لايمكن معالجة أزمة الكهرباء دون فتح ملفات الفساد ومحاسبة الفاسدين , على الاقل ان يدخل ديناصور كبير من الفاسدين الى السجن , حتى يسجل العراق قفزة نوعية في محاربة الفساد والفاسدين . وكل المعالجات الاخرى هي ترقيعية وهامشية وتقود الى تفاقم مشكلة تدهور قطاع الكهرباء وساعة تجهيز التيار الكهربائي. لذلك لابد ان نعرف أين صرفت هذه الاموال التي تبلغ حسب تصريح لجنة النفط والكهرباء البرلمانية , بأنها ذكرت في تحقيقها , بأنه صرفت للقطاع الكهرباء مبلغ قيمته 62 مليار دولار , منذ عام 2005 ولحد الآن . دون ان يشهد قطاع الكهرباء أي تحسن بل بالعكس شهد تراجعاً أسوأ من السابق في تفاقم ازمة الكهرباء وساعات تشغيل التيار الكهربائي في الانقطاعات لساعات طويلة , وكان في الامكان هذه المليارات ان توفر الاكتفاء الذاتي في تجهيز الطاقة الكهربائية . طوال اليوم . ولكن شهد توفير التيار الكهربائي انتكاسات كبيرة وخاصة في فصل الصيف الساخن واللاهب في جميع المحافظات والمدن العراقية . لذلك من حق المواطن الذي يعاني من انقطاع التيار الكهربائي ومن جحيم قيظ الصيف ان يسأل . أين ذهبت هذه الاموال الطائلة التي لم يتنعم منها في نعمة توفير الكهرباء . ولا يمكن استمرار في شراء الكهرباء القديمة والمستهلكة والضعيفة من أيران , التي لا تصمد في تشغيل التيار الكهربائي اكثر من ساعتين , لتنقطع لساعات طويلة . ولا تحل مشكلة الكهرباء بالعرض الذي قدمه رئيس الوزراء السيد الكاظمي . في منح الوقود مجاناً الى اصحاب المولدات الاهلية , بشرط تخفيض تسعيرة الاشتراك وزيادة ساعات تجهيز التيار الكهربائي للمواطنين . ان سبب الفساد وسوء الادارة هو اصل الازمة ولم تجد لها حلولاً في المعالجة في هذه الاعوام الطويلة الماضية . ثم ان المسألة الحيوية . هي استيراد الكهرباء من أيران دون ان تقدم فائدة في زيادة ساعات تجهيز التيار الكهربائي , سوى منح اموال طائلة وبالعملة الصعبة , لتصب في جيوب النظام الايراني دون مقابل . وان معالجة هذه المشكلة سهل جداً , لكنها تحتاج الى شجاعة في اتخاذ القرار السياسي , وهناك بدائل متوفرة من بلدان الجوار وهي على اتم الاستعداد , في تجهيز الكهرباء الحديثة وزيادة الساعات اكثر في تشغيل التيار الكهربائي وباسعار ارخص بكثير جداً مما تأخذه أيران .
ان الاعتماد على شراء الكهرباء من أيران هو الضحك على الذقون في ضخ المليارات الدولارات مجاناً الى ايران . هذه هي عصب مشكلة الكهرباء. تحتاج الى قرار سياسي شجاع دون تقاعس , ودون تقاعس في محاسبة الفاسدين واسترجاع الاموال المنهوبة . ووقف شرايين الفساد التي تصب في عروق حيتان الفساد . لابد من سياسة اجتثاث الفساد, وانهاء التلاعب وابتلاع الدولة . ونجاح السيد الكاظمي في قطاع الكهرباء , سيبعث الامل ان ينقل العراق الى قفزة نوعية , سيفتح ابواب الامل في معالجة مشاكل آخرى لاتقل اهمية عن قطاع الكهرباء .
جمعة عبدالله