زار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مساء الأربعاء أسرة المحلل الراحل هشام الهاشمي الذي اغتاله مسلحون مجهولون الاثنين، متعهدا بملاحقة القتلة.
وقدم الكاظمي تعازيه لعائلة الهاشمي، واصفا الراحل، الذي كان صديقه الشخصي ومستشاره، بـ”البطل” و”الأيقونة الوطنية”.
ونشرت قناة يوتيوب الخاصة بالمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، الخميس، فيديو للزيارة الكاملة.
وقال الكاظمي وهو جالس وسط أبناء الهاشمي الثلاثة، عيسى وموسى وأحمد، إن “الذي يخاف من الكلمة، لا نستطيع ان نقول عنه غير أنه جبان. هشام لم يقم بشيء إلا أنه ساعد العراقيين بالكلمة”.
وأضاف تعليقا على عملية الاغتيال أن “هذا التصرف ليس تصرفا عراقيا.. العراقي لا يقتل العراقي”.
بعدها توجه إلى زوجة الهاشمي قائلا “من جيل إلى جيل، هشام سيبقى موجودا. دمه عندي والقتلة لن يفلتوا. هذا واجبي وواجب الدولة”.
وتخللت الزيارة لقطة “تفطر القلوب” بعد أن دخل أحد أبناء الراحل للغرفة للترحيب بالكاظمي، لكنه لم يتمالك نفسه وأجهش بالبكاء، ليحاول رئيس الحكومة العراقية تهدئته بالقول “لا تبكي يا أحمد.. أنت بطل مثل والدك”.
واغتال مسلحون مجهولون يستقلون دراجتين ناريتين الهاشمي (47 عاما) مساء الإثنين أمام منزله في شرق بغداد، ليترك وراءه زوجة وثلاثة أبناء وابنة، في هجوم أثار موجة غضب وتنديد في العراق وخارجه.
وفيما لا يزال المنفذون طلقاء، يلفت خبراء إلى أن عملية الاغتيال تؤشر إلى تحول مأساوي في العنف السياسي المتصاعد منذ انطلاق شرارة الاحتجاجات الشعبية في أكتوبر الماضي.
وخلال موجة الاحتجاجات التي استمرت ستة أشهر، اغتيل عشرات الناشطين أمام منازلهم بأيدي مسلحين مجهولين غالبا ما كانوا يستقلون دراجات نارية.
ويعرف عن الهاشمي، وهو من مواليد بغداد، ظهوره المنتظم على القنوات التلفزيونية المحلية والأجنبية لتحليل أنشطة الجماعات الجهادية والسياسة العراقية، كما كان وسيطا بين أطراف سياسية عدة لقربه منها جميعها، ما كان يضمن له مستوى من الحماية.
وذكرت عائلة الهاشمي لوكالة فرانس برس أنه تلقى تهديدات مؤخرا من تنظيم داعش. وكان للأبحاث التي قام بها الهاشمي عن هذا التنظيم دور كبير في تفكيك شبكاته في سوريا والعراق.
لكن مقربين منه أشاروا إلى أنه تلقى تهديدات أيضا من فصائل مسلحة موالية لإيران، وبالتحديد ميليشيا حزب الله.
وحذر محللون من أن عملية الاغتيال قد تدخل البلاد في مرحلة مظلمة وعنيفة، من خلال إسكات الأصوات المنتقدة للأحزاب السياسية.