مع بدء العام جرى التحضير للانتخابات، وسينتهي العام ولاضمانات بتشكيل حكومة جديدة، ليضيف العراق الى قائمة تفرده عن دول العالم عنوان جديد، هو( انتخب هذا العام، وأنتظر حكومتك الجديدة في العام القادم )، وبضمانة وأشراف الامم المتحدة .. !.
العنوان الابرز لتوصيف حالة المواطن العراقي الآن هو (الذهــــــــــــــــول)، بعد يوم استعراضي طويل من العروض التلفزيونية المباشرة لمارثون انتخاب رئيس الجمهورية، ثم تكليف رئيس وزراء لتشكيل حكومة جديدة، لن تختلف عن الحكومات السابقة، طالما تم توزيع مناصب الرئاسات وفقاً لمنهج المحاصصة الطائفية التي دمرت العراق طوال الخمسة عشر عاماً الماضية.
لقد تأمل العراقيون خيراً بدعوات التغيير، بعد الطوفان العارم من تصريحات قادة الكتل والاحزاب حول أهمية وضرورة مغادرة منهج المحاصصة الطائفية، والانتقال الى فضاء الوطنية العابرة للانقسام ، من اجل تصحيح المسار وتعويض الشعب عن الخراب العام الذي تسبب به الفساد والارهاب، واستمروا يراقبون انشطة السياسيين ولقاءاتهم المكوكية طوال الاربعة اشهر الماضية، قبل تلقي الصدمات بضياع الآمال ، التي تحولت الى هواء في شباك المصالح الضيقة للطبقة السياسية، التي ادمنت التوافق على تقسيم المناصب والمنافع على حساب مصالح الشعب .
قد يكون انتظار تشكيل حكومة جديدة، شرط اختلافها عن سابقاتها، هو آخر صمام أمان ينقذ البلد من كارثة فوضى عارمة، لاتستطيع احتوائها كل الامكانات الامنية واللوجستية للحكومة والقوى الساندة لها، بعد تجربة أولى خارجة عن السياقات التقليدية قدمتها البصرة المظلومة من كل الحكومات العراقية على مدى خمسة عقود، وهو مايجب ان تنتبه اليه جميع اطراف السلطة وحلفائهم قبل فوات الأوان، ومن دونه ستنهض البصرة من جديد، وستنهض معها هذه المرة كل محافظات العراق، طالما استمر الاستهتاربحقوق المواطنين وبارواح الابرياء من ابنائهم، وطالما استمرت النخب السياسية بغلق آذانها عن مطالبهم المشروعة كما فعلت طوال الخمسة عشر عاماً الماضية .