في جديد ملف تهريب المخدرات إلى العراق والشبكات التي تقوم بترويج المادة القاتلة في ذلك البلد، تكشف ناشطة عراقية عن ضلوع ميليشيات في عمليات تهريبها وتوزيعها بهدف إيجاد مصادر تمويل لها.
الناشطة العراقية رنا عبدالحليم صميدع، أكدت لأخبار الآن أن تجارة المخدرات لم تكن تلقى رواجاً قبل عام 2003، في مقابل زيادة تعاطيها خلال السنوات الأخيرة، وتقول: “اللافت للنظر أن تجارة المخدرات قبل عام 2003 في العراق، كانت عبارة عن تجارة مرور، أي تمر من أفغانستان إلى إيران ومن ثم إلى شمال العراق قبل أن تصل إلى دول الاتحاد الأوروبي، بمعنى أن العراق في ذلك الوقت لم يكن بلداً تروج فيه تجارة المخدرات”.
وأوضحت: “خلال الأعوام الـ10 الماضية، كثرت تجارة المخدرات داخل العراق، وخاصة في الجنوب العراقي الذي تسيطر عليه ميليشيات شيعية”.
وتتساءل صميدع عن السبب الذي يدفع الميليشيات إلى ترويج المخدرات في الوقت الذي تقوم فيه بجلد العراقيين بسبب تعاطي الخمور، وكذلك عن سر الانتشار الواسع للمخدرات في المناطق التي تسيطر عليها فصائل مسلحة، وتؤكد أن الحكومة العراقية عثرت على مزراع لزراعة المخدرات في مناطق عدة في العراق.
الناشطة تورد مثالاً عن ضلوع بعض الفصائل في تجارة المخدرات وتتحدث عن قائد سرايا السلام في الجنوب المدعو حيدر مصطفى (أبوآية)، وتقول إن القيادي نشبت بينه وبين قائد شرطة البصرة السابق جاسم السعدي خلافات، بسبب شبهات حول تهريب وتجارة المخدرات من قبل أبو آية الأمر الذي دعا مقتدى الصدر إلى تجميد عمل سرايا السلام التابعة له مدة عامين وطرد آبو آية من منصبه.
وعن ضلوع حزب الله بتجارة المخدرات في العراق، قالت صميدع، إن “الحزب لديه استثمارات كبيرة في العراق، ومن الممكن أن يكون الحزب قد تورط بتجارة المخدرات في العراق وخاصة بعد فرضة وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على نشاطات الحزب وبالتالي تجفيف مصادر تمويله”.
يذكر أن السنوات الأخيرة في العراق شهدت ازدياداً كبيرا في أعداد المتعاطين للمخدرات، وخاصة بين الفئات العمرية الصغيرة.
وتحدثت شخصيات برلمانية لوسائل إعلام عن رواج المادة القاتلة بكثرة في العراق، مع ضلوع مسؤولين كبار في تجارة المخدرات وسيطرة ميليشيات على الحدود بين العراق وإيران التي تعتبر المصدر الرئيس للمخدرات في العراق.
وأشارت تقارير حقوقية إلى ارتفاع نسبة تعاطي المخدرات إلى نحو 46% خلال السنوات الأخيرة بعد تزايد تعاطيها من قبل الشباب وخاصة طلاب المدارس.
