هل ترحل عن قاعدة بلد؟
حذر تقرير أميركي، من مشاكل تهدد أهم أسلحة العراق متمثلة بطائرات أف – 16، فيما توقع نقلها من قاعدة بلد الجوية إلى مواقع أخرى.
وسلط التقرير الذي نشرته مجلية “فوربس” وتابعه “ناس”، الأربعاء (1 تموز 2020)، الضوء على مشاكل تقنية يواجهها سرب الطائرات المقاتلة الأكثر تطوراً في العراق، ما جعلها جاثمة على الأرض منذ 6 أشهر.
وتالياً نص التقرير:
حتى الآن لم يكن عام 2020 عاماً جيداً خصوصاً لأسطول القوة الجوية العراقية من طائرات فالكون جيت المقاتلة القاصفة طراز F-16 مع الأخذ بنظر الاعتبار ما ذُكر، فان مستقبل ذلك الأسطول ليس بالضرورة بهذه الدرجة من اليأس.
في كانون الثاني 2020 تفاقمت حدة التوترات بين الولايات المتحدة وايران مع قيام الولايات المتحدة باغتيال الجنرال الايراني قاسم سليماني بهجوم طائرة مسيرة على موكبه قرب مطار بغداد، والرد الايراني بقصف قاعدتين جويتين في الانبار واقليم كردستان تضم قوات اميركية بسلسلة صواريخ أرض أرض.
نتيجة لهذه التصعيدات بالتوترات، بدأت الولايات المتحدة بالانسحاب من عدة قواعد في مناطق مختلفة من العراق. وكجزء من هذا التخفيض تم اجلاء متعاقدين أميركان من قاعدة بلد الجوية حيث تجثم طائرات F-16 وذلك للمخاطر التي تفرضها الهجمات الصاروخية على القواعد.
هؤلاء المتعاقدون الاميركان كانوا يساعدون الجانب العراقي في صيانة اسطوله من طائرات F-16 والمحافظة على بقائها جاهزة للعمل.
منذ ذلك الوقت اصبحت عدة قطع من تلك الطائرات جاثمة على الأرض لافتقارها إلى إسناد فني وصيانة. حتى أن مسؤولاً عراقياً رفيع المستوى ذهب بعيداً مؤخراً بقوله أن أسطول طائرات F-16 العراقي “قد انتهى”.
يذكر انه في الوقت الحالي لم يعد العراق مداوما على طلعاته القتالية الدورية بطائرات F-16 التي اعتاد ان يسيرها فوق محافظة الانبار، حيث ترصد تلك الطائرات تحركات المتسللين من مسلحي داعش من الحدود السورية.
بدأ العراق باستلام الدفعة الاولى من وجبة طائرات F-16 في منتصف عام 2015 عندما كان في خضم المعركة ضد داعش.
وتعتبر هذه الطائرات المقاتلة النفاثة، حتى هذا الوقت، من اكثر الطائرات تطورا تستخدمها القوة الجوية العراقية منذ سقوط النظام السابق.
رغم هذه المعوقات التي طرأت عبر الستة أشهر الماضية، فان اسطول طائرات F-16 يجب ان لا ينتهي او تنقص اهميته بهذه السهولة.
مايكل نايتس، الخبير في الشأن العراقي والمحلل السياسي من معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى يقول، “من غير المحتمل ان يقدم العراق على شطب الاستثمار الكبير الذي انفقه على اسطول طائرات F-16 وطياريه. ولن يكون العراق الدولة الاولى التي تقدم على تقليص عدد ساعات الطلعات الجوية لطياريها بسبب نقص بالتمويل، هذا يحصل في جميع دول حلف الناتو أيضا”.
وكان الجنود والمتعاقدون الاميركان المتواجدون في قواعد عراقية، بضمنها قاعدة بلد، قد تعرضوا عبر السنة الماضية لهجمات صاروخية من قبل فصائل مسلحة موالية لايران ولعدة مرات.
من ناحية اخرى اخذت الحكومة العراقية الجديدة بقيادة مصطفى الكاظمي موقفا من هذه الهجمات. وقامت قوات مكافحة الارهاب مؤخرا باعتقال 13 شخصا من المشتبه فيهم بتنفيذ كثير من هذه الهجمات الصاروخية.
مثل هكذا موقف راسخ تتخذه الحكومة العراقية ضد هذه المجاميع المسلحة من شأنه ان يساعد في اقناع المتعاقدون الاميركان بان الوضع قد اصبح آمنا نسبيا بالنسبة لهم ليتمكنوا من العودة للعراق ويستمروا بمساعدة بغداد في الابقاء على اسطول طائرات F-16 جاهزة للعمل.
وقال نايتس “حماية المواطنين الاجانب مهمة جداً لاستئناف جهود اسناد وصيانة طائرا ت أف – 16، واشار المحلل نايتس أيضاً إلى أن اتخاذ قاعدة بلد كمقر لاسطول طائرات أف – 16 كان دائماً أمراً يبعث على القلق لأن المنطقة تتخللها فصائل مسلحة فضلا عن مسلحي تنظيم داعش”.
وتوقع المحلل نايتس لجوء العراق بالنهاية الى نقل كثير من طائراته F-16 الى قواعد اخرى في البلاد. قواعد بديلة قد تشمل مطار بغداد أو في اربيل أو قاعدة عين الاسد في الانبار القريبة من الحدود السورية. في الوقت الحالي طائرات F-16 العراقية لا تستخدم بالعمليات المستمرة ضد بقايا مسلحي داعش في العراق.
واضاف نايتس، “حاليا طائرات F-16 العراقية ليست بتلك الاهمية وذلك لحضور التحالف الدولي وقوته الجوية، ولكن بمرور الوقت ستكون الهجمات السريعة ضد داعش هجمات عراقية وليست للتحالف، ولهذا فان الحاجة لطائرات F-16 العراقية في تنفيذ هذه الهجمات ستزداد أكثر”.