أسفر انفجار ضخم وقع يوم الثلاثاء (4 أغسطس)، في مستودعات ميناء قرب وسط العاصمة اللبنانية بيروت، عن استشهاد أكثر من 100 شخص، وإصابة أكثر من 4 آلاف، وفق الصليب الأحمر اللبناني، وهناك المزيد من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض وكذلك تدمرت حياة عشرات الآلاف من البشر وسط انهيار اقتصادي شامل.
وهذا أعنف انفجار منذ سنوات في بيروت التي تعانى من أزمة اقتصادية وتواجه زيادة في إصابات فيروس كورونا المستجد ، وسط “فشل الدولة وغيابها” بواقع ليس سر جديد على اي مراقب ومتابع وقارئ لأوضاع لبنان العزيز.
منذ حصول الانفجار و الاعلام المراقب للموضوع والمتابع له وقع في خانتين الاولى البروباغندا وصناعتها وتقديم فرصة للدعاية ضد احد أطراف المشهد السياسي اللبناني والخانة الثانية اعلام لا يقدم معلومات مفيدة ويدور بدائرة الافتراضات واجتمع كل الاعلام بصورة عامة بنقل صورة الالم والدمار والفاجعة الكبيرة وتدمير بيروت عروس العرب وجميلتها .
اريد هنا التركيز على مسألة ماذا بعد هذا الانفجار الكبير بحال كان السبب الرئيسي هو
“فشل الدولة وغيابها”
وهنا لا اريد التطفل على شأن داخلي بحت للقطر العربي اللبناني ولكن اريد الكلام الاستفهامي كأسئلة مراقب من الخارج عن مسألة تغييب المسائلة والمحاسبة الحقيقية وتبعاتها؟
بحال الاصرار على المحاسبة القانونية فأن الامر لن يقتصر على شخص واحد فقط ومن المستحيل أن تكون المسألة إلا ضمن شبكة متكاملة الاركان.
ومن يريد المسائلة والمحاسبة الحقيقية فأنه اذا بدأ من موقع فأن الحبل سيكون على الجرار لتحقيق جريمة كاملة الأركان واسقاط شئ منظم موجود داخل ادارات الدولة اللبنانية؟
فهل هناك رغبة بذلك؟
وان كانت هناك رغبة فهل ستكون هناك استطاعة؟
في هذه المسألة لن يقبل شخص واحد فقط ان يكون كبش فداء؟ ولن يتقبل احد وحده فقط لا غير ان يحمل العار التاريخي له وعائلته كوصمة عار مستمرة لن يمحيها او يلغيها احد.
واقع المسألة ان هناك شبكة كبيرة متداخلة مستفيدة من القاع للقمة هل محاسبتها ممكنة وهل تطبيق اي قرار قضائي ضدها واقعي ؟ وممكن؟
ان اي شبكة استفادة متكاملة الاركان خاصة بميناء بيروت ستصل بالمسألة القانونية الى رقبة احد “البيكوات” او احد الزعماء السياسيين او زعماء الاقطاع الاجتماعي أو قيادات احد الطوائف …الخ من تشكيلة البيكوات اللبنانية او احد شلة مليشيات الحرب الأهلية ومجرميها الحاكمة ومن يعبدونهم ويقدسونهم من طبقة محيطة مستفيدة.
هل باستطاعة اي احد الاقتراب او حتى ذكر الاسم المباشر لأي خط من هذه الخطوط؟
هذه اسئلة من خارج لبنان العزيز ليس للتطفل ودس الانف بشئونه الداخلية الخاصة بل بصفة من يزعم انه مراقب للحدث ومتابع للأوضاع ومحب لأرض لبنان فهنا ايضا كاتب هذه السطور عاش في بيروت الجميلة وعمل وتدرب بأحد ارقى مستشفياتها.
هذه اسئلة للأجابة؟ وان كان احد كبار شلة مليشيات الحرب الأهلية ومجرميها الحاكمة كان دائما يقول بأي انتفاضة شعبية لبنانية او حالة غضب او بعد اي فضيحة.
“بكرة بينسوا!”
فهل سينسى شعبنا العربي في لبنان هذه المرة ويعود البيكوات لشرب السيجار وحرقه على جراح شعبنا العربي في لبنان مرة اخرى؟
الإجابة ليست عندي بل بمكان اخر؟
د.عادل رضا
طبيب باطنية وغدد صماء
كاتب كويتي بالشئون العربية والاسلامية