاني المختص للحقوق والحريات ،وله الفضل في اثبات المواد المهمة في الحقوق والحريات العامة منها المادة 37 لغاية المادة46 من الدستور العراقي ،وضمن فيها لكل فرد حرية الفكر والضمير والعقيدة،حاول بكل جهده وباسناد من الرئيس مسعود البارزاني تم ادراج لاول مرة في التاريخ اسم الديانة الايزدية في الدستور العراقي وايضاً ساهم في انجاح عملية الاستفتاء على الدستور عام 2005 .
وبعد انتهاء الدورة البرلمانية ،اتخذ الامير كاميران دار والده في امارة باعذرة وحاليا ناحية باعدرة مقراُ له ليتفرغ الى أمور الائيزديين بعد ان انتقل والده الى جوار ربه عام 2008، وفي دار والده قدم المساعدة والوقوف على احتياجات المواطنين وفصل وحل المشاكل بين ابناء عمومته فيستمع إلى الصغير والكبير، وإلى الرجل والمرأة، وقد وقف من أبناء الشعب على مسافة واحدة؛ بالاضافة الى امور الائيزديين اهتم كثيراً بالاديان الاخرى من اهالي المنطقة وكان يرجعون اليه بكافة شرائحه وأطيافهم، فنرى الامير يطلق العديد من المبادرات الإنسانية والاجتماعية تأثرا وتيمنا بوالده المرحوم الامير خيري بك .
دوره في تنصيب الامير حازم خليفة لوالده الامير تحسين بك الذي توفي في 28 كانون الثاني يناير 2019 بأحدى مستشفيات ألمانيا عن عمر 86 عاما حيث جاء التنصيب الرسمي بعد ثلاثة أيام من تصويت العائلة الأميرية في يوم السبت 27 يوليو 2019 تم اختيار حازم أميراً للإيزديين، وقد تم اختيار ثلاثة نواب للأمير منهم الامير كاميران نائب الامير للشؤون الدينية والحج (لالش) .
وفي الختام خسرت كوردستان والائيزديين انسانا عادلا اميناً اجتماعيا سياسيا اميرا متواضعا بسيطا قويا مثقفا قوميا ويؤمن باعلان حقوق الشعوب وتحقيق تطلعاتهم ومن حقوق وواجبات المواطنة الصالحة و مشاركتهم الفعالة في كافة المؤسسات التشريعية والتنفيذية والأمنية في الأقليم انطلاقا من ايمانه بالعيش المشترك بين مكونات الإقليم ومستعد أيضا للدفاع عن كافة المكتسبات التي تحقق بدماء الشهداء، وبايمانه المطلق ب حقوق الانسان كرس حياته لعلاقات التعايش المشترك بين المكونات والأديان والثقافات ،وفي النهاية اننا على ثقة كبيرة، بأن رحيل القادة الكبار، يعوض بالثبات.وبهذا المصاب الجلل أني اعزي نفسي واعزي اسرته الاميرية وكافة ابناءه و ذويه بالصبر والسلوان.
نايف رشو عيدو
الناشط السياسي والاعلامي