دروس الحياة
دأبت حكومة شاه ايران عن طريق مؤسسة المعلومات الاستخباراتية سافاك اسكات اصوات الذين يطالبون بالحرية وحزب تودة والقوى اليسارية للشعوب الايرانية من الكورد والفرس والاذريين والعرب والبلوش، وأن اسكات اصوات المعارضين والطبقات المسحوقة والقومية صفة متلاصقة بحكومة الشاه، ومن ثم انتقلت هذه الصفة للحكومة الاسلامية الايرانية ، وان الجماهير ثارت من اجل التغير الكبير نحو الاستقلال والحرية، ومن اجل حكومة وطنية للشعب والاحزاب والقوى السياسية وشرائح المجتمع، وهي القوى الرئيسية التي شاركت في النضال لقبر حكومة الشاه.
مع سقوط التاج والعرش الشاهنشاهي وحكومة محمد رضا، استطاع الشعب الكوردي والاحزاب الكوردستانية من السيطرة على اكثر المدن في شرق كوردستان، ولم يمضي وقت طويل على اندلاع ثورة الشعوب الايرانية حتى استطاع جناح الخميني التنكر من وعوده حول الحرية والعيش الكريم للجماهير وحقوق جميع القوى المناضلة والمشاركة في الثورة ضد الشاه، وانقلب وسيطرعلى القوى الاخرى, واستخدم سياسة التنكيل والملاحقة والاعتقال للمناضلين وقتلهم، ومن خلال سياسة الامام القذرة انتقل الوباء ضد الشعب الكوردي.
بعد ستة اشهر من قيام الثورة وسقوط الشاه وانتصار ثورة الشعوب الايرانية بدأ الفكر الرجعي وسياسة القهر والتنكيل بالشعوب من قبل قادة الجمهورية الاسلامية، واستطاعوا في 23/8/1979 وحتى يوم 28/8/1979 من اشعال فتيل المعركة الجبانة ضد الشعب الكوردي ، وهاجمت قوات الملالي مدينة باوه المقاومة للطغيان، باوه التي تلقن الاعداء دروسا لا تنسى فهاجمت قوات الجيش الايراني وافراد الحرس المسمى زورا بالثوري مع قوات الدرك و 30 هليكوبتر من نوع كوبرا وطائرات اخرى بقيادة علي اصغر فيصالي واشراف ولي الله فلاحى قائد القوات البرية الايرانية ووجود مصطفى جمران ممثل الحكومة الايرانية، واندلعت معركة دموية بين الجكومة الايرانية والشعب الكوردي والحزب الدمقراطي الكوردستاني ـ ايران وحركة كوملة، وقد اعلنت القوات الايرانية عن خسائرها وهي جرح وقتل اكثر من 200 فرد من الجيش الايراني والدرك، واسقاط طائرة مع طيارين وهلاكهما واسقاط هليكوبتر للحمل، وثأرا لخسائرها في المعركة والمقومة البطولية للبيشمةركة، قامت قوات العدو بقتل الناس المدنيين العزل، وخلقت مجزرة من خلال قيامها بالقتل الجماعي واطلاق النار على الاسرى، واستطاعت السيطرة على المدينة.
كان مقر اللواء ، القوة العسكرية للحزب الديمقراطي الكوردستاني ـ ايران ( حدكا) بقيادة ٍ { سروان كريمىِ} في قصبة نوسود، وكانت العلاقات بين الحزب الشيوعي العراقي وحدكا قديمة قبل اندلاع الثورة الايرانية، وعندما توجه حدكا لمقومة الملالي طلب سكرتيره العام المناضل الجسور الشهيد عبدالرحمن قاسملو من حزبنا الشيوعي تزويده بكوادر لمساعدة اعضاء حدكا، ولبى الحزب طلب حدكا فانخرط عدد من الكوادر للعمل معهم حتى اصبح عضو الحزب الشيوعي العراقي قائدا عاما لبيشمه ركة حدكا، وتبعا لتلك العلاقات طلب قائد اللواء سروان كريمي من رفاقنا في بلة بزان مساعدتهم عسكريا وارسال قوة من 70 نصيرا من انصار الحزب الشيوعي العراقي، وعلى اثر رسالة كريمى وطلبه اجتمع المكتب العسكري في قاعدة بلة بزان المكون من الرفاق الخالدين : عبدالله ملا فرج { ملا علي} مسؤول المكتب، والشهيد نصرين عابد هه ورامي، والشهيد توفيق حاجي، والرفيق حمه رشيد قره داغي، وبعد دراسة الرسالة وافق المكتب العسكري ارسال 70 نصيرا، وكتب المكتب : اسلحتنا قليلة ونحتاج لـ 50 قطعة، فجاء سؤوان كريمي مع عدد من قيادات اللواء الى مقر الحزب ومعه 50 قطعة سلاح، فذهب 70 من انصار الحزب الشيوعي العراقي بقيادة الرفيق حمه رشيد قه ره داغي، ومشاركة عدد من الكوادر من امثال : مام اسكندر, محمود حسن زاله ناوي، عبدالله آمين، عبدالقادر فارس وفتاح كلالي واخرين، واستقرت قوة الحزب في قمة كمربتال محل بيشمه ركة قوات حدكا الذين تعبوا كثيرا من ايام معركة باوه في آب عام 1979 ولحين تبديلهم من قبل قوات الحزب الشيوعي والحد من تقدم القوات الايرانية ، وقمة كمربتال تسيطر على قرية نورياوه و طريق باوه ـ نوسود ومدينة باوه ومنطقة واسعة.
بقت قوة الحزب الشيوعي العراقي 45 يوما على قمة كمربتال، وكان الاهالي فرحين من وجود الشيوعيين واخذوا يزورونهم ويأخذون الاطعمة والفواكه لهم، وتوثقت علاقات الشيوعيين بالجماهير في تلك الفترة القصيرة، وخلال فترة وجود الشيوعيين على القمة لم تشن القوات الايرانية اي هجوم واكتفت بضرب قمة الجبل وخنادق الانصار بالقصف المدفعي، وبعد 45 يوم على القمة طلب رفاقنا من قيادة اللواء انتهاء مهمتهم حيث يطالب انصار حزبنا العودة والذهاب لمناطقهم والنضال ضد طغمة بغداد والدكتاتور صدام حسين وحزب البعث العربي، فوافق الاخ سروان كريمى قائد قوات حدكا على طلب رفاقنا حيث اخذوهم بسيارة الى قصبة نوسود واقامة وليمة لهم ، وشكر كريمي الشيوعيين واهدى 5 قطعة سلاح للحزب.
ومن المشاكل الاخرى للحزب وجود عائلتي الرفيقين احمد حسن ومحمود حسن وهما اخوة من زالةناو ومعهما اطفال صغار داخل مدينة باوة المحتلة من قبل القوات الايرانية، وكانت للرفيقين ملا علي وحمه رشيد قه ره داغي علاقات جيدة مع المواطنين في القرى القريبة من مقرنا، واستطاعا عن طريق شيخ الارشاد الشيخ محمد النحار تأمين خروج العائلتين بسلامة.
.19/6/2020