الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Homeاخبار عامةفيروس كورونا: هل نتخلص من الخفافيش أم يجب الحفاظ عليها؟

فيروس كورونا: هل نتخلص من الخفافيش أم يجب الحفاظ عليها؟

لولا وجود الخفافيش لما وجدت فواكه وأشجار كثيرة

  لولا وجود الخفافيش لما وجدت فواكه وأشجار كثيرة

عندما عرض موضوع الخفافيش على إيرورو تانشي، انتشت بالفكرة واعتقدت أنها رائعة.

وتانشي، الطالبة النيجيرية التي تدرس لنيل درجة الدكتوراه في جامعة تكساس التقنية في الولايات المتحدة، هي واحدة من بين مجموعة صغيرة من العلماء يحرصون على تغيير الصورة السلبية للخفاش، التي ساءت سمعتها ولا تزال بعد تداول فكرة أنه كان له دور في انتشار وباء فيروس كورونا.

وقد أثارت التقارير التي أفادت بالقتل الجماعي للخفافيش، وطردها، من أستراليا إلى إندونيسيا، قلق العلماء المهتمين بالحفاظ على البيئة في أنحاء العالم.

ولكن توجيه اللوم إلى الخفافيش يساهم في استمرار الجاني الحقيقي مختفيا عن الأنظار.

لماذا يلوم بعض الناس الخفافيش؟

يلوم أناس الخفاش لأن فيروس سارس-كوف2، الذي يسبب مرض كوفيد-19، يشبه، بنسبة 96 في المئة، فيروسا آخر كان في السابق قد عثر عليه في نوع من الخفافيش يعرف بـ”حدوة الحصان”، حسب ما تقوله تانشي.

وأدى هذا إلى الاشتباه في جميع الخفافيش. لكن لديها ما يدفع عنها التهمة.

وتقول تانشي: “تظهر البحوث الأخيرة في مجال التطور أنه قبل نحو ما بين 40 إلى 70 سنة، انقسم فيروس سارس كوف2 عن الفيروس الذي كان موجودا في خفاش حدوة الحصان. وهذا يعطينا دليلا آخر على أن الخفاش قد لا يكون السبب المباشر في نقل فيروس سارس كوف2 إلى الإنسان”.

ويتفق مع هذا الرأي دكتور بول ويبالا، المحاضر في علم بيولوجيا الحيوانات البرية في جامعة مساي مارا في كينيا.

ويقول: “من حيث التطور، لا يوجد تقارب بين الخفاش والإنسان، وإذا كان فيروس سارس كوف2 قد جاء فعلا من الخفاش، فربما يكون قد مر بمرحلة استضافة وسيطة قبل انتقاله إلى الإنسان”.

وهذا يعني أنه إذا كان الخفاش هو مولّد الفيروس الأصلي، فلن يكون هو الذي نقله إلينا، نحن البشر. ويحوم الاشتباه حول حيوان البانغولين، أي آكل النمل الحرشفي، باعتباره الوسيط.

إذن من نلوم؟

تتفق تانشي وزملاؤها من العلماء بشدة على توجيه اللوم إلى الإنسان، وليس إلى الخفاش، في الوباء الحالي، ونشر الفيروس بين بني البشر.

مصدر الصورة Getty Images/BBC

ويقول الدكتور ويبالا إن النشاط الإنساني هو ما خلق الأجواء المناسبة للوباء، “إذ إن التعدي على مواطن الحياة البرية، وما نتج عن ذلك من فقدان بعضها وتردي بعضها الآخر، وكذلك تدخل وسائل المواصلات البشرية، والاتجار ببعض الحيوانات البرية، كل هذه الأنشطة خلقت ظروفا مناسبة لنقل مسببات الأمراض بين الأجناس، التي لم تكن هناك صلة بينها من قبل”.

وتقول تانشي: “تظهر الأدلة أن خطر نشر الفيروسات المرتبطة بالحيوانات، أي انتشار الأمراض التي تولدت أصلا لدى حيوانات، لكنها انتقلت إلى الإنسان، يزداد مع تدمير مواطن تلك الحيوانات”.

وقتل الخفافيش – كما يقول حماة المحافظة على البيئة – لن يحمينا، من فيروس كورونا. بل إن تدميره بطريقة جماعية، وطرده من مواطنه، قد يؤدي إلى تفاقم الوضع.

ويقول ويبالا: “نحو 70 في المئة من أنواع الخفافيش، التي تزيد على 14000 نوع، تقتات على الحشرات، وهذا يعني أنها لا تعيش إلا على الحشرات، وبعض الحيوانات الأخرى التي ليس لديها عمود فقري، وجلد خارجي صلب، وسيقان مع عظام مترابطة، وجسم مقسم إلى أجزاء مختلفة”.

ويضيف: “كثير من الحشرات الموجودة في الجو، والحشرات الليلية، مما يقتات عليه الخفاش، ناقل لمسببات الأمراض ذات الصلة بصحة الإنسان”.

وهذا يعني أنها حاملة للأمراض التي تؤثر في الإنسان، بما فيها الملاريا، وحمى الضنك.

ولذلك فإن استهداف الخفاش وطرده من مواطنه، قد يزيد عدد الأمراض المنتشرة.

كيف يفيد الخفاش الإنسان؟

يقول ويبالا: “إذا كنت ترتدي ملابس قطنية، وإذا كنت تشرب قهوة أو شايا، وتأكل غذاء يعتمد على الذرة، أو أي طعام آخر من المزارع، فإن الخفاش حاضر في حياتك اليومية”.

خفاش

فالخفاش يساهم في خدمة النظام البيئي الحيوي، من حيث الملقحات، ونثر البذور، ومراقبة الآفات. وكثير من الأشياء، من بينها أغذية ومستحضرات تجميل وأثاث وأدوية، يلعب الخفاش فيها دور.

وبدون الخفافيش ما تمكنت إندونيسيا من التمتع بمحصول متميز من فواكه الديورين، ولفقدت مدغشقر أشجار الباوباب المميزة لديها، ولدمرت مزارع المكاديميا.

ويقول ويبالا إن “الخفاش ينشر أكثر من ضعف ما تنشره الطيور من بذور، ويحافظ هذا على تدفق الجينات الحيوية، وإعادة تشجير الغابات في المناطق الاستوائية”.

ووفر الخفاش، طبقا لعدد من الدراسات، في الولايات المتحدة وحدها، مليارات الدولارات كل عام كانت تنفق على المبيدات الحشرية، وقلل من الأضرار التي تلحق بالمحاصيل.

ما الذي يجعل الخفافيش متميزة؟

تقول تانشي: “الخفاش حيوان ناجح بطريقة مدهشة. إذ إنه يوجد في كل القارات، فيما عدا القطب الجنوبي. وبصفتي باحثة في عالم الخفافيش، وجدتها في الكهوف، والغابات، والجبال، والسافانا”.

وتضيف أن الخفافيش تفوقت بتكيفها الشديد من حيث التطور.

وتقول: “الأجنحة لديها كالأصابع، والملاحة لديها تتم عن طريق تحديد الموقع بواسطة الصدى، والرؤية لديها ممتازة استفادة من النجوم، وكل هذا سمح لها باستعمار السماوات ليلا. وإذا شبهنا الثدييات بعمل فني، فإن الخفافيش ستكون قطعا مميزة فيه”.

ويقول ويبالا مؤيدا هذا: “لقد اكتشفنا منذ فترة غير بعيدة أن الخفافيش قد يكون لديها نظام مناعة عظيم، يتكيف بطريقة خاصة مع الأمراض ومسببات الأمراض”.

ويضيف: “هذه القدرة الرائعة على المرونة يمكن أن تسفر عن علاجات جديدة لدعم الدفاعات البشرية المضادة للفيروسات”.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular