نقل تقرير امريكي ، عن مصدران حكوميان ومصادر خاصة، اليوم الأحد، إن عملية “المنافذ الحدودية” التي تجريها القوات الأمنية العراقية سببت ضررا محدودا، حتى الآن، بالموارد المالية لعدد من الفصائل العراقية المسلحة التي تسيطر على تلك المنافذ، فيما قال صحفيون إن “المنافذ غير الرسمية” مهمة بشكل أكبر لتلك الفصائل من المنافذ الرسمية.
وقال مصدر حكومي مطلع لموقع “الحرة” ، إن المنافذ والموانئ العراقية مسيطر عليها بشكل كامل من قبل أحزاب وحركات مسلحة متعددة.
وأضاف المصدر ، أن أهم تلك الجهات هي كتائب حزب الله، وثأر الله، ومجاميع من حركتي النجباء وعصائب أهل الحق، وحركات مسلحة محلية في البصرة وديالى.
وقال المصدر، الذي اشترك في إعداد دراسة قدمت لرئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي بشأن المنافذ الحدودية ، إن “موانئ العراق على سبيل المثال ، مسيطر عليها من قبل الأحزاب والميليشيات التي تؤسس شركات كواجهة لها، وتقوم بالسيطرة على أرصفة في الموانئ للاستفادة من الواردات الكبيرة التي تؤمنها”.
وقال مصدر حكومي آخر إن “منظمة بدر والعصائب (عصائب أهل الحق) والسرايا (سرايا السلام) تسيطر على أغلبية المنافذ الحدودية الممتدة من العمارة إلى الكوت وديالى، فيما تحاول كتائب حزب الله السيطرة على منفذ القائم”.
وتقع هذه المنافذ على حدود العراق مع إيران، عدى منفذ القائم الذي يقع على الحدود العراقية السورية.
ويضيف المصدر الثاني الذي تحدث بشرط عدم كشف هويته أن “القوة الحقيقية لعمليات الميليشيات هي في المنافذ غير الرسمية التي تسيطر عليها، والتي تقوم من خلالها بتهريب العملة والنفط الخام وحتى البشر والأسلحة”.
ويقول الصحفي العراقي مهند الغزي ، إن هناك منافذ غير رسمية تستخدم للتهريب وتسيطر عليها جهات نافذة.
ويضيف الغزي أن “إغلاق هذه المنافذ هو بأهمية السيطرة على المنافذ الرسمية”.
ويقول مصدر من مدينة القائم الحدودية العراقية ، إن “كتائب حزب الله تمتلك منفذين هما منفذ السكك البري الذي يوصل إلى سوريا، ومنفذ السنجك عبر النهر إلى الباغوز السورية”.
وانتشر جهاز مكافحة الإرهاب العراقي قرب منفذ القائم الحدودي الرسمي، قبل أن تقوم ميليشيا الكتائب بالهجوم على المخفر قبل نحو أسبوعين، واعتقال أحد موظفيه.
وقال المصدر، وهو من أهالي المنطقة إن “ميليشيا الكتائب وميليشيات أخرى أصغر شيدت سواتر عسكرية لحماية منافذها غير الرسمية من أية قوات قادمة من جهة بغداد”.
وافتتح رئيس الوزراء الكاظمي، قبل يومين، منفذ مندلي على الحدود مع إيران، وقال خلال الافتتاح إن “زيارة المنفذ رسالة واضحة لكل الفاسدين بأنه ليس لديكم موطئ قدم في المنافذ الحدودية أجمع”.
وقال مصدر حكومي للموقع الامريكي ، إن قوات مكافحة الإرهاب وقوات حرس الحدود بدأت بتأمين المنافذ الحدودية الرسمية، بسبب التخوف من ردود فعل الأحزاب على الإجراءات الحكومية”.
وأضاف أن “هناك لجانا تقوم بالتفتيش على منافذ كوردستان مكونة من المخابرات والأمن الوطني ودائرة الجمارك”.
لكن مصدرا حكوميا آخر يقول إن “منفذ مندلي منفذ صغير نسبيا وكان مغلقا منذ فترة طويلة وهو على الأغلب غير مهم بالنسبة للمسيطرين على المنافذ بقدر أهمية منافذ أخرى قد تسبب مواجهة فعلية في حال محاولة الحكومة السيطرة عليها”.
ويقول المصدر القريب من النقاشات بشأن إجراءات الحكومة الجديدة إن “جهاز مكافحة الإرهاب وصل إلى منفذ الشلامجة الحدودي، لكنه لم يتخذ أي إجراءات بشأن سير العمل في المنفذ”.
في الاطار ، كان الباحث والناشط السياسي عبد القادر النايل ، أكد أن الحكومة تحاول فرض سيطرة شكلية على بعض المنافذ، وأن الكاظمي غير قادر على استعادة سلطة الدولة على تلك المواقع بسبب هيمنة الميليشيات الموالية لإيران عليها.
النايل كان قد قال في تصريح لـ(باسنيوز) : إن ” المنافذ تمثل اهمية من محورين اساسين، الاول أنها العمود الثاني للاقتصاد العراقي بعد النفط، والثاني تعتبر الأساس لدخول البضائع الى العراق، والبلد يعتمد عليها اعتمادا كاملا في دخول جميع المواد المصنعة والغذائية بعد الازمة التي يمر بها القطر منذ 2003″.
الباحث والناشط السياسي عبد القادر النايل ، أضاف أن ” الميلشيات المعروفة بقربها من إيران تفرض سيطرتها على المنافذ الحدودية في العراق لاسيما بعد العام 2014 عقب الحرب على تنظيم داعش “، مبينا أن ” تلك الفصائل تعرقل العمل في بعض المنافذ، ولاسيما مع الدول العربية كالأردن والسعودية، من أجل تنشيط الحركة في المنافذ مع إيران”.
وأشار إلى ان ” تلك المنافذ تعتبر مدخلا رئيسيا لتهريب المخدرات من إيران إلى العراق وبوارد تتقاسمه الميليشيات الولائية والحرس الثوري الإيراني”.
وشدد النايل على أن شعار السيطرة على المنافذ الحدودية “أكذوبة كبرى” وفق قوله ، حيث ان الحكومة لا تستطيع استعادة تلك المواقع من الميليشيات المتنفذة ، لافتا إلى أن ما يجري يمكن أن يوصف بانه ” محاولة للسيطرة الجزئية فقط على المنافذ لاسيما قبيل سفر رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي إلى الولايات المتحدة والحوار مع الجانب الأمريكي”.