من غير المنطق والمعقول قد استعصت معالجة مشكلة الكهرباء في العراق منذ عام 2003 -2020 رغم التخصيصات المالية الكبيرة والتي تراوحت ما بين75-100 مليار دولار.
ان مشكلة الكهرباء مشكلة سياسية واقتصادية واجتماعية في ان واحد، هناك قوى سياسية عراقية تنسق مع القوى الاقليمية على عرقلة الحلول لمشكلة الكهرباء في العراق ، لان الطرفين لديهم مصلحة بعدم حل هذه المشكلة. فهل من المعقول نستورد كهرباء من ايران بالمليارات من العملة الصعبة؟! لمن ولمصلحة من يتم هذا التخريب الممنهج والتبعية السياسية والاقتصادية. ان النخبة السياسية الحاكمة اليوم لن تتأثر بمشكلة الكهرباء، فهو متوفرة لديهم،و اغلب عوائلهم في الخارج.
ان قادة نظام المحاصصة المقيت وحلفائهم من الدول الاقليمية والدولية يدركون وبشكل جيد ماذا تعني الكهرباء للشعب والاقتصاد الوطني العراقي، انها المفتاح الرئيس للتطور الاقتصادي والاجتماعي، المفتاح الرئيس للنهوض بالقطاع الصناعي والزراعي وقطاع الخدمات، يعني امكانية اعادة تشغيل المصانع والمعامل المتوقفة وبشكل ممنهج ومخطط، الكهرباء تعني تشغيل المواطنين في القطاعات الانتاجية والخدمية وتوفير الانتاج وتحقيق الرفاهية للمواطنين، والقضاء على البطالة، وهذا يعني سيقل وبشكل ملموس استيراد السلع المختلفة من الدول الاقليمية والدولية، الكهرباء تعني انعاش الحياة الاجتماعية في المجتمع العراقي، وعلى هذا الأساس فان القوى السياسية المتنفذة اليوم في الحكم والتي تتشابك مصالحها السياسية والاقتصادية مع الدول الاقليمية هي اليوم تشكل العائق الرئيس لمعالجة مشكلة الكهرباء في العراق، انها تضع مصلحة حلفائهم ومصالحهم فوق مصلحة الشعب والوطن، وهذا يشكل قمة الفساد المالي والإداري والخيانة العظمى اتجاه الشعب العراقي.
بدون حل جذري لمشكلة الكهرباء لا يمكن تحقيق اي تنمية اقتصادية واجتماعية جذرية في البلد،ولايمكن تحقيق اي استقرار للأوضاع في العراق،وعليه يمكن القول ان حل مشكلة الكهرباء هي المفتاح الرئيس لجميع المشاكل في العراق وهذا ما تدركه القيادات السياسية المتنفذة في السلطة اليوم والدول الاقليمية، فسياسة افتعال الازمات ، ومحاولة صرف انظار الشعب العراقي عن معالجة هذه المشكلة الهامة تحت مبررات كاذبة ووأهية.. ان هذا النهج فاشل ولن يستمر طويلاً.
لقد وجهه سؤال الى لينين العظيم بداية ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى ، (ماذا تعني الشيوعية من وجهة نظرك؟ ) .
اجاب ان الشيوعية تعني (الكهرباء زايدا سلطة الشعب ). هذا يعني ان وجود الكهرباء هو المفتاح الرئيس للتصنيع وتطوير الزراعة وقطاع التعليم والصحة والسكن….. وتحقيق الرفاهية والاستقرار للمواطنين. فهل سيدرك النظام الحاكم في العراق اليوم اهمية معالجة الكهرباء للشعب العراقي؟ نشك في ذلك،لانها باب للفساد المالي والإداري وتكريس التبعية والتخلف للشعب العراقي ولصالح القوى الاقليمية والدولية.
هل سيدرك شعبنا العراقي وقواه السياسية الوطنية والتقدمية واليسارية خطر وجود هذه المشكلة وعدم معالجتها جذرياً؟ المستقبل القريب سيكشف لنا حقيقة ذلك.
نعتقد أن الحل الوحيد والجذري لمشاكل الشعب العراقي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والامنية والعسكرية… تكمن في انهاء نظام المحاصصة المقيت واحلال نظام شعبي وديمقراطي حقيقي يعمل لصالح الشعب العراقي وان يقيم علاقات التعاون بين الدول على اساس مبدأ المساواة والنفع المتبادل والمصلحة المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ، بدون ذلك يبقى العراق والشعب العراقي في دوامة من الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي وهذا ما تسعى اليه غالبية القوى الاقليمية والدولية
9/7/2020