|
من هم الشباب : ـ
الشباب هم الفئة من الاشخاص الذين يتراواح اعمارهم بين ١٤ عام و٢٠ عام ، وهم اكملوا مرحلة الطفولة ولكنهم لك يدخلو مرحلة النضوج {( الرجولة ) ـ (وهنا اقصد العمر لا كلمة الرجولة بمعانيه الأخرى )} .
بحسب أحصائيات الأمم المتحدة للتربية والتعليم ( اليونسكو) توضح ان نسبة الشباب في العالم تجاوز الـ ١٨٪ من سكان العالم ، وان هذا العدد في تزايد خلال السنوات القادمة ، في ٢٠٢٥ يزدادون حوالي ٧٢ مليون شاب في العالم . الشباب عماد المجتمع وسر بناءها وتقدمها وتطورها ، هم بناة المستقبل ومخططي حضارتها ومستقبلها والمدفعون عن المجتمع وحدود بلادهم ، للشباب دور كبير في تنمية البلد على جميع الصعد الحياتية والسياسية . للشباب حلم ، وهذا الحلم لا يتحقق إلا في حالة الاستقرار النفسي والاقتصادي والسياسي في البلد ، لذا نحن امام مسؤولية كبيرة امام هذا الحلم الشبابي وتحقيقها في كل المجالات والمراحل . تبدأ هذا الحلم منذ نعومة أظافر الانسان في الحياة من خلال تربية العائلة للطفل ، وشروعه في رياض الاطفال ليتعلم الاصول القانونية ، الصح والخطأ ، التربية الاخلاقية واحترام الذات والمقابل ومن ثم تنمية مهارات الطفل ومعرفة رغبة الطفل في اي مجال لمساعدته لتطوير هذه المهارات .
حلم الشباب
مهما تغيرت الأشكال وتباعدت الأمكنة يبقى الحلم الشبابي واحدة في كل زمان ومكان ، فهم يتأثرون ببعض ويتابعون الأخبار وربما يقلد بعضهم البعض . في استطلاع لن بين شباب العراق في محافظة الكوت والسليمانية في اقليم كوردستان نشاهد تطابق الآراء والتطلعات والحلم هي نفس الحلم برغم أختلاف المكان والقومية والظروف المعيشية وأختلاف في البيئة والتطورالعمراني الحاصل في السليمانية عما هو عليه في الكوت بحسب مشاهدتنا .فالشباب يحلمون بـ :ـ
+ الشباب يعتبرون التعليم اهم الاسس التي توفر لهم الحياة الافضل رغم التهميش والاهمال والضعف والفوضى وما حول ذلك من تفاقمات في تردي الوضع الأمني والخدمي وحتى الفساد المستشري ، حت أن الكثيرين من الشباب وضعوا في برنامجهم التوجه نحو الدراسات العليا ( الماجستير او الدكتوراه رغم الاهمال والتهميش للخريجين ) .
+ الشباب لم يعودوا ينتظرون السلطات لتوفير العمل لهم ، توجهوا نحو العمل الحر ، بناء المشاربع الصغيرة والأمل في توسيع هذه المشاريع ليكون لهم دخل مستقل من خلال مشاريع العمل الذي يؤسسونه.
+ تاسيس شبكة العائلة الأجتماعية ( الزواج) بالاسس الصحيحة ، كما ان الزواج اصبحت من الامور الغائبة عن برنامج عمل الكثر من الشباب .
+البحث عن الرفاهية ، السفر والسياحة من خلال العمل الحر والكسب ولو بدخل متوسط في البداية ، لكن يجب العمل من اجل توسيع العمل لزيادة الدخل دون الدخول في مهاترات الحياة أوالتحايل في العمل لخداع المقابل .
+ الأهداف الكبيرة يبقى حلماً لا يمكن الوصول اليها في الوقت الحاضر بسبب الظروف التي تمر بها البلد من مأسي وحروب واختلاف في الرؤى السياسية والمذهبية وسيطرة النخبة الغير السياسية على السلطة . وبقول شاب ما نريد شي بعد من الحكومة .
+ يؤكد الشباب بوجود أدوات التطور من الحاسوب و الانترنت اللذان يساعدان على المتابعة للحصول على المعلومات المفيدة لتطوير المشاريع الشخصية
+ والرأي الذي يأسف عليه الجميع هو ضياع الشباب في الحرب والسبل التي يوفره لهم تجار المخدرات فيسقطون في مستنقع الادمان ويضيعون في دهاليز الظلام .
تنمية الشباب …..
عندما نتحدث عن الشباب فإننا تحدث عن الشبابفي العراق وشباب العالم العربي برمته . نجده أن هناك عقبات جمة أمام الأنسانفي هذه البلدان ، عقبات لبناء الانسان وهذه العقبات أكدته تقارير التنمية الأنسانية العربية عام 2002 ميلادية ن عقبات تشمل المجالات الاٌقتصادية ، الأجتماعية والسياسية ، كما أكدت هذه التقارير على مفهوم التنمية وتوسيع الخيارات أمام الناس والدفع بهم قدماً في حياتهم .هنا لا بد لنا أن نقول أن هذا التحسن او التطور التي به تقارير التنمية الانسانية العربية في توسيع الخيارات وتكبير حجم القدرات البشرية واتاحة الفرص للباب منهم بشكل اكثر . لذا على الدول بدءً القيام باصلاحات شاملة لخلق فرص أكثر للمواطنين ليستخدموا قدراتهم من خلال القرارات الفعلية لا بل من خلال تطبيق هذه القرارات والقوانين التي تمنح الفرص للشباب لممارسة قدراتهم على ارض الواقع . في مقدمة هذه الأصلاحات لا بد من أصلاح النظام السياسي والإداري في مؤسسات الدولة ومن ثم اطلاق الطاقات الخلاقة للشباب ( بل الشعب عامة ) و افساح المجال للجميع للبناء وتحري قدراتهم وتحسين الاوضاع الاقتصادية لتصبح مركزة على الاندماج المحلي والاقليمي والعالمي.
لا بد من إعادة بناء الشباب ذهنياً وجسدياً ونفسياً منذ الطفولة لترسيخ التربية والتعليم فيه ، ليكون الشباب متكاملين للقيام بالواجبات الملقاة على عاتقهم ضمن العائلة والمجتمع ويكونوا على استعداد لمواجهة شباب من اقرانهم على المستوى الاقليمي والعالمي .إن اطلاق قدرات الشباب وتنميتهم داخلياً يجلعهم يستوعبون الروح الوطنية والأنسانية لأتخاذ الخيارات الأستراتيجية في الحياة ، ولا يجب حرمان الشباب من القيام بالمحاولات و التجارب في مجال عمله واثناء تنميته ، ذلك من اجل تعميق العلم والمعرفة وخبراته ومن ثم توسيع ذهنيته في المحال العملي والتطبيقي .الشباب يكون مستعدين للتطور لأن ذهنيتهم منفتحة وقدراتهم التعليمية كبيرة لما لهم من طاقات داخلية مخزونة ورغباتهم في التعلم يدفعهم للمزيد من التعمق العملي عند اطلاق الحريات لهم ويفسح لهم مجال العمل ، ولا ننسى انهم على تواصل مع التطورات العالمية من خلال متابعاتهم مع الشباب عبر وسائل التواصل الأجتماعي المتوفر لدى الجميع ، بذلك يكون على اطلاع على جميع التغيرات العلمية والاجتماعية محلياً واقيلمياً وعالمياً. إن اطلاق حريات الشباب يغرس فيهم الأعتماد على الذات للتحكم في حياتهم ويصبحوا عناصر تعير فالى في المجتمع وهذا بدوره يؤدي الى تحسن وضع الشباب منذ الصغر للأستمرار في الدراسة ومن ثم الألتحاق بالجامعات لكسب العلم والمعرفة.
ما يحدث اليوم في بلدان العالم العربي ( الدول العربية ) ، لكن في العراق والدول التي فيها الحروب مشتعلة بأشكال مختلفة يكون الشباب معرضين لخطر الفقر والركود الأقتصادي والأقصاء بسبب العنف السياسي والمذهبي والأختلافات في الرؤى ، هذا بسبب هشاشة الأنظمة السياسية واداراتها ، حيث ان الشباب يستبعدون أجتماعياً وسياسياً بدلاً من خلق بيئة مؤاتية لهم للاستفادة من طاقاتهم الغير محدودة . الحرب عندما يدب في اي مكان في العالم فإنها تؤدي الى الخراب والدمار للبنيى الفوقية والتحية ويدمر الحالة النفسية للأنسان ليغزوه الافكار البعيدة عن الواقع الذي يعيشهُ . الحروب الطويلة التي انتشرت في بلداننا العربية ( العراق ) يؤدي الى يورث الشباب مجتمعاُ مدمر وراكد وعنيفة في كل شيء ، وبكلمة اخرى يمكن ن نقول يورثون مجتمعات فاشلة غير قادرة على بناء الانسان ، ويفرز مجموعة متحكمة في السلطة لا يبالون بما يحدث للشعب ان شرقت او غربت الامور في بلدهم ، امأ الأكثرية فيكونون خاضعين لهذه النخبة المتحكمة وساكتين عما تجري لهم وتر عليهم من مآسي ولا يحركون ساكن .
جامعة الدول العربية وضعت قضايا الشباب على رأس أولوياتها للتنمية وأجرت العديد من الدراسات الاقليمية المنظمة في القاهرة عام 2015 ميلادية
لكن الذي يلاحظ في الدول العربية ( العراق بالذات) أن الشباب وبسبب التقاعس الحكومي للقيام بواجباتها تجاه الشعب بشكل عام والشباب بشكل خاص يحاولون خلق فرص عمل ذاتية للوصول الى الموارد التي يحتاجونها في حياتهم اليومية ولبناء مستقبلهم . سياسة الحكومات العربية واستجاباتها الرسمية لقضايا تنمية الشباب ضعيفة للغاية ، والقوانين والقرارات الصادرة من هذه الحكومات بشأن تنمية وتطوير الشباب تكون غير موجودة في المؤسسات الحكومية لانشغال هذه المؤسسات بامور بعيدة عن التنمية واشنغالها في المجالات الحربية والنفعية للمسؤولين في هذه المؤسسات والإدارات الحكومية ، وليس لهم اي تأثير على مصير الشباب ولا وضوح في سياساتهم لما يجري للشباب الذين هم سرة قوة تطور وتقدم المجتمعات . بذلك يكون الشباب جزء من خيبة الأمل التي اصابت المجتمعات العربية من قبل حكوماتها التي لا تبالي أصلاً لعملية التطور والبناء وتنمية وتربية الشباب ، وهي حكومات غير قادرة على مواكبة ما يجري على كوب الارض من تفاعلات وتقدم وتطور علمي واجتماعي ، ولا علاقة لهم بتربية الشباب كي يكونوا على قدم ومساواة مع شباب العالم الذين يشتركون في المؤتمرات الدولية والمنظات الانسانية الفاعلة في خدمة الانسان. .