شهدت إيران خلال الايام والاسابيع الاخيرة، سلسلة من الانفجارات المختلفة وفي أماکن حساسة کما رافقت ذلك تحرکات إحتجاجية مختلفة في سائر أرجاء إيران من قبل شرائح مختلفة من الشعب الايراني الى جانب نشاطات لمعاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق في طهران بشکل خاص ومدن إيرانية أخرى وشهدت إيران أيضا موجة من الاعتقالات طالت أنصار مجاهدي خلق وعوائلهم حيث تم إصدار أحکام جائرة بالسجن بحقهم، في هذا الخضم، وبينما تشهد العملة الإيرانية انهيارا تاريخيا غير مسبوق، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن 20 مليار يورو من العملة الصعبة التي كان من المقرر أن يتم استخدامها لشراء السلع الأساسية ومن البضائع خلال عام، فقدت، ولم يتم إعادتها إلى البلاد، وهو تصريح يلفت النظر بوضوح الى تخوف من قدرة الاقتصاد الايراني على مواجهة الاوضاع الصعبة والذي يجعل موقف النظام صعبا إن فقدان 20 مليار يورو من العملة الصعبة من شأنه أن يعيد الى الواجهة قضايا الفساد التي تورط ويتورط بها جناحي النظام وکيفية فقدان مبالغ طائلة من ثروات الشعب الايراني في هذه القضايا وکذلك في البرنامج النووي والصواريخ والتورط بالتدخلات السافرة، حيث إنه وفي العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، تم نهب ما يتراوح بين 700 – 800 مليار دولار بحسب رفسنجاني. ومبالغ أنفقها النظام في النووية والصاروخية وسوريا والعراق ولبنان تبلغ مئات المليارات من الدولارات. کما قدم النظام في السنوات الخمس الأولى في حرب سوريا 100مليار دولار لبشار الأسد، ولاريب من إننا لو لاحظنا ودققنا النظر في کل ذلك فإننا نجد أنفسنا أمام أوضاع إستثنائية غير مسبوقة يواجهها النظام الايراني والتي ليس من السهل عليه أبدا مواجهتها والحد من تأثيرها.
تلك الاوضاع والمسائل ساردة الذکر التي أشرنا إليها، يجب أن نذکر بأن هناك عاملين آخرين بالغي الاهمية يلعبان دورهما من حيث التأثير على النظام الايراني نفسه، الاول العزلة الدولية الخانقة التي يواجهها النظام والتي تلعب دورها وتأثيرها في دفع بلدان العالم للنأي بنفسها عن هذا النظام والابتعاد عنه بعدما أصبح مصدرا وبٶرة للمشاکل، والعامل الثاني هو الدور المتزايد وغير العادي للمقاومة الايرانية ومجاهدي خلق في داخل وخارج إيران وصيرورتها رقما صعبا في المعادلة الايرانية القائمة، خصوصا إذا مالاحظنا فإن هذا النظام يبادر الى توجيه الاتهام للمقاومة الايرانية ومجاهدي خلق وحتى إنه وجه الاتهام لمجاهدي خلق بالوقوف وراء تفجيرات نطنز والتي رفضتها المنظمة، لکن الذي يقلق النظام هو إن الانظار تتجه للمقاومة الايرانية ومجاهدي خلق کبديل سياسي للنظام خصوصا بعد أن أصدر الکومغرس الامريکي مٶخرا قرارا إعترف فيه بالمقاومة الايرانية ورأى في برنامج العشرة بنود للسيدة مريم رجوي والخاص برٶيتها لإيران مابعد هذا النظام کخارطة طريق، ومن دون شك فإن أيام أکثر من صعبة تنتظر هذا النظام في الاسابيع القادمة.