حاول نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بکل الطرق والاساليب من أجل فرض نفسه کأمر واقع وإن تغييره أو إسقاطه هو أمر غير ممکن وهو أمر يبدو إن البعض لازالوا يصدقونه رغم إنهم يرون هذا النظام في أسوأ حالاته وإنه يعاني من أزمة حادة غير مسبوقة على مختلف الاصعدة ولايجد سبيلا من أجل مواجهتها، لکن حتى هذا البعض صار يجد حرجا في تمسکه برٶيته بشأن قوة هذا النظام وقدرته على البقاء والاستمرار، ومن دون شك فإن هناك اليوم بين مختلف الاوساط السياسية في العالم ثمة توافق وإن لم يعلن بخصوص إن النظام الايراني يمر بمرحلة لم يواجه نظيرا لها طوال الاعقود الاربعة من حکمه ومن أخطر مزايا هذه المرحلة على النظام إتفاق وتطابق ملفت للنظر بين العامل الداخلي وبين العامل الخارجي.
النظام الايراني الذي کان يلعب دوما على مساحات الفراغ أو المتاحة له بين العامل الداخلي والعامل الخارجي، يجد نفسه في المرحلة الحالية محروما من هذه المساحة، وهو يعلم جيدا بأن هناك عدة عوامل قد أوصلته الى هذه الحالة لکنه متيقن أيضا من إن العامل الرئيسي والاساسي الذي جابهه وأفقده زمام المبادرة وجعله يتخبط ويواجه مصيرا مجهولا، هو المجلس الوطني للمقاومة الايرانية والذي لم يکف على مر العقود الاربعة التي إنقضت على تأسيسه من مواجهة هذا النظام وخوض صراع ضار متعدد الجوانب معه، وإن التقدم الذي أحرزه ويحرزه هذا المجلس على مختلف المستويات هو أکثر شئ يقلق النظام ويثير مشاعر الخوف لديه ذلك إنه يعني بأن المجلس في طريقه لکي يزيح هذا النظام ويأخذ بزمام الامور بين يديه ويٶسس لإيران الغد.
الرٶى والتوجهات السياسية ـ الفکرية المتلائمة والمتناسبة مع روح العصر والتي تلبي طموحات وتطلعات الشعب الايراني وأمانيه، عبرت عنها السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية من خلال کلمتها التي ألقتها في إجتماعات المجلس الوطني للمقاومة الايرانية على مدار ثلاثة أيام، ولاسيما عندما موضحة بأنه:” والكل يعلم أن أساس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنذ اليوم الأول كان قائما على مبدأ «لا للشاه ولا للملالي». هذا الخط الأحمر الصارم «لا للشاه ولا للملالي» يعني رفض أنظمة قائمة على التعذيب والقتل والنهب وبيع الوطن وسلب حقوق الشعب. ومقابل ديكتاتوريتي الشاه والملالي، قام المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية على مبدأ الحريات وحكم الشعب. أي: قرار آحاد المواطنين واختيارهم الحر، الحرية والديمقراطية، والمساواة بين الجنسين، والحكم الذاتي للقوميات، وحقوق الإنسان، ومشاركة الشعب في تقرير مصيره، والعدالة الاجتماعية والاقتصادية وكذلك التضامن الوطني. كل هذه الملفات كان مادة النضال بيننا وبين النظام الكنهوتي الحاكم منذ بداية حكم خميني ولحد اليوم.” مشددة بأن”المجلس يرى من واجبه نقل السلطة إلى الشعب الإيراني. المجلس يعترف بحق اتخاذ القرار وتقرير المصير للشعب وأعلن أن «إحراز حكم الشعب… هو أغلى إنجاز للمقاومة العادلة للشعب الإيراني». (برنامج المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية). وضرورة سلطة الشعب، «ضمان توفير المزيد من مستلزمات مشاركة الشعب في اتخاذ القرار وتنفيذه وتأمين متطلباته ووسائل تدخله» (مقدمة مشروع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية للحكم الذاتي لكردستان إيران)”ومن دون شك فإن الشعب الايراني وعندما يستمع الى هذا الکلام القيم المعبر عن آماله وتطلعاته ويٶسس لعهد إنفتاحي جديد في إيران، فإنه يزداد ثقة بهذا المجلس وبقيادته الرشيدة خصوصا وإن الاحداث والتطورات في إيران والتي تمر بصورة متسارعة نحو الحسم لم تعد أبدا کالسابق في صالح النظام.