لايمکن أن تکون هناك جهة أو طرف معارض لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يتم إستهدافه من قبل هذا النظام کما جرى ويجري مع منظمة مجاهدي خلق على مر ال41 عاما المنصرمة، بل وإن هذا النظام يتصرف في کثير من الاحيان وکأنه لايأبه ولايکترث بکل الاطراف المعارضة ضده ويعتبر مجاهدي خلق مصدر الخطر والتهديد الوحيد الجدي المحدق به. ولاريب فإن هذا الامر يعود أساسا الى حقيقة مهمة جدا يجب أخذها بنظر الاعتبار والانتباه لها دائما وهي إن منظمة مجاهدي التي کانت الاولى في رفض نظام ولاية الفقيه ورفضت الاعتراف به وتصدت لها، فإنها وخلال العقود الاربعة المنصرمة بقيت تخوض صراعها ومواجهتها المحتدمة ضد هذا النظام وتحملت عناء ونتيجة هذا الصراع غير المتکافئ والذي وظف له النظام إمکانيات هائلة خصوصا إذا ما عملنا بأن النظام الايراني قد نظم حملات سياسية ـ فکرية ـ أمنية ـ ثقافية واسعة النطاق ضد المنظمة تعدت داخل إيران الى الصعيد الدولي، وحتى إنها قامت بعقد صفقات سياسية مع دول أخرى من أجل التصدي لدور ونشاطات المنظمة وتحجيم دورها ونشاطاتها، وإن وضع المنظمة طوال 15 عاما ضمن قائمة الارهاب قد تم على أثر الصفقة الفاشلة والخائبة التي عقدتها إدارة الرئيس الاسبق کلينتون مع النظام الايراني خلال عهد محمد خاتمي، وقد تبين للولايات المتحدة الامريکية وللغرب وللعالم کله من هو الطرف الارهابي ومن الذي يغطي نشاطاته الارهابية العالم کله ويعتبر بٶرة تصدير التطرف والارهاب.
اليوم، ومع إقتراب موعد التجمع السنوي للمقاومة الايراني من أجل التضامن مع نضال الشعب الايراني من أجل الحرية في 17 من هذا الشهر والذي سيکون هذه السنة تحت عنوان”المؤتمر العالمي من أجل إيران حرة لتأييد انتفاضة الشعب الإيراني”، فإن النظام الايراني وبعد أن صارت مخططاته الارهابية مفضوحة ولاسيما بعد إفتضاح وإنکشاف مخططاته الارهابية لتفجير مکان التجمع السنوي للمقاومة الايرانية في باريس في عام 2018، وکذلك مخططاته الارهابية من أجل إستهداف معسکر أشرف3 في ألبانيا ومخططات أخرى، فإنه يحاول أن يبذل مساعيه المشبوهة ضد المنظمة عن طريق بث ونشر الدعايات المغرضة والمشبوهة من أجل تسيه سمعتها والتأثير عليها وإفشال التجمع السنوي لهذه السنة والذي يتخوف منه النظام کثيرا، ومن هنا فإن نشر أخبار تتهم المنظمة بالعمالة والارتباط بجهات خارجية، هو الاسلوب المفضل لهذا النظام وبشکل خاص إتهامها بالعلاقة مع إسرائيل، وهو إتهام صار ممجوجا ومثيرا للقرف والاشمئزاز من کثرة ترديده وإجتراره من قبل هذا النظام، وإن ماجاء في الخبر الذي تم نشره في موقع صوت العراق تحت عنوان(إسرائيل تعلن دعمها بقوة لفصائل المعارضة الإيرانية):” انفجارات متعددة ضربت العاصمة الإيرانية طهران ومدن أخرى في الأسابيع الماضية ويتهم مراقبون بالشأن الإيراني أن هناك جماعات مناوئة للسلطة الحاكمة في إيران وراء مثل هذه التفجيرات وفي هذا الخصوص يوجه حكام طهران سهام الإتهام نحو العدو القديم وهي إسرائيل التي لوحت على لسان اكثر من مسؤول بأن لديها دور في ما يحدث في إيران، ولكن تارة تنفي و تارة تتبنى ولكن لدى طهران اليقين اذا ما ثبت بأن الاعمال الأخيرة في البلاد هي أعمال تخريبية وستكون إسرائيل إحدى اللاعبات الأساسيات في هذا الميدان.”، وفي النهاية يتم الربط بين مجاهدي خلق وإسرائيل لکي يحقق النظام الايراني هدفان مهمان الاول؛ التأثير السلبي على التجمع السنوي القادم والسعي لإفشاله وإبعاد العرب والمسلمين الذين سيشارکون فيه، والثاني هو تشويه نشاطات معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق والتي تتواصل منذ عدة أعوام وحرف الانظار عن ماهيتها الوطنية، ومن دون شك فإن نظام قد قام ببيع بحر قزوين للروس وفي نيته بيع مقدرات إيران للصين من أجل إرسال قوات للدفاع عنه وحمايته من سقوطه الذي أصبح وشيکا هو آخر من يمکن أن يتحدث عن العمالة وعن الخيانة والارتباط بالاجنبي وإن من يبيع وطنا ويصادر حقوق شعبا ليس جديرا بالحکم أبدا وختاما نقول للنظام الايراني:
لاتنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم