في الذكرى السادسة لجينوسايد الايزيدية في شنكال الجريحة، ما زال نحو 2800 من رجال ونساء واطفال من اهلنا الايزيديين في عداد المفقودين، وهنالك عشرات الالوف من الذين فروا باتجاه اوربا وامريكا واستراليا وغيرها هربا من مستقبل مجهول بسبب تصاعد المدّ الديني المتطرف في عموم الشرق الاوسط وبضمنه العراق الفيدرالي، وايضا نحن على دراية كاملة انه لو تم فتح باب الهجرة للايزيديين فان مئات الالاف منهم سيغادرون نحو المهجر، وكل ذلك بسبب عدم ثقتهم بالمستقبل القريب والبعيد، ومن حقهم ان يعملوا على حماية عوائلهم من اخطار لا يمكن التكهن بوقوعها، لكن اسبابها تتغذى على مرأى الجميع من خلال خطاب ديني تكفيري ومذهبي تغض الطرف عنه الحكومات المجاورة لاسباب ومصالح ضيقة ومعروفة.
ان ذكرى فاجعة شنكال ستبقى تنزف وجعا ايزيديا، مثلما بقت وستبقى وصمة عار في تاريخ ومستقبل وجبين كل من نفذها ودعمها من خلف الكواليس المظلمة، خاصة من اولئك الذين لا يعرفون قيم التعايش والتاخي ولا يدركون المعاني الحضارية لرقي الانسان وتطوره.
واذ تمر بنا هذه المناسبة المؤلمة، فان اهلنا في شنكال ومعهم كل الايزيديين يقفون امام مفترق طرق، حيث الوضع المعقد في شنكال ومجمعاتها وجبلها، وفوضى السلاح العارمة، ووجود اطراف مسلحة عديدة كلها تبحث عن مصالحها وتتاجر بالوجع الايزيدي، لكن اهتمامهم بالايزيديين ليس الا شعارا زائفا لتحقيق مآربهم التي باتت مكشوفة للجميع.
ونحن في الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي و كأكبر مؤسسة مجتمع مدني للايزيديين في كوردستان والعراق والعالم، نحمّل بغداد كامل المسؤولية عن الوضع المعقد في شنكال، ونعتقد انها تتعمد ترك الامور على حالها الفوضوي، لتحقيق اهداف قد تصل مدياتها لخارج الحدود العراقية، وفي الوقت نفسه فان معاناة اهلنا تتعمق وتترسخ سواء في مخيمات النزوح او لدى من عاد لارض شنكال على أمل البدء بحياة جديدة.
وعليه، نطالب بغداد بإيجاد حل لفوضى السلاح في عموم شنكال، وابعاد كل الفصائل المسلحة، من العراقيين والاجانب، وان يكون هنالك تفاهمات بين وزارة الدفاع العراقية ووزارة البيشمركة في اقليم كوردستان حول كيفية ادارة الامور في شنكال، وبالتنسيق العالي مع اهل شنكال، مع ايقاف مهزلة من يشغل مناصب ادارية من قائمقام ومدراء نواحي ممن تم تنصيبهم عنوة من خارج الحدود العراقية.
الحرية للمختطفين والمختطفات من الايزيديين
الرحمة والمغفرة لشهداء شنكال
المجد والخلود لشهداء البيشمركة الابطال الذين حرروا شنكال بتضحياتهم ودمائهم الطاهرة
الخزي والعار للدواعش ولكل من ساندهم
الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي
دهوك 3 آب 2020
إذا لم تستحي فأكتب ماشئت… الكل يغني على ليله… من هرب من ارض المعركة وترك الإيزيديين لمصيرهم…