“خلايا الإخوان” السرية تهدد ألمانيا وعناصر بالعشرات في الولايات الألمانية
مئات العناصر الإخوانية تتسلل الى داخل المانيا وتهدد الديمقراطية بـ”الأسر” المشبوهة
تتبع السلطات الألمانية، خيوطا كثيرة للقبض على الإرهابيين، وملاحقة شبكات التطرف. فالأمور لا تتحمل شبكات وخلايا إرهابية سرية يديرها الإخوان والدواعش وعناصر حزب الله الإرهابيين، ثم فجأة يظهرون ليدمروا الحضارة الأوروبية وتكون السيطرة عليهم بعد ذلك مستحيلة.
هكذا تبنهت تقارير ألمانية عدة، إلى الخطر الذي تمثله ميليشيا حزب الله فقامت برلين بفرض حظر صارم على أنشطة الميلشيا وعناصرها. واليوم تتنبه ألمانيا إلى خطر تنظيم الإخوان الإرهابي على أمن ألمانيا، وهنا بدأت العديد من التقارير التي ترصد أنشطته في الظهور.
وكان قد نشر، تلفزيون ولاية بافاريا الألمانية، تقريرا يكشف عن تحركات تنظيم الإخوان الإرهابي في البلاد، من خلال “خلايا تعمل على تدمير الديمقراطية”، بصورة سرية، محذرا من أن خطرهم قد يكون أكثر من ذلك الذي يمثله تنظيم داعش الارهابي. وجاء في التقرير الذي نشره تلفزيون “بي أر”، أنه بالرغم من أنه لا توجد انتماءات رسمية لـتنظيم الإخوان في ألمانيا، فإن خبراء دستوريين حذروا من تزايد عدد أتباع التنظيم، ومن وجود خلايا سرية تعمل ضد الديمقراطية.
ونقل التقرير عن الخبراء، والذي نشره موقع “سكاي نيوز” تحذيرهم من أن تنظيم الإخوان “يحاول التسلل إلى المجتمعات الغربية وإنشاء دول إسلامية، وأنه يمكن أن يكون أكثر خطورة من الإرهابيين المنتمين لتنظيم داعش الإرهابي، لأن عناصره يتدخلون في الحياة العامة تحت ستار الديمقراطية. وقال المكتب الاتحادي لحماية الدستور، وهو عبارة عن وكالة أمن محلية في ألمانيا، لمحطة “إس دبليو آر”، إن هناك الآن أكثر من ألف تابع للإخوان في البلاد، معتبر أن هناك “اتجاها متزايدا بشكل واضح”.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هناك عددا مكونا من 3 أرقام، للمؤسسات والمساجد التي تم تخصيصها للتنظيم، بحسب المكتب الاتحادي، الذي أوضح أنه من الصعب تحديد الإمكانيات الدقيقة للإخوان في ألمانيا بسبب “مقاربتهم السرية”. وكشف التقرير تفاصيل عن “الخلايا السرية” التي يشكلها تنظيم الإخوان، لتسهل عمل عناصره وتجذب مزيدا من التابعين، والتي تعرف بـ”الأسر”.
في نفس السياق، أكد “المكتب الاتحادي لحماية الدستور” في ولاية شمال الراين وستفاليا، وجود ما يعرف بـ “خلايا الأسرة” في أوروبا الغربية، لتوفر روابط إقليمية بين عناصر الإخوان “لضمان تماسك التنظيم”. وبحسب الدوائر الأمنية، فإن هذه الخلايا تستخدم في ألمانيا لتدريب الأعضاء سرا، ونشر الفكر المتطرف لتنظيم الإخوان. وتطرق المكتب الاتحادي لحماية الدستور في بافاريا، إلى تاريخ تنظيم الإخوان وعمله السري، لافتا إلى أن دخوله مجال السياسة، كما حدث في مصر، اتسم بـ”سمات واضحة لنظام الحكم الشمولي، إذ لا يتم ضمان سيادة الشعب ولا مبادئ الحرية والمساواة الإنسانية”.
ونوه التقرير الألماني، إلى تقرير أجراه الباحث في “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى”، إريك تراغر، تناول تنظيم الإخوان، والطريقة التي يتبعها في تجنيد عناصر جديدة.
وفيما يتعلق بهيكلية تنظيم الإخوان، كتب العالم السياسي الإيطالي لورينزو فيدينو، مقالا تحليليا لمؤسسة “كونراد أديناور” الألمانية، أوضح فيه أن تلك الخلايا “مدمجة في هيكل شامل”.
وقال: يمتد هذا الهيكل من خلايا الأسر، التي تتكون من مجموعة من العناصر الذين يجتمعون أسبوعيا على المستوى المحلي، وصولا إلى قيادة منتخبة تقود الأنشطة في البلد المعني.
وأوضح فيدينو، أن هذا الهيكل “يبقى سريا للغاية، ويتنازع عليه بشدة قادة الإخوان الغربيون، مؤكدا أن هذه البنية “لا تزال تشكل ركيزة تنظيم الإخوان في الغرب”. أما عن عملية الانضمام إلى الخلايا أو التقدم في هيكل التنظيم السري، فأوضح المقال أنه لا يتم إلا بعد عدة سنوات من التجربة، ومراقبة العناصر وخلفياتهم وشخصياتهم وأسلوب حياتهم.
ومضيفا أن جماعة الإخوان الإرهابية، هرمية بشكل صارم، وبالتالي فإنها تعتمد على النخب.. حقيقة أن التنظيم يبحث على وجه التحديد عن أشخاص مدربين أكاديميا ولديهم الفكر المناسب، وغالبا ما تكون لديهم مهارات بلاغية فوق المتوسطة، يثبت أن الموضوع يشكل مشكلة”. ويرى ناشطون أن هذه المهارات التي يحرص التنظيم على تجنيد من يمتلكونها، تشكل خطرا كبيرا، فبالرغم من أن أعضاءه لا يعلنون انتماءهم له بشكل رسمي، فإنهم قادرين بفضل هذه المهارات، على أن يظهروا “كمحاورين جيدين وجديرين بالثقة”، مما يسهل عليهم نشر أفكارهم.في نفس السياق، كشف تقرير استخباراتي داخل ألمانيا أن منظمات الإخوان لا تعبر عن قطاع كبير من المسلمين، بل قطاع صغير جدا، ولا تمارس نفوذا كبيرا على الجاليات المسلمة، لكنها خطر شديد، فالجماعة تستخدم الاندماج الجيد في المجتمع الألماني كغطاء لأجندتها وأنشطتها الفعلية، وتلجأ باستمرار لإعادة تسمية منظماتها للتخلص من أي اتهامات بالتطرف.
وتابع التقرير الاستخباراتي، أن جماعة الإخوان الإرهابية، تحاول التسلل إلى الدولة والمجتمع في ألمانيا، واختراق المؤسسات المختلفة تمهيدا لتطبيق أيدلوجيتها بشكل تدريجي. كما أوضح أن “الجماعة تعمل أيضا على التعاون مع السلطات العامة في مجالات التعليم وحماية البيئة بحثا عن قبول مجتمعي، ومزيد من التأثير في الحياة العامة، وتقدم نفسها دائما كممثلة لكل الجالية المسلمة”. مشيرا إلى أنها تسعى في نهاية المطاف لفرض رؤيتها للإسلام على المسلمين في ألمانيا، واختراق المجتمع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا لبناء أساسي قوي يمهد لتأسيس دولة استبدادية.
ونوه التقرير إلى أن المنظمات الإخوانية، تملك شبكة تمويل خارجية غير معروفة، ولديها ١٠٤٠ قياديا في ألمانيا، بينهم ١٨٠ في بادن فورتمبيرغ وحدها. ولفت إلى منظمة لقاء ساكسونيا” المؤسسة حديثا وبالتحديد في ٢٠١٦ في ولاية ساكسونيا جنوب شرقي ألمانيا، ومديرها سعد الجزار، وقال إن هذه المنظمة تتبع الإخوان وتوسعت في ٧ مدن في الولاية.
من جانبها أصدرت المخابرات الداخلية الألمانية، في ولاية بادن فورتمبيرغ، تقريرها السنوي حول المنظمات التي تشكل خطراً على الأمن الداخلي للولاية. وضم التقرير جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية التي بلغ عدد المنتمين لها في الولاية مئة وتسعين شخصاً. كما شمل ميليشيا حزب الله التي تم حظرها في ألمانيا الشهر الماضي، حيث أوضح التقرير أن عدد المنتمين للحزب في ولاية بادن فورتمبيرغ بلغ خمسة وسبعين شخصاً.
ويعتقد مسؤولون أمنيون، أن عدد العناصر المنتمية لحزب الله داخل الأراضي الألمانية يصل إلى 1050. إلى ذلك، ذكر تقرير المخابرات المحلي أن هناك أشخاصا قدموا لاجئين من العراق في السنوات الماضية، ساهموا في زيادة أعداد من يدورون في فلك إيران في الولاية.
ولفت خبراء، أن تحركات “برلين” لمحاصرة القوى المتطرفة في الغرب يأتي بعدما أحست أجهزة المخابرات والأمن الألمانية بوجود خطر شديد يتهدد ألمانيا من وجود هذه القوى الشريرة وأنشطتها.