إيلاف من لندن: دعت الأمم المتحدة الاثنين بغداد وأربيل الى اتفاقٍ عاجل يوفر الأدوات والبيئة المناسبة للأيزيديين المنكوبين لإعادة بناء حياتهم، مشددة على ان محنتهم لم تنته بعد. ودعا دعا الرئيس العراقي برهم صالح القوى السياسية إلى تجاوز خلافاتها وصولاً إلى الحلول الإدارية والأمنية لخدمة الأيزيديين الذين عانوا بفعل الإرهاب وجرائمه.
وأشادت رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت بصمود الأيزيديين في الحفاظ على ثقافتهم وأرضهم، والسعي بحزمٍ لنيل حقوقهم على الرغم من الصعاب. واشارت الى انه في عام 2014 اجتاح تنظيم داعش قضاء سنجارالشمالي وعاث قتلاً وتدميراً، مستهدفاً الأيزيديين في حملته الممنهجة للتدمير حيث لاذت بالفرار إلى الجبال آلافٌ مؤلفةٌ من الناس وقُتل الكثير منهم وتم اختطاف النساء والأطفال واسترقاقهم، وتعرضوا لجرائم جنسية بشعة.
ونوهت الى ان الكثير من الايزيديين مازالوا في عداد المفقودين، ولا يزال الناجون يتحملون ندوب هذه الصدمة، وتعاني النساء بشكلٍ خاص من الوصمة والرفض، مستدركة بالقول “إلا أن الأيزيديين الذين لا يفارقهم كابوس هذه الفظائع ومع ما يتعرضون له اليوم من تحدياتٍ سياسيةٍ وأمنيةٍ واقتصادية، لا زالوا عازمين على بناء مستقبلٍ أفضل”.
محنة لم تنته بعد
وقالت بلاسخارت “إن ما يدعوني للتفاؤل هو عزم العديد من الأيزيديين وهم يسعون إلى الحرية والعدالة لمجتمعهم”. لكنها أوضحت أن محنتهم لم تنته بعد. وأضافت “لا يزال أهالي سنجار يعانون من انعدام الأمن وغياب الخدمات الكافية وعدم وجود إدارة موحدة”.
وتساءلت الممثلة الأممية قائلة “لماذا يجب عليهم الاستمرار في دفع الثمن؟” وتابعت “نحن نعلم جيداً أن الحلول المستدامة في متناول اليد” مؤكدةً دعوتها للحكومتين في بغداد وأربيل لحل هذا الملف بشكل عاجل والتوصل إلى اتفاق دون تأخير.
واشارت الى ان “إن إدارة الحكم المستقرة والهياكل الأمنية هي أُسسٌ حاسمةٌ للمجتمع لإعادة البناء والازدهار. نحن مدينون للضحايا. نحن مدينون للناجين. نحن مدينون لإحساسنا المشترك بالإنسانية”.
وكان تنظيم داعش شن في الثالث من أغسطس 2014 هجوماً شرساً على قضاء سنجار الشمالي والمناطق المحيطة به وقتل الآلاف من الأيزيديين واختطف آلاف الفتيات والنساء والأطفال ومارس ضدهم ابشع الجرائم فيما لايزال المئات منهم مختطفون.
محاسبة المتسببين باحتلال مدن عراقية
ودعا الرئيس العراقي القوى السياسية إلى الترفع لتجاوز الخلافات، وصولاً إلى الحلول الإدارية والأمنية المطلوبة لخدمة الأيزيديين وجميع المواطنيين الذين عانوا بفعل الإرهاب وجرائمه.
وقال صالح في كلمة لمناسبة الذكرى السادسة للإبادة الجماعية للأيزيديين “نستعيد ذكرى المأساة الإنسانية التي تعرض لها الأيزيديون في مثل هذا اليوم، مع إقدام مجرمي التنظيم الإرهابي داعش على غزو واحتلال سنجار وارتكاب أفظع الجرائم”. وأشار إلى أن هدف هذا التنظيم الإرهابي الإبادة الجماعية ومحو الأيزيديين من الوجود “ومن المعيب فعلاً القصور والتقاعس الخطير في تلبية متطلبات أهلنا في سنجار”.
وشدد على ضرورة تجاوز العراقيل السياسية والإدارية، والإسراع بتنظيمِ الإدارة في سنجار وتعزيز الأمن والاستقرار وتقديم المساعدات المادیة والخدمات الأساسية من أجل عودتهم من مخيمات النزوح إلی محال سکناهم والذين بدأوا مؤخراً بالعودة الطوعية.
ودعا القوى السياسية إلى تجاوزِ الخلافات والترفع عليها وصولاً إلى الحلول الإدارية والأمنية المطلوبة لخدمة الإيزيديين وجميع المواطنين الذين عانوا بفعل الإرهاب وجرائمه وضروة “محاسبة المقصرين والمتسببين في دخول واحتلال داعش لمدننا وقرانا، وما نتجت عن ذلك من أضرارٍ مادية واعتبارية في قواتنا الأمنية والعسكرية وفي ما تعرضت له المدن وسكانها”.
واحدة من أبشع الجرائم
ومن جهته اعتبر رئيس حكومة اقليم كردستان الشمالي مسرو بارزاني في رسالة الى الايزديين الإبادة الجماعية التي طالت قضاء سنجار ومحيطه “تمثل واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية في التاريخ الحديث وكانت جزءاً من هجوم واسع النطاق شنه إرهابيو داعش ضد شعب كردستان وخاصة الايزيديين منه .
وطالب جميع الجهات الى التكاتف لإعادة إعمار سنجار وتطبيع الأوضاع في المدينة وبما يضمن خلوها من أي قوة مسلحة أجنبية أو ميليشيات، على أن تتم حماية أمن المنطقة واستقرارها بالتنسيق بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية.
واكد إن جهود حكومة إقليم كردستان لا تزال متواصلة من أجل تحرير من تبقى من المختطفات والمختطفين الإيزيديين الذين ما زالوا مجهولي المصير وفي عداد المفقودين لغاية الآن وذلك بنفس وتيرة مساعيها الدؤوبة التي تكللت في تحرير العديد من المختطفين من براثن داعش.
وطالب الحكومة الاتحادية إلى العمل على تعويض الإيزيديين ومساعدة النازحين منهم و ضرورة توفير البيئة الملائمة لهم ليعودوا إلى مناطقهم بهامات مرفوعة