الامکانيات الهائلة التي خصصها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من أجل القضاء على منظمة مجاهدي خلق أو على الاقل الحد من دورها وتأثيراتها السلبية على النظام، أثبتت مدى خوفه وذعره من المنظمة ولاسيما إن تلك الامکانيات لو خصصها للإعمال والبناء والخدمات العامة لکانت قد غيرت الکثير من الواقع الايراني البائس حاليا، لکن يبدو واضحا بأن هذا النظام قد ضحى بمصالح الشعب والوطن من أجل مصالحه الخاصة من أجل الاستمرار بصراع ومواجهة ضد منظمة تعتبر حرية الشعب الايراني وضمان حياته الحرة الکريمة من ضمن أولوياتها، لکن مع ذلك هناك سٶال کبير يطرح نفسه بقوة ولايستطيع هذا النظام تجاهله وهو؛ لماذا فشل النظام الايراني في القضاء على مجاهدي خلق؟
41 عاما والنظام الايراني يصر إصرارا غير عاديا على الاستمرار في حملته ضد المنظمة رغم إن هذه أثبتت على الدوام من إنها لاتحقق أهدافها ، بل وإن حملته هذه قد ساهمت في دفع المنظمة لمضاعفة نضالها وتمکنها من تحقيق إنتصارات أحرجت النظام ليس أمام الشعب الايراني فقط وإنما أمام العالم کله، بل والذي يلفت النظر کثيرا هو إن هذا النظام وفي أسوأ أوضاعه وبشکل خاص في المرحلة الحالية التي يواجه ضائقة إقتصادية غير مسبوقة فإنه يصر على إعطاء الاولوية لمواجهته وصراعه ضد المنظمة وبالتالي فإنه مستمر في عملية هدر الامکانيات الهائلة دونما جدوى.
هذا النظام الذي لم يکلف نفسه يوما عناء أن يوجه لنفسه سٶالا بخصوص سبب فشل حملته المستمرة ضد منظمة مجاهدي خلق ولماذا لايتمکن من الانتصار عليها وإنهاء دورها؟ منظمة مجاهدي خلق ليست کأي تنظيم سياسي يعمل من أجل أهدافا سياسية محددة، بل إنها تنظيما إستمد ويستمد قوته وحيويته وديمومة إستمراريته وبقائه في الساحة، من الشعب الايراني ذاته، وإن هذه العلاقة الجدلية بينها وبين مختلف شرائح الشعب الايراني ولاسيما المحرومين منه، توضح سبب قوة المنظمة ودوام بقائها من جانب وفي نفس الوقت سبب فشل النظام في القضاء عليها.
الاساليب والآلية التي إتبعها ويتبعها النظام الايراني في صراعه ضد مجاهدي خلق لو دققنا النظر فيها وقمنا بعملية مقارنة بينها وبين الاساليب والآلية التي إتبعها النظام الملکي السابق في إيران ضد المنظمة ذاتها، فإننا نجد إن الاساليب هي ذاتها من حيث المضمون مع ملاحظة إن النظام الحالي قد وسع من أساليبه وجعله أکبر وأوسع نطاقا بل وحتى أکثر دموية وأضاف عليها صبغة دينية، لکن وفي کلتا الحالتين فإن هذا الصراع هو صراع بين نظام ديکتاتوري قمعي وبين منظمة تحررية تناضل من أجل حرية الشعب وکرامته الانسانية وتسعى لإسقاط النظام، وإن أکثر من 120 ألف ضحية قدمتهم مجاهدي خلق على طريق نضالها من أجل حرية الشعب الايراني الى جانب کل المعاناة الطويلة لها طوال ال41 عاما الماضية، أثبتت للشعب والعالم إختلاف الطرفين إختلافا جذريا حيث يمثل الطرف الاول الشر والظم فيما يمثل الطرف الثاني الخير والحق وإن الشعوب بفطرتها تنساق دائما وراء کل من يمثل الخير والحق ويسعى من أجله.