زمـــــــــزم
جولة قصيرة في معرفة جذور ومعاني وتطور بعض الكلمات. جولتنا لهذه المرة مع كلمة (زمزم) التي تطغي عليها القدسية خاصة عند الاسلام كونها تتواجد في الكعبة وترتبط باسم بئر ماء زمزم وبقصة ولادة النبي إسماعيل إبن أبو أنبياء الديانات الإبراهيمية (اليهودية، المسيحية والاسلام). كما يتواجد نبع ماء رقراق عذب ينبع من الجبل ويتدفق في معبد لالش الايزيدي المقدس.
تعريف ومعنى زمزم لدى العرب:
زمزم (اسم): الزًمزم من المياه: الزٌمازم.
زمزم (فعل): زمزم، زمزمةَ، فهو زُمزٍم، والمفعول مزمزم (للفعل المعتدي).
زَمزَمَ المغني: أي ترنم ودندن.
زمزم الرعد: أي أحدث دوياً.
زمزمت النار: أي أحدثت صوتاً بلهيبها وإحتراقها.
زمزم الدرس: أي حفظها.
قالت العرب أن (زمزم) هو إسم علم مؤنث، وهو إسم البئر المباركة لديهم والواقعة على بعد 20 متراً من الكعبة، يتبرك بها المسلمون ويشربون من مائها. وقيل العرب إنه سميت (زمزم) لكثرة مائها، وقيل إسم لها وعلم مرتجل أو لضّمِ هاجر لمائها حين انفجرت وزمّهِا إياه. وقيل إنها سميت (زمزم) لأنها زمت بالتراب لئلا تسيح الماء يميناً وشمالاً ولو تركت لساحت على الأرض حتى تملأ كل شئ.
وقيل سميت زمزم بزمزمة الماء وهي صوته. وقيل سميت بزمزم لكثرتها. يقال ماء زمزم أي كثير. وقيل لاجتماعها وحركتها. ويقال سميت زمزم لأنها مشتقة من الهزمة والهزمة الغمز بالعقب في الأرض.
لماء زمزم قصة/أو اسطورة عند العرب المسلمين وغيرهم من الأديان الابراهيمية، ترتبط بالخلافات التي حدثت بين سارة وهاجر عندما حملت من إبراهيم، فأخذ ابراهيم الخليل زوجته هاجر وتركها في وادٍ مقفر لا زرع فيه ولا ماء ولا بشر حيث ولدت بعد ذلك مولوداً سمي إسماعيل! ومرّت بضعة أيام ونفذ ما معها من الزاد والماء، فبكي الطفل الرضيع وتألم من شدة الجوع والعطش، فراحت أمه هاجر تبحث هنا وهناك وتسعى بين الصفا والمروة (جبلان في مكة) عدّة مرات لعلّها تجد ماءً أو طعاماً أو بشراً ولكن دون جدوى، حتى بلغ سعيها بين الصفا والمروة سبع مرات، وعند المروة سمعت صوتاً فإذا بجبريل يضرب بجناحه الأرض حتى نبع ماء زمزم عند أقدام الطفل الرضيع إسماعيل!
وقالت العرب أيضاً أن (زمزم) إسم فارسي لأن سابور الملك لما حج البيت زمزم عليها.
والـ (زمزمة) ترتيلة دينية ينشدها الموبذون أثناء تحميد الله وتعميد الأجساد وغسل الأطعمة والأعمال الأخرى. وهي كلام المجوس وقراءتهم في صلاتهم، لأن الفرس يعتقدون أن أباهم إبراهيم.
نلاحظ من معاني (زمزم) انها تحمل صفة الصوت والحركة، كما أنها عند العرب تعني الكثرة والاجتماع. (يراجع معجم الغني، الرائد، الوسيط، ومعجم الأصوات).
زمزم في اللغة النوبية:
يذكر التراث الشفاهي للنوبيين في شمال السودان وجنوب مصر، أن (هاجر) الزوجة الثانية لإبراهيم كانت في الأصل نوبية، ويدعم هذا القول وجود عدة اعتقادت لديه، منها: أن إسم (هاجر) يقابله نفس النطق في اللغة النوبية (هاقجر) التي تعني الجالس أو المتروك، والمعنى المباشر لـ (هاقجر) هو سوف أجلس، في إشارة ربما لعملية تركها وحيدة في مكة! ويعتقد النوبيون أن السيدة هاجر نطقت بكلمة (زمزم) عندما إنفجر الماء من تحت قدميها أثناء الولادة، ويقابل كلمة (زمزم) في اللغة النوبية (سم) التي تعني بالعربية فعل الأمر (جفّ)، فقد كررتها مراراً وهي تدعو الماء للتوقف: (سم سم) أي (جف جف) وتحور النطق لتصبح (زمزم)! (نفس المصادر السابقة)
زم وزموم في اللغات الهندو-أوروبية:
اللغات السلافية أو “الصقالبة” تندرج كمجموعة فرعية من اللغات الهندو-أوروبية، يتحدث بها سكان أوروبا الشرقية، البلقان وأجزاء من أوروبا الوسطى وجزء من شمال آسيا. واللغة الكردية التي هي لغة آرية تنتمي بدورها الى اللغات الهندو أوروبية وذات قرابة باللغة السنسكريتية في الهند وكذلك الجرمانية. والسلافيون يرجعون في أصلهم إلى الشعوب الهندو-أوروبية المنحدرة حسب المصادر التاريخية من مناطق بحر قزوين والساحل الجنوبي للبحر الأسود. توجد في هذه اللغات الكثير من الكلمات المشتركة أو أن مفهوم العديد من الكلمات هو متشابه، إحدى الكلمات موضوع بحثنا هي:
(زم) و (زموم) هي المناطق التي تكثر فيها عيون الماء وتنبت فيها الحشائش والمراعي وتمتاز ببرودة الجو حتى في فصل الصيف حيث يتوجه اليها الرعاة بقطعان ماشيتهم وحيواناتهم، وتقع هذه المناطق غالباً في المناطق الجبلية والهضاب العالية. الـ (زم) كلمة من اللغات الهندو-أوروبية ومنها اللغة الكردية التي تعني البرد، و (زمستان) بمعنى فصل (الشتاء) موجودة في الميدية والفارسية، وهي تطابق المقطع الأول من الكلمة الكردية (زمستان، زفستان)، وهي نفسها التي تستعمل في اللغات السلافية جميعاً ندون البعض منها:
البلغارية والتشيكية والاوكراينية والبولندية واللتوانية والمقدونية والصربية (زيماzima,)، الروسية (زيموي zimoy)، والسلوفاكية ( زيمنى zimne).
الزموم (جمع زم) يعني محال الأكراد ومنازلهم بلغة فارس. (نزهة المشتاق، ج1/ص418 ومعجم البلدان ج3/ص71). ولا تزال تطلق على المحال الخاصة للقبائل الرحالة في المراعي الجبلية (زومه) وتعني مجموعة من الخيام. (د. زرار صديق، دراسات كردية غي بلاد سوبارتو، بغداد 1984، ص106). والـ (زوم) تعني كذلك مناطق المراعي الباردة في الصيف وفيها عيون الماء العذبة ومنها تأتي الكلمة الكردية (زوزان) بمعنى المصايف أو مكان الاصطياف، عكسها الكلمة الكردية (كرميان Garmiyan) بمعنى المناطق الحارة، حيث كان الرعاة الرحالة يتنقلون في الشتاء من المناطق الباردة (زوم – زوزان) الى المناطق السهلية الحارة.
ويقول البلاذري وكذلك الطبري في تاريخهما شكلت القبائل الكردية (زموم الأكراد) المقيمة بإقليم فارس المطل على بحر فارس (الخليج) جنوب إيران منذ العهد الساساني وخلال العهود الاسلامية الأولى إحدى عناصر السكان بالإقليم واضطلعت بدور مشهود في الأحداث السياسية التي شهدت منطقتهم أيام الفتوحات الاسلامية وخلال العهد الأموي. (البلاذري، فتوح البلدان، ص381، تاريخ الطبري حوادث “23ه”، 4/178، ص183و186-مقتبس من د. زرار صديق، مصدر سابق، ص106)
إذا افترضنا أن (زمزم) المتواجدة في مكة، مرتبط بقصة/اسطورة إبراهيم الخليل وخلافات زوجتيه ساره وهاجر وابعاد الأخيرة وتركها في واد مقفر لا زرع فيه ولا ماء ولا بشر، وفي تلك تلك الأرض تلد هاجر وليدها الذي سميّ بإسماعيل…فان هذا الافتراض يضع إبراهيم الخليل والقصة برمتها ، وحتى اسم مكة، في ميزان البحث والتحقيق. بمعنى أولاً التحقق من: هل كان هنالك فعلاً شخصية تاريخية باسم إبراهيم ولدت في أور كلدان بجنوب العراق وتركت (الشخصية) محل ولادتها متجهة إلى الشمال الغربي حيث مدينة أورفا ليدخل منها إلى الشام ثم مصر والحجاز ؟. ثانياً: لماذا سلك إبراهيم وعشيرته كل هذا الطريق الطويل ولم يختصرها بعبور نهر الفرات متجهاً إلى الشام من أراضي الأردن الحالية وبعدها يتجه صوب فلسطين ومصر؟. أم أن (ابراهيم) هو انعكاس لصدى (براهما) الايونيم Eponym (اسم رمزي طوطمي لجماع عرقية من موجة إيرانية استقرت في (اور) عبر لورستان في ايران ثم هاجرت إلى حران في عهد الكاسيين (1800 ق.م.) كما يكتب العلامة د. لويس عوض في كتابه مقدمة في فقة اللغة العربية، ص20.؟. ان صحت هذه النظرية، معنى ذلك لم يكن لبئر زمزم و مكة التي بنيت حولها فيما بعد من وجود قبل تأريخ 1800 قبل الميلاد!. وكل ذلك يضعنا أيضاً أمام إعادة النظر في قراءة التاريخ نفسه والبحث عن الانتماء العرقي لإبراهيم الخليل وعشيرته!.
أغتقد الكلمة الأقرب إلى الزوم الكردية هي المصيف
وكما نعلم أن أصحاب المواشي ينتقلون مع مواشيهم في فصل الصيف إلى تلك المناطق لوجود ما يحتاجه هم ومواشيهم.
ولا أعتقد بوجود علاقة بين زوم الكردية وزمزم العربية.
موضوع يستحق البحث أصل كثير من الكلمات وخاصة هناك كلمات في لهجات الأيزيدية اندثرت وليس لها وجود إلا في الأقوال الدينية أو في الأغاني الفلكلورية وحتى المنشد أو قائل القول لا يعرف معناها.
لذا على الباحثين بذل جهود من اجل ذلك.
تحية طيبة لكما
زوَم بلغتنا البهدينانية بالضبط تعني(الدسم) السمن وهي قريبة من الألمانية (sahne) لكن زوَم كظرف مكان فتعني منزل الكوجر ( المكان الذي ينزل فيه رعاة الغنم وطبعاً منتوجهم هو السمن الذي إشتق منه إسم المكان
أما زمزم فهي ليست عربية إنما كوردية فارسية تعني النقيع بالضبط وهو المكان الذي تشرب بالماء فنقول ( كراسيَ من زميا ت ئافًيَ دا ) ثوبي تشرب بالماء وهي كلمة حية وشائعة ومنها فصل النقيع ال( زم) وهو الشتاء بالفارسية زمستان وبلغتنا زفستان وأعتقد بالسورانية أيضاً زمستان , وقد أطلقه عليه التجار الفرس اليمانيون وربما كانوا كورداً وعلى الأرجح تم حفره في القرن الرابع الميلادي وليس هناك أي دليل تاريخي يؤكد وجوده قبل الميلاد وشكراً
زمزم يعني..دعاي كه زردشتيان اهسته و زير لب خوانند…..هه م جنين يعني صد اي اواز خواننده اهسته ده ر كوش……….،،، نعم زمزم كلمه فارسيه بحته واسطوره ابراهيم واسماعيل وجبريل خرافيه ومصطنعه من قبل رسول الاسلام وبحسب الكتب الذي يسمى بالمقدسه لم يذكر بتاتا أن براهيم سكن أو هاجر إلى الجزيره العربيه … وكلمه زمزم اخذها رسول الاسلام من صديقه العزيز الذي كان لا يفارقه ليل نهار وهو سلمان الفارسي الذي كان زردشتيا قبل أن يهاجر إلى الجزيره العربيه …مع تحياتي لكم جميعا
الحاقا بتعليقي..الصلاه في الزررادشتيه عباره عن ترانيم بطيء وتحت الشفاه وبلحن خاص والصلاة يسمى زمزمه وشكرا
تحية لكاتب المقال وللمعلقين.
الأخ حاجي يقول الزوم يعني،الدسم،اشرت أن هناك كلمات اندثرت ومنها كلمة الزوم
إذا في الأغاني وبالذات المرثيات في لاڤژي پيري تأتي كلمة كوليت نقيبا وكذلك زوميت تقيبا.
ايعقل زوميت نقيبا تعني دسوم نقيبا لأن يتحدث عن مكان وليس عن السمن.
وفي لهحة أهل سنجار الدسم يسمى. زوهم. يبدو العزيز حاجي علو متاثر باللغة الألمانية ويلغي حرف الهاء من لغتنا.
مع تحياتي لكم جميعاً
ربما الكلمة الواحدة لها عدة معاني هذا ليس غريباً , لكن زوَم كلمة حية حتى اليوم وتعني دهون الألبان وليس الشحم , أنا متأكد وهذه هي لغتنا تستطيع أن تستفسر من كبار السن فالجيل الجديد قد أضاع الخيط والعصفور , وبالنسبة للألمانية فأنا لا أتمكن من التكلم بها لكن الألبان الدسمة مكتوب عليها (زان) وكذلك (فت) وشكراً
أنا معك هناك كلمات لها أكثر من معنى في لغتنا وتتحكم الجملة بمعناها وهي ليست قليلة،ولربما الزوم احداها.
ومع هذا في لهجة سنجار تسمى (زوهم) وليس كما يقولها أهل شيخان.
وعلى جميع أنواع السمن نباتي كانت أو حيواني.