إن أكثر الحُجج شيوعًا ضد حقيقة صعود البشر للقمر تتلخص في سؤال شائع يسأله المُشككون دائمًا وهو: ”كيف رفرف علم الولايات المُتحدة الأمريكية علي سطح القمر رغم افتقار القمر للهواء وللغلاف الجوي؟“
يظُن من من يطرحون هذا السؤال إنهُم يكشفون حقيقة كذب وتدليس وكالة ناسا، لذا سنسرد في هذا المقال محاولتنا للإجابة عليه بطريقة بسيطة.
يطرح فيلم مصري باسم ”عسل أسود“ هذا السؤال عن طريق طفل يسأل: ”…إزاي علم أمريكا كان بيرفرف علي القمر وهُمّا قالولنا في المدرسة إن القمر مفيهوش هوا؟“
أولًا وقبل الخوض في أي شئ، يجب عليك أن تعلم أنه من الخطأ الحُكم على حركة أو ثبات شيءٍ ما في صورة واحدة ثابتة غير مُتحركة، فعلى الأقل يجب أن يكون مقطع ڤيديو لكي يتم الحُكم بدقة، فيصبح ذلك أول خطأ يقع فيه المشككون بصعود البشر للقمر.
ثانياً: الشائع أن عامة الناس اختلط عليهم شكل العلم الظاهر في الصورة المُتداولة واعتقدوا أن التعرجات في العلم هي رفرفته بفعل الهواء. ولكن هُنا علينا طرح سؤال في غاية الأهمية و هو ”إذن كيف كان العلم مفرودًا بهذه الطريقة إلا بفعل هواء حركّه وفرده؟“
الرد يتلخص في النظر في تركيبة العلم القمري أو Lunar Flag Assembly، حيث سنُلاحظ أن العلم مُثبت في قضيب من الصُلب علي شكل رقم ”٢“ وهكذا يُصبح العلم ثابتًا ومفرودًا كستائر المنزل.
لكن عندما كان يحاول رائد الفضاء تثبيت العلم في أرضية القمر نتجت عن تلك المُحاولة حركة عشوائية بسيطة في العلم اعتقدها الناس رفرفة بفعل الهواء ولكنها في الحقيقة حركة عشوائية ستحدُث سواء كُنت علي القمر أو على الأرض أو على المريخ.
وبالفعل عندما نجح رائد الفضاء في تثبيت العلم استمرت الحركة ببطء إلى أن توقفت تمامًا في بضع ثواني وهذا واضح جدًا في مقطع الڤيديو الذي تم تصويره.
وللبُرهان علي صحة هذا المقطع، قام طاقم برنامج MythBusters بعمل نُسخة طبق الأصل من أعلام أبولو، ووضعوها في غُرفة مُفرغة تمامًا من الهواء، مُثبتة في جهاز حركة يتم التحكُم به من الخارج، وقاموا بعمل التجربة بتحريك العلم حركات عشوائية وتركه فجأة وكانت النتيجة مُطابقة تمامًا لما حدث على القمر مع رائد الفضاء، ويظل العلم مُحتفظًا ببعض التعرجات مثل التي كانت في علم أبولو.
وهكذا تم الرد علي أكثر المُغالطات شيوعًا عند الناس بالنسبة لصعود الإنسان على القمر.
وبمُناسبة الحديث عن الصعود للقمر، فإننا إن عُدنا بالزمن للوراء لحوالي 500 سنة وأخبرنا الناس في ذلك العصر أنه في يوم من الأيام سيستطيع الإنسان أن يخطو برجله علي القمر، من المؤكد أنه سيتم نعتنا بالمُختلين عقليًا ومن أصحاب الخيال الجامح والأحلام المُستحيلة.
والآن يجب أن نعلم أن صُنع المُعجزات بات آمرًا ممكنًا بقوة العلم وإبداع العقل البشري وخياله، وأن خلال مئات السنين من المُستقبل من المُمكن أن يكون الإنسان قد استعمر مجراتٍ أخرى في الكون.