الأربعاء, نوفمبر 27, 2024
Homeمقالات  القيمة المادية والمعنوية للكهرباء في العراق والعالم : مصطفى محمد غريب

  القيمة المادية والمعنوية للكهرباء في العراق والعالم : مصطفى محمد غريب

             

الطاقة الكهربائية  وفق المفهوم العلمي والحضاري أصبحت من اساسيات تطور الحضارة البشرية ، والصناعات بمختلف اشكالها وفوائدها، والكهرباء لم يخترعها بمفهوم الاختراع مثل “الدراجة الهوائية”  أي شخص لأنها اكتشفت كشكل من اشكال الطاقة وقد احتاج الانسان الى الوقت الذي يعد بآلاف السنين حتى استطاع اكتشافها ، والعودة الى التاريخ الذي أشار الى هذه القضية المعقدة، ونجد ان هناك العديد من العلماء والعقول  العظيمة التي شاركت في هذا الاكتشاف وصولاً الى التطورات الهائلة التي تتمتع بها البشرية حالياً، ان الكهرباء كطاقة كبيرة وفرت وتوفر الرفاهية الصناعية والبشرية وبواسطتها تم ايجاد حلول واقعية للتطور المدني والمعيشي للمليارات من البشر، وبواسطتها تحققت الطفرات الصناعية بشكل سريع ومبرمج ولهذا تعتبر من الأسس المادية لاي تطور صناعي يخدم في تحقيق ما يصبوا اليه الناس من سعادة وتفاؤل ومقدرة على استمرار الحياة بشكل افضل وأحسن وفق متطلبات ملحة لتطور المجتمعات البشرية التي هي بأمس الحاجة للاختراعات في مجالات الصناعة والالكترونيات وغيرها، ان اكتشاف الأمريكي من أصول هندية المتولد في ولاية أوهايو (توماس اديسون ) للمصباح الكهربائي ” والإضاءة منخفضة التكلفة وعالية الجودة، إلى وَضْع حَجَر الأساس في صناعة الكهرباء، وتشييد محطّات توليد الكهرباء” وابعد من هذا التاريخ كانت التجارب العفوية تظهر هذه الطاقة من خلال الاحتكاك والظاهرة المغناطيسية الملموسة ، الا ان التطور الهائل الذي صاحب هذا الاكتشاف بقى يؤكد الأهمية الحياتية الفردية والجماعية وعلى المستويات المعيشية والاقتصادية والصناعية اثبتت القيمة المادية لبناء عالم تقف فيه الكهرباء شاخصة من اجل البناء الفعلي الملامس والمتفاعل مع أنماط التعايش بين البشرية في عام حركته وفي خاصيتها التي هي ضمن حدود الجغرافيا الوطنية والإقليمية، كما ثبتت التجارب ان العالم أي كان بدون الطاقة الكهربائية لا يمكن ان يشيد مقومات الحضارة والاختراعات الصناعية التكنلوجية والالكترونية وطرق البناء المدني والعسكري ووسائل النقل من اصغر صنف الى اكبر الة وعلى امتداد التاريخ الحديث كانت الطاقة الكهربائية هي قانون اساسي في حياة البشر المادية والمعنوية، من هذه المقدمة البسيطة حاولنا استبيان اهمية الطاقة الكهربائية للبناء وللصناعة والتطور والتقدم ومدى أهميتها في عالمنا الراهن الذي يحتاج الى الطاقات وفي مقدمتها الطاقة الكهربائية وهو واقع حال على الوضع في العراق الذي ابتلى بأنظمة ظالمة لا يهمها الا مصالحها والفئات الضيقة التي تمثلها وخلال عقود الدولة العراقية منذ تأسيسها ظل هاجس الطاقة الكهربائية يعيش ما بين المد والجزر على الرغم من انها كانت في العهد الملكي وعلى امتداد استلام السلطة حتى عام 17 / تموز / 1968 بدون تعقيدات الانقطاعات الكبيرة والطويلة  وحرمان ملايين المواطنين من هذه الطاقة الحيوية والحياتية للمواطن العراقي، لكنها بدأت تعيش ازماتها منذ بداية ونهاية الحرب العراقية الإيرانية ثم النتائج  المباشرة وغير المباشرة التي ظهرت ابان الحصار الاقتصادي على العراق حيث بدأت ازمة الطاقة الكهربائية تظهر وتمتد بدون إيجاد علاج مادي وعلمي ملموس وانتجت هذه الانتكاسات في مجال الطاقة الكهربائية وبخاصة في عدم تواصلها بشكل طبيعي وانقطاعها فترات وفترات حالة من الغضب والاستنكار في ظروف أمواج الحر العالية وفي مجال التدفئة والاعمال الصناعية حتى كانت الكارثة الكبرى بعد 2003 من الاحتلال وسقوط النظام الصدامي الذي كان من المؤمل ان تقوم الأوضاع الجديدة بالالتفات الى هذه الناحية والعمل بجد لتوفير الطاقة الكهربائية، لكن الذي جرى كان العكس تماماً حيث أصبحت الكهرباء عبارة عن طلسم او حلم يحلم المواطن العراقي به ويعيش حياته الاعتيادية بشكل استثنائي مريب  مع العلم ان الأرقام النقدية الفلكية التي صرفت على الكهرباء تجعل الانسان في حيرة من أمره بعدما ظهرت الحقائق بانها عبارة عن تجاوزات وسرقات وفساد منقطع النظير حيث تواصل انقطاع الطاقة الكهربائية من ساعات الى أيام أحياناً في ظل موجات من الحر الشديد تجاوزت فيها درجات الحرارة العظمى  الى 52 درجة مئوية على الرغم من صرف عشرات المليارات من الدولارات منذ عام 2003 وبقى التدهور الحاد بالطاقة الكهربائية الذي يزداد يوماً بعد يوم حيث تظهر إن ملفات الفساد عبارة عن السبب الحقيقي وراء العديد من عمليات العقود والاتفاقيات مع شركات وهمية وقد كشفت لجنة النزاهة النيابية الجمعة عن النية في عقد لقاء في 31 / 7 / 2020 مع الكاظمي وأشار النائب جواد الساعدي عضو اللجنة أن ” هذا اللقاء يهدف إلى بحث البرنامج الحكومي الذي عرض على مجلس النواب، فضلاً عن مناقشة ملفات الفساد التابعة لعدد من الوزارات”، وأكد الساعدي للوكالة أن “ملفات الفساد كثيرة جداً، وهي أكبر من قدرات هيئة النزاهة” وفي الوقت نفسه وضحت عضو مجلس النواب عالية نصيف “”نضع هذه القضية أيضا بين يدي رئيس مجلس الوزراء وهيئة النزاهة والقضاء ليطلعوا على ما فعله الفاسدون والمخربون بقطاع الكهرباء طيلة سبعة عشر عاماً، ونأمل أن يتم اتخاذ اللازم وإحالة الفاسدين إلى المحاكم المختصة” وهكذا تستمر ازمة الكهرباء بين شدٍ وجرٍ وكيل الاتهامات بين اقطاب في الحكومة وخارجها حول تردي الخدمات بشكل عام وبالتحديد الكهرباء وذلك يقع على عاتق الحكومة قبل كل شيء لأنه عمل تنفيذي من اختصاص  السلطة التنفيذية وهي الحكومة، وأزمة الطاقة الكهربائية هي ازمة مزمنة انتقلت من حكومة الى أخرى ومن وزارة الى وزارة حسب الوزارات المتعاقبة مع الحكومات ورئاسة الوزراء التي تعاقبت وبالذات منذ وزارة ( إبراهيم الجعفري مروراً بوزارة نوري المالكي وبعده حيدر العبادي ثم وزارة عادل عبد المهدي )  وما زالت تتفاقم وتزداد أزمة الطاقة الكهربائية حتى في عهد مصطفى الكاظمي ، حيث يعاني الشعب العراقي الفقير المغلوب على امره معاناة العذاب المر وانقطاع التيار الكهربائي وشحة المياه في عز حر الصيف وبرد الشتاء وفي تقديرنا ان نوري المالكي يتحمل المسؤولية الكبيرة في توسع دائرة الفساد والخدمات بشكل عام وبالتحديد أزمة الكهرباء وقد خص ايهم السامرائي وزير الكهرباء الأسبق في عهد نوري المالكي بضرورة سؤال المالكي رئيس الوزراء الأسبق “عن أسباب فشل مشاريع الطاقة الكهربائية وحدد بالقول ”  علينا سؤال رئيس مجلس الوزراء الاسبق نوري المالكي عن الاخفاق الكبير بملف الكهرباء” ولهذا ان التوسع في تدقيق ملفات الفساد وبالأخص ازمة الكهرباء سوف تقودنا الى مسالك كثيرة بعضها مخفي حول أساليب السرقات والتجاوزات المالية في عقود وزارة الكهرباء خلال( 14 عاماً من سنة 2006 حتى عام 2020 ) وما رافقها من تظاهرات واعتصامات احتجاجاً على ” تراجع ساعات تجهيز الطاقة الكهربائية ” اثناء الحر القاري الصيفي او البرد الشتائي القارص  وكشفت معلومات موثوقة عن مقدار المصروفات على القطاع الكهربائي البالغ (35) مليار دولار إضافة الى مصروفات على المشتريات والصيانة وغيرها من نفقات بلغت حتى 2020 حوالي (62) مليار دولار ” شملت شراء محطات كهربائية والوقود ” هذه هي المبالغ الهائلة التي نفقت بدون أي رادع لضمير وطني الا ضمير اللصوص والفاسدين وبائعي الوطن الذين يقفون بالضد من أي تطور وتحرر للاقتصاد الوطني والصناعة الوطنية ولا يهمهم معاناة ملايين العراقيين من كارثة انقطاع التيار الكهربائي ووصولهم الى حالة متردية لا تصدق بعد حوالي (18) عاما على سقوط النظام بينما يعيش المسؤولين الكبار وعائلاتهم في ظروف شبه اسطورية لا يعانون من انقطاع الكهرباء والماء في قصورهم الفارهة  المجهزة بأفضل أنواع التكنلوجيا الصناعية  الحديثة بدون مبالاة لعذابات المواطن الذي يحتج على هذه العملية سلمياً لكنه يتلقى الرصاص والقنابل المسيلة للدموع القاتلة ، بينما أشار وزير الكهرباء  الأسبق ايهم السامرائي في مقابلة تلفزيونية في 14 / 7 / 2020  أن ” هناك تبذيرا وسوء تخطيط للأموال الطائلة التي صرفت على وزارة الكهرباء ” وتابع مؤكداً ” لو كان العمل صحيحا في الكهرباء لكان للعراق دون مشاكل بالطاقة بحلول العام 2010″ .. ما هو العمل والمواطنين في الشوارع والازقة يهتفون بقوة ضد سياسات الحكومات المتعاقبة ويطالبون بالإصلاح والتغيير؟ الى متى التمسك من قبل أحزاب الإسلام السياسي الشيعي وحلفائهم بالسلطة بدون حق او بواسطة تزييف الانتخابات واستخدام كل ما هو باطل وسيء لكي يبقوا على هرم السلطة؟ الى متى؟ والشعب يجوع ويحترق

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular