و يتساءل كثيرون عن معنى (فصائل المقاومة) في البلاد ، تقاوم من ؟؟ ان ارادت مقاومة المحتل الإسرائيلي، لماذا لا تذهب الى هناك لايقاف اقامة مستوطنات جديدة و لدعم مشردي الشعب الفلسطيني الشقيق ؟؟ و لماذا لاتقاوم العدوان التركي التوسعي على ارض بلادنا و كردستان العراق و لاتقاوم العدوان الإيراني المتواصل الذي وصلت قنابله الى اطراف مركز قضاء كويسنجاق في محافظة اربيل ؟؟ في وقت تأهلت فيه القوات المسلحة العراقية باصنافها و بدعم تحالف دولي عريض يستطيع الفتك بداعش كلّما حاولت ان ترفع رأسها.
الاّ انها تعلن عن محاربة الاميركان و قوات التحالف الدولي التي جاءت بطلبات و عبر وساطات و رجاءات حكومات التحاصص لإنقاذ البلاد من داعش الإجرامية، سواء من قبل حكومات المالكي او العبادي، و وفق اتفاقات و عقود مبرمة . . متناسية (فصائل المقاومة) بان اسيادها جاءوا و استلموا الحكم بتوقيعهم انواع التعهدات للاحتلال الأميركي بموافقات ارجنتينية اثر اسقاطه صدام . . فعن اية مبادئ و عن اية مُثُل قرآنية تتحدث ؟؟
في وقت ادىّ فيه نهب و عنف و تسيّد تلك الفصائل التي تحاول التستّر بستار الحشد . . الى افقار شعبنا بعربه و كرده و كل اطيافه، و تسبب بتشريد العراقيين ذاتهم عن ديارهم و في عجز الدولة عن تأمين حتى رواتب و استحقاقات موظفيها في زمن انهيار اسعار النفط و الانهيار المتواصل للطلب عليه، بعد ان حوّلت العراق الشامخ الى دولة ريعية محطمة الزراعة و الصناعة و التجارة و بلا احتياطي طوارئ، بل و استولت الفصائل تلك حتى على الاموال الفلكية لمنافذه الحدودية . .
بل و تسببت بعجز الدولة عن مكافحة وباء كورونا الذي يغزو العالم، حين عملت منذ بداية غزو الوباء على عدم اخذه بالجدية اللازمة لحماية البلاد بدعوى عدم المس بقدسية المراقد المحفوظة بقدرة القدير و عدم المس بطهارة زوارها و طهارة منتجاتها المرسلة، في وقت شملت فيه اجراءات العزل بسبب كورونا المسجد الحرام و كعبة حجاج بيت الله . . فابقت الحدود الشرقية للبلاد مفتوحة في وقت مهدد شكّلت حينه الجارة ايران بؤرة خطيرة للوباء، رغم استغاثات و صيحات الشعب و المسؤولين الإداريين و تنبيههم الى الخطورة الهائلة لذلك الموقف المتعمّد !
الامر الذي اثار و يثير تساؤلات هائلة من نواب برلمانيين و متخصصين و مثقفين و اوسع الجماهير، وسط صمت البرلمان . . هل هو بسبب الستراتيجية المشوهة لنظرية (الموجات البشرية) الصينية التي تتبعها الفصائل التي لاتبالي بالخسائر البشرية فداءً للمقدس ؟؟ المقدس الذي ضاع بصيحات متظاهري تشرين و من سبقهم ” بإسم الدين باكونا الحرامية ” . .
ام هو بسبب ابقاء شبكة طرق طهران ـ بغداد ـ بيروت مفتوحة كعصب للهلال الطائفي و لأهداف لايُعلن عنها ؟؟ بلا مبالاة بحياة و مصائر عشرات ملايين العراقيين، التي وصلت حدوداً قاسية في مواجهة الوباء بعدم التصدي له في البداية. ام هو بسبب الخوف على التحاصص المافيوي الذي تدرّه عليها المنافذ الحدودية التي تبلغ ايراداتها سنوياً اكثر من ثماني مليار دولار، بحسب اقتصاديين متخصصين و اداريين مشهود لهم بالمعرفة و الخبرة ؟؟
بعد ان شكّلت العصابات بمنظور متخصصين محايدين، و كأنها الالية الوحيدة لحكم البلاد بالقوة و تحقيق اعلى الارباح لها بالتحاصص، بواجهة دستور و مؤسسات دستورية، وفق منظور دولة اسلاموية تتمدد (كشعار داعش)، عاصمتها الارجنتين و بقية الدول ولايات عائدة لها وعائداتها تموّل الدولة الام . . كما صرح قادة ايرانيون كبار بأن العراق ليس دولة و انه جزء من فارس . . حتى صار نواب و وزراء سابقين و كبار المعلقين في الفضائيات يقولون ان : ايران تشعل الحروب خارجها و تقاتل بابناء الشعوب التي تهيمن عليها و لاتبالي بارواحهم، عملاً بفكرة (الثغور الاسلامية) قبل اكثر من الف سنة، بعد تحويرالفكرة لمصالحها الانانية هي، على حد اقوالهم . .
في وقت تهاجم فيه دوائرها و العائدين لها السيد الكاظمي على تصريحاته باهمية حصر السلاح بيد الدولة و يدعونه للتخلي و (التغليس عنه) كما فعلت الحكومات السابقة و ان عليه الإعداد لإنتخابات مبكرة فقط ؟؟ ناسين او متناسين انه، لا انتخابات نزيهة دون حصر السلاح بيد الدولة، لأن السلاح المنفلت سيؤدي الى اجبار الناس على اعادة انتخاب من فشلوا في الحكم و في ادارة دولة ساروا على تحطيمها، او يؤدي الى تزوير نتائجها تحت تهديد و فعل السلاح كما حصل في الدورات السابقة، و ناسين بأن لامواجهة للأزمة الصحية و الاقتصادية لخلق مناخ آمن لإجراء الإنتخابات دون حصر السلاح بيد الدولة و تجريد الفاسدين من استخدامه، و السيطرة على اموال البلاد. (يتبع)
8 / 7/ 2020 ، مهند البراك