إن وجود الأخطاء في الأعمال الهوليوودية هو أمر اعتيادي، فمهما حاول القائمون إتقان عملهم، لا يزال احتمال وقوع أخطاء بشرية غير مقصودة كبيراً.
سنتعرف اليوم على مجموعة من الأفلام التي تحوي أخطاءً قد لم يلحظها البعض، لنبدأ:
1. فيلم Wonder Woman
حقق هذا الفيلم القائم على قصة البطلة الأمازونية الخارقة أرباحاً هائلة جداً، وعلى الرغم من الإشادة الكبيرة التي لاقاها، لكنه يحوي فعلاً عدة أخطاء.
تدور أحداث القصة في الحرب العالمية الأولى، وفي إحدى المشاهد التي تقابل فيها «ديانا برينس» مساعدها المستقلبي «ستيف تريفور»، يقع خطأ واضح جداً.
يكون «تريفور» جالساً في بركة صغيرة، وبالطبع عارٍ من الملابس، لكن عندما ينهض لإكمال حديثه مع «ديانا» ويقوم بارتداء ملابسه، نسمع صوت سحّاب بنطال، مع العلم أن السحاب لم استعماله في الملابس منتصف عشرينيات القرن الماضي، وفوق ذلك، لم يرتدِ «تريفور» بنطالاً قابلاً لوضع سحّاب، ما يجعل ذلك هفوة واضحة.
خطأ آخر لاحظه الجمهور وهو درجة بياض إبطي ووندر وومان، فمن الواضح أنه تم التلاعب بالصورة بتقنية الـ CGI ليبدوان بلون أفتح مما هما عليه، الأمر الذي أغضب بعض المتابعين وأثار استغراب بعضهم الآخر، فكيف لشابة عشرينية عاشت طوال حياتها في جزيرة نائية لا تسكنها سوى النساء في القرن العشرين أن تمتلك إبطين ناصعي البياض بهذا الشكل غير الطبيعي؟ أم هل من المعقول أن تقنية إزالة الشعر والتبييض بالليزر كانت متوفرة قبل عام 1917 في جزيرة (ثيمسكيرا)؟
2. فيلم Mary Queen of Scots
يحكي هذا الفيلم قصة حياة (إليزابيث الأولى) و(ماري ستيوارت)، ومن المعروف الصراع بين القريبتين حول عرش انجلترا، ويتجلى ذلك واضحاً في المشهد الذي جمع نقاشاً حامياً بين الاثنتين.
لكن المشكلة أن التاريخ يقول شيئاً مختلفاً، فـ (ماري) لم تلتقِ بـ (إليزابيث) وجهاً لوجه على الإطلاق، بل تبادلتا الرسائل، وانتهى الأمر بطلب (إليزابيث) إعدام ابنة عمها عام 1586، وفوق ذلك، يؤكد بعض المؤرخين أنه لو اجتمعت (إليزابيث) بـ (ماري) مباشرة لربما تغيرت نظرة الملكة الإنجليزية وغيّرت قرار إنهاء حياة قريبتها.
في الفيلم أيضاً مغالطة تاريخية، فامتلكت (ماري) في الفيلم لهجة اسكتلندية قوية، باعتبارها ملكة الاسكتلنديين، لكن في الحقيقة، عاشت (ماري) في فرنسا حتى بلغت الـ 18 من عمرها، لذا من الواضح أنها ستملك لكنة فرنسية، وبالتأكيد لن تتمكن من التحدث بلكنتها الاسكتلندية حالما وصلت إلى بلدها.
3. فيلم Spider Man: Homecoming
إذا شاهدتم الفيلم، فربما تذكرون مشهد انقسام العبارة في ستاتن آيلاند نصفين، المخالف لكل قوانين الفيزياء!
تنقسم السفينة نصفين بفضل أسلحة الـ «شتاوري» المتقدمة والمتطورة، لكن لحسن الحظ، يكون «سبايدرمان» موجوداً لإمساك السفينة بشبكته العنكبوتية حتى يتمكن «آيرون مان» من إعادة إلصاقها مجدداً –بفضل قواه الخارقة. لكن كل ما سبق غير منطقي إذا حدث في الواقع.
إن عزم السفينة يمنعها من التوقف مباشرة وفجأة، بل سيكمل أحد النصفين المنشطرين سيره فوق الماء، لكن على الأرجح أيضاً أن شطري السفينة سيغرقان في الماء قبل أن يتمكن الأبطال الخارقون من حلّ الوضع.
4. فيلم The Fate Of The Furious
عندما نتحدث عن هذه السلسلة، لعل من الأفضل الاستمتاع بالفيلم بدلاً من التكهن حول الأحداث المنطقية وغير المنطقية فيه، لأن من الواضح أن هكذا أفلام تضرب قوانين الفيزياء بعرض الحائط.
في الجزء الثامن من السلسلة الذي صدر عام 2017، يظهر مشهد الغواصة النووية التي تشق الجليد وتطارد السيارات، وهو مشهد رائع حقاً، لكن من لديه معرفة قليلة بأمور الغواصات، يعلم أن سرعة الغواصة من رتبة أكولا Akula –وهي ذاتها المستخدمة في الفيلم– تتراوح بين 25 و35 عقد في الساعة، ما يساوي 50 إلى 65 كلم في الساعة، وتلك سرعة الغواصة أثناء غوصها أسفل الماء، أما سرعتها على السطح فلا تتجاوز 20 كلم في الساعة، فهل هذه حقة سرعة كافية للحاق بسيارة لامبرغيني؟
الأمر الآخر الخاطئ في الفيلم، والمضحك أيضاً، هو الصاروخ الحراري الذي تطلقه الغواصة لإصابة سيارة الممثل (فان ديزل)، حيث يزيد الأخير من سرعة سيارته ويتجاوز الصاروخ الذي يلحق به. المشكلة أن سرعة الصاروخ تُقدر بـ 2.5 ماخ، وهو ما يعادل نحو 3000 كلم في الساعة، أي أنه أسرعه حتى من الرصاصة.
5. فيلم Bohemian Rhapsody
إذا أردت تصوير فيلم عن سيرة حياة شخص ما، فتأكد دائماً من صحة معلوماتك. هذا ما حصل مع الفيلم الذي يروي قصة المغني (فريدي ميركوري) والذي حقق أرباحاً خيالية عند إصداره عام 2018. إنه فيلم جيد بلا شك، لكن اسأل أي معجب حقيقي بفرقة Queen وسيخبرك أن الفيلم ليس مثالياً على الإطلاق.
في أغنية Fat Bottomed Girls مثلاً، تعزف الفرقة في الفيلم هذه الأغنية خلال أول جولة غنائية لها في أميريكا عام 1974، لكن في الواقع، صدرت تلك الأغنية عام 1978، أي بعد مرور 4 سنوات على التاريخ الموجود في الفيلم، وبعد فترة طويلة من تسجيل Bohemian Rhapsody، وذلك خطأ كبير بالنسبة لهكذا فيلم.
يروي الفيلم أيضاً قصة انفصال الفرقة قبل حفلتها الأسطورية عام 1985، لكن في الواقع، لم تعلن الفرقة انقصالها الرسمي أبداً، بل قام أعضاؤها بتسجيل ألبومهم الحادي عشر بعنوان The Works خلال تلك الفترة.
6. فيلم Django Unchained
يُعتبر (كوينتن تارانتينو) واحداً من أفضل صانعي الأفلام حالياً، لكن هذا لا يعني أنه لا يقع في أخطاء. فهذا الفيلم الشهير يحكي قصة عبدٍ معتق يتحول إلى «قائمٍ بالقانون» في الغرب الأمريكي. وبالفعل، تبدو هذه القصة ملائمة حقاً للغرب الأمريكي وتكساس في عام 1858، باستثناء الأزياء.
في عدة مشاهد من الفيلم، يرتدي الممثل (جيمي فوكس) –شخصية «جانغو»– نظارات شمسية، وهو أمر غير موجود أبداً في تلك الفترة. فعلى الرغم من اختراع النظارات الشمسية في الصين منذ القرن الثاني عشر، لكن تلك النظارات لم تصل إلى أميريكا حتى بدأ الأمريكي (سام فوستر) إنتاج تلك النظارات عام 1929، أي بعد 71 سنة من أحداث الفيلم.
7. فيلم Skyfall
مما لا خلاف عليه أن سلسلة أفلام جيمس بوند مليئة بالأمور المستحيلة، لكن من المتوقع كذلك أن تكون الأفلام الجديدة أكثر منطقية ومراعاة لذكاء المشاهد، خاصة عندما يتم «الاستناد» إلى العلم في أحداث الفيلم.
لطالما استخدم سم «السيانيد» في أفلام الجواسيس لاغتيال الشخصيات، أو عندما يريد الجاسوس الانتحار أثناء القبض عليه، حيث يخزّن حبة من السم في فمه ويعض عليها وينهي حياته على الفور.
صحيح أن «السيانيد» قاتل، وقد تتراوح المدة بين دقيقتين إلى 5 دقائق، لكن في فيلم Skyfall، تغيرت القوانين بشكل تام. نشاهد شخصية الممثل (خافير بارديم) الشريرة والمشوهة، والتي قيل لنا أن (بارديم) تناول حبة «سيانيد الهيدروجين» ومضغها، ولكنها لم تقتله بل أدت إلى انصهار فكه وشوهت وجهه. بالنسبة للعلم، ذلك مجرد هراء.
في اليداية، سيانيد الهيدروجين موجود على شكل غاز (قد يسبب الموت عند استنشاقه)، وعندما يُحضر أو يوجد على شكل سائل –ويُعرف حينها باسم حمض البروسيك Prussic Acid أو حمض سيان الماء Hydrocyanic Acid– فهو يمتاز بحموضة ضعيفة جداً، لدرجة أنه أقل حمضية من عصير الليمون!
8. فيلم Independence Day
هو واحد من أشهر أفلام الغزو الفضائي لكوكب الأرض، لكن إذا كنتم على دراية بأبسط أمور التقنية وبرمجة الحاسوب، ستدركون على الفور أن نهايته غير منطقية.
يخطر لـ «ديفيد ليفنسونو» فكرة، ويقرر برمجة فيروس –بطريقة مضحكة جداً وبأكواد لا تتجاوز السطرين– ثم رفعه على نظام حاسوبي فضائي، ما أدى إلى إسقاط السفينة الفضائية خلال ساعات، بهذه البساطة.
في البداية، تُكتب الفيروسات بلغات البرمجة لتعمل على أنظمة محددة، فالفيروسات المخصصة لغزو أنظمة ويندوز تُكتب على أنظمة ويندوز، وكذلك الأمر للفيروسات المخصصة لأجهزة ماك… وإذا افترضنا أن «ليفنسون» تجاوز ذكاء البشرية بمئات السنين، فليس بإمكانه كتابة فيروس قادرٍ على تخريب نظام تشغيل مجهول تماماً.
9. فيلم Braveheart
هو واحد من الأفلام التاريخية الرائعة التي حظيت بإشادة كبيرة، لكن المشكلة أن الفيلم يحوي أخطاءً تاريخية أكثر من المعلومات الصحيحة.
هل تذكرون تلك العلامات الزرقاء التي رسمها (ميل غيبسون) على وجهه؟ إن هذا الزي والطقس التقليدي لا يمت بصلة للحروب الإنجليزية–الاستكلندية، حيث أوضح المؤرخون أن هذا التقليد اندثر قبل مئات السنوات من تاريخ الفيلم. فطلاء الوجه بالأزرق عادة امتلكتها الشعوب ما قبل الرومانية، كالكلتيين مثلاً، وليس الاسكتلنديين في العصور الوسطى.
تقع أحداث القصة في أواخر القرن الثالث عشر، لكن التنانير الاسكتلندية الشهيرة تلك لم تُخترع حتى القرن السادس عشر، حيث يبدو تصوير المحاربين الاسكتلنديين أقرب للنمطية من الحقيقة.
10. فيلم Gravity
استطاع هذا الفيلم من عام 2013 أن يحقق النجاح، لكن على الرغم من العنوان «غرافيتي – جاذبة»، يبدو أن صانعي الفيلم لم يكترثوا بالجاذبية مقابل جعل الفيلم درامياً.
هل تذكرون أكثر المشاهد شهرة، عندما تكون شخصيتا (ساندرا بولوك) و(جورج كلوني) عالقتين خارج مركبتهما الفضائية ومهددتان بالضياع في هاوية الفضاء اللامتناهية؟ حسناً، هذا المشهد غير منطقي على الإطلاق.
الجاذبية مختلفة في الفضاء عما هي على الأرض، فنعدما كانت (بولوك) تمسك بشخصية (كولوني)، من المفترض أن يملكا نفس العزم الزاوي، ما يعني أن «الجاذبية» لا يجب أن تسحب (كلوني) بعيداً عن المركبة، فلا قوى مطبقة حتى يتم سحب (كلوني)، وفوق كل ذلك، يقرر (كلوني) في نهاية المطاف ترك الحبل الذي يربطه بـ (بولوك) والطوفان في الفضاء بفعل قوة مجهولة تماماً لا نعرف من أين أتت.