تموزنا نشكوا إليك ـــ زمن ألتطرف وألفساد
مذاهب ألشيطان تزني ـــ وتنتهك عرض ألبلاد
ترملت بغداد وانكفأت ـــ ثم ارتدت ثوب الحداد
أيتامها نحن ألذين ـــ نجوع في أرض ألسواد
فأنتفض ألغضب ألجميل ـــ تموز في تشرين عاد
1 ـــ كم بكيناك تموزنا وانتظرناك, سحابة سمراء كوجه العراق, في حضنها قافلة قمر, تنصب خيامها على كامل جغرافية الوطن, ومن ساحات التحرير تهتف مع الأبناء والأحفاد, ثم تعيد للعراق بهجته, أنسيت يا إبن تموز ان ضريحك, تنطق به الحياة في زلال دجلة الخير, الأمهات العراقيات شربن روحك, ومن مراضعهن شربتك الأجيال وعي وكفاءة ونزاهة وبسالة, فأنجزت دمائهم الساخنة, ثورة عراقية “تريد وطن” على يقين انك تتذكر, من في (اذاعة الصالحيه) افرغوا رصاص غدرهم في صدرك, حينها كنت شجاعاً وسيماً, مكتملاً في ذاتك ممتلأً بأيمانك, اغمضت جفنيك على العراق, حتى لا تنال منه رصاصة غدر طائشة, العراقيون اوفياء دائماً, فزرعوا ارحام الأمهات بأسمك “عبد الكريم” يستوحون روحك ثورة, جيل بعد جيل.
2 ـــ قال لنا الأباء والأجداد, يوم كنا اولاداً واحفاداً, انهم شاهدوا (صورتك) على وجه القمر, والبعض قال “التقيناه في الأهوار وجبال حمرين”, وذهب البعض بعيداً فسمعوك, في اصوات الهاتفين وعازفي النشيد الوطني, في ساحات التحرير, وشاهدوا الدم لم يتخثر على صدرك, تزأر بوجه القتلة, “حاول اجدادكم قتلي, فماتوا كالذباب, وها انا اهتف واحفادي, طفولة ثورة في ساحات التحرير, ولن يموت الشهداء ما دام العراق حياً”, تلك الروايات يتداولها فقراء العراق, انهم يعبرون عن صدق محبتهم ووفائهم لمن ينصفهم, عشت سيدي شهيداً وقُتلت شهيداً, وعبرتك تجهش شعب ووطن, لم يكتمل مشوارك بما اردته لهما, انت دائماً عبد الكريم, الزعيم الذي لا يتكرر.
3 ـــ الذين افرغوا رصاص غدرهم, في صدر اول مؤسس جمهورية, للعدل والأمن والمساواة, هم ذاتهم من يفرغون الآن رصاص باطلهم, في صدور ثوار الأول من تشرين 2019, الهاتفين للحق والسلم والتعايش في ساحات التحرير, هم ذات البيوتات المؤتلفة الآن, في مستنقع فساد وارهاب المنطقة الخضراء, شيعية سنية كردية, جميعهم ذات التاريخ لذات النكبة الوطنية, هم ذاتهم ادوات الذين اخترقوا السيادة الوطنية بالقطار الأمريكي, وهم ذاتهم من دخلوا بعد الأحتلال عام 2003, بوسائل نقل متطورة, بعد ان اضافوا لطبخة الأحتلال, توابل الأجتياح الأيراني الكريهة.
4 ـــ الرابع عشر من تموز 1958, أوعدتنا كما انتظرناك وتأخر اللقاء, هل لم يبقى في زمن الأنتكاسة, ضابط يتنفس برئة الأحرار القدماء؟؟, اشك بذلك, وهل حقاً ان مليشيات المذاهب, ولدوا من ارحام العراقيات؟؟, اشك بذلك, ان لم يكونوا قد تناسلوا عورات, من ارحام مذاهب الوسطاء, ليمارسوا جرائم الخطف والقنص والأغتيال, يقيناً انهم احفاد الذين, خطفوا وغيبوا ثورة الرابع عشر من تموز الوطنية, واغتالوا إمام فقراء العراق, زعيم يصهل الآن مشروعه الوطني, في حناجر ثوار الأول من تشرين “نريد وطن”, رغيف الخبز فيه, مغموس بالعافية والكرامة والأمان.
13 / 07 / 2020