(Peer) في اللغة الكوردية والدين الئيزدي
لاشك أن اللغة قد سبقت الدين, وبناء على ذلك فكلمة بٍير المعظمة في الدين تكون قد أستخدمت في اللغة قبل الدين , وهي في اللغة ليست كما في الدين بل على نقيض المعنى, فالبٍير في اللغة يعني القِدم في السن, والمادة القديمة ليست مرغوبة فالخضار البٍير لا يُؤكل, واللحم البٍير لا يُسلق بسهولة والحيوان البٍير مستهلك غير منتج , أما الإنسان البٍير فيختلف , فهو كبير العائلة كثير الخبرة والتجارب فهو المستشار في كل الشؤون وإليه ترجع الأمور, ومن ثم فهو الخبير الذي يقود المجتمع ويرأس القبيلة, فهو محل الإحترام والطاعة ومنه المشورة , ولما نشأ الدين وتطورت الآلهة وتعددت, لُقّب أقدمهم بالبٍير, فكان هو طاوسي ملك وهو لا يزال يُلقب بالبير ( تاوسي بٍير) وكلما تطورت الألهة وبنت المعابد وقام على خدمتها ناس, وطبعاً كانت للمعابد والآلهة مكانة عظيمة في حياة المجتمع القديم لا يقوم على خدمتها إلاّ أفضل الناس ولقبوا بالبير في الكوردية وألقاب مشابهة في جميع اللغات , حتى أصبحت من أعظم الالقاب المبجلة في المجتمع الئيزدي يكفي ما ذكرناه من تسمية تاوسي ملك بالبٍير, مع العلم أنها في الأصل كلمة ليست مرغوبة المعنى لغير الإنسان ولها مرادفاتها مثل كال و مةزن وناف سةر و سةرردين ودارك وكةفًنار, ولها أضداد في اللغة بينما ليس لها أضداد في الدين , فالحيوان البير عكسه جوان و جهيل, والنبات تةرر و زيلان .
وتترجم كلمة بير إلى السيد والشيخ في العربية بنفس المعنى تقريباً فشيخ القبيلة هو أقدمهم خبرةً وسيدها وقد إستقرت المعنى عبر مئات الاجيال فالشيخ الآن يتزعم وراثياً لكن التسمية هي نفسها وقد إستعملت في الدين كأعظم درجة دينية (خبير الدين) , وبسبب النفوذ العربي الإسلامي فقد دخلت الدين الئيزدي أيضاً بنفس الدرجة من التعظيم , فالشيخ عدي لم يكن بيراً بل كان شيخاً ولم يُترجم لقبه إلى بير بسبب سطوة اللغة العربية على اللغة الكوردية حتى أصبح أعظم درجةً من البير بينما هو نفس اللقب والمعنى والمركز الديني, وبسبب ذلك التعالي فقد غير الشمسانيون لقبهم من بير إلى شيخ كي لا يُنظر إليهم بدرجةً أدنى من درجة الشيوخ الآدانيين أقارب الشيخ عدي , أما القاطانيون فقد إكتسبوا لقب الشيخ في بغداد في المحيط الإسلامي العربي بينما لقبهم الأصلي فقير ديني وربما بير في خراسان لأن جدهم الأعلى مير براهيم الخورستاني لم يكن شيخاً ولا عربياً بكل تأكيد .
في توضيح لتعليق الأخ خالد علوكة حينما قال (بير) كلمة فارسية , نقول نعم , لكن في اللغات التي من شجرةٍ واحدة لا يمكننا تنسيب الكلمات المشتركة إلى أي فرعٍ منها , بل يمكننا تنسيبها بصورة نسبية تبعاً للإستعمال الحالي , فعند الئيزديين كثيرة ومعروفة في اللغة والدين, عند المسلمين الكورد بطل إستعماله في الدين وبقي في اللغة, وبالعكس عند المستعربين ( المسلمين) كالعلويين لا توجد في اللغة بينما معظمة في الدين , وفي إيران الملالي فهي في طريقها إلى الإنقراض بينما كان الشاه قد خصص لجنة لتنقية اللغة الفارسية من المفردات العربية كلها , الملالي قلبوا المعادلة والآن لا يعطي الكوكل الفارسي معنى للبٍير غير (قديم) وإذا طلبت قديم أعطاك (كهن) وهي أيضاً كوردية , ونحن لا نعرف مدى إستعمالها في لغة الفرس الدارجة, مع أنها كانت معظمة قبل الإسلام فمثلاً (بٍدر) يعني الأب وكان يعني أب السماء وهو تاوسي ملك وبيروز يعني المبارك والمُنصِّور, وبٍيروي يعني تابع , مريد ….. وهكذا نستطيع أن نقول هي كلمة كوردية أكثر منها فارسية حالياً, وهناك كلمات كثيرة هي لهجة كوردية يستعملها الفرس مثل أيام الأسبوع وكلمات فارسية يستعملها الكورد مثل الاعداد من 11 إلى 20 , الامثلة كثيرة جداً , يكفي أن نقول لا يوجد إسم الكورد في التاريخ لأنهم كانوا يعتبرونهم عجماً والعجم أصبحوا فرساً فقط وتبخر الكورد بعد أن دق الإسلام بينهما إسفيناً إلى السماء ومثله فعل بالكورد الممتنعين عن الإسلام .
حاجي علو
10/ تيرماه/ 2020
لا شك في ذلك فالپير والشيخ مرادفان لكلمة الكهل أو الكبير
في السن رغم أن كثير من الپيرة يستنكفون ذلك ولكن حقيقة
لغوية.
ليس في ألأيزيدية وحدها كبير العمر له مكانته.
هناك في الولايات المتحدة مجلس شيوخ تقريبٱ لها كلمة
الفصل،وفي بريطانيا مجلس اللوردات قريب من ذلك.
وبالتأكيد كما تفضلت اللغة سبق الدين.
شكراً على مرورك , الواجب علينا أن ننور شعبنا من الجيل الصاعد
ياحاج ذكرت كلمة بيير تعني شيخ الطريقة في الفارسية (الاصل) لكن ايضا في اللغة الكوردية تعني ايضا كلمة بيير ( شيخ -مسن – عجوز – كبير العمر ) حسب كتاب ترجمان ئه ستيرة كه شة ل فاضل نظام تالدين . كما لدينا اسماء عندنا مثل بير مكرون وبير به نك وبير حلان وبير بوب وغيرهم .. وكما ليس واجبا لصق الاسماء باللغات فالديانة الايزيدية رغم كورديتها كلغة لها لكنها ديانة اوسع واشمل من اللغة لكونها ديانة محبة وانسانية وطبيعية .كان الاجدر بنا البحث ليس عن معنى الشيخ والبير بقدر التكلم عن سبب تلكئ دورهم وواجبهم وعملهم في الوقت الحاضر بعد ان كان الشيخ والبير كتاب شفهي للمريد طول حياته يمسكة من هو طفل للبسك الى ان يكفنه ويغسله بعد ان يمشي العمر كله معه يلقنه التربية الدينية .
شكراً الأخ خالد
نعم نحن لم نختلف , كلها للتعظيم تلكُؤ دورهم وواجبهم ، هو بسبب إهمال الئيزديين لتراثهم , وأنا أحمل بشدة على الذين يعيشون برفاهية على إنصرافهم لأمور الدنيا وترك التراث والتاريخ ( موظفي الأقليم والذين في الخارج ) أما الفقراء والنازحين فهم مادتنا ونضحي من أجلهم فنعطيهم الثقة ولن نسكت , كان على بعض الطلاب الئيزديين الدراسة في طهران ففيها المزيد والمزيد عن الدين والتراث الئيزدي , ليس لان ديننا هناك بل لأنهم هربوا إلى هناك وأحيوا التراث والتاريخ بعيداً عن الحكم العباسي والعثماني ونحن بقينا تحت الضربات , هل تعلم أن كثير من الأبيار كانوا يقرأون ويكتبون في السنوات الاولى من نشوء الدين الئيزدي لكنهم إنقرضوا على مر السنين تحت الإضطهاد