السبت, نوفمبر 30, 2024
Homeمقالاتأقلبوا الطاولة على رأس النظام الايراني : محمد حسين المياحي

أقلبوا الطاولة على رأس النظام الايراني : محمد حسين المياحي

لم تشهد المنطقة منذ إبتلائها بنفوذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية فترة زمنية تشهد فيها تراجعا ملفتا للنظر لهذا النفوذ کما تشهد ذلك في الفترة الحالية، وخصوصا بعد الانتفاضات الشعبية الرافضة لهذا النظام في العراق ولبنان الى جانب الانتفاضات الشعبية العارمة في إيران نفسها ضد نهج النظام برمته وبشکل خاص تدخلاته السافرة في بلدان المنطقة وإهداره أموال وثروات الشعب الايراني على مغامراته العدوانية فيها وبشکل خاص الانتفاضتين الاخيرتين.

منذ أن شرع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بالعمل من أجل بسط نفوذه على دول المنطقة، إستفاد دائما من عامل صمت وتجاهل تلك الدول له وإستغله أيما إستغلال وبعد أن کان نفوذه في البداية مقتصرا على لبنان فقط فقد توسع هذا النفوذ ليشمل العراق وسوريا واليمن الى جانب تطلعات محمومة بإتجاه البحرين والسعودية والکويت، وهذا ماأثار خوف وتوجس دول المنطقة ودعاها للتحرك ضد هذا النفوذ ومواجهته، وإن صدور مواقف وتصريحات سياسية من جانب بلدان المنطقة بشأن سلبية الدور الذي يقوم به هذا النظام ومطالبته بالحد منه، يأتي بعد إکتواء هذه البلدان بنيران التدخلات السافرة لهذا النظام وبروز مساوئه المتباينة.

نفوذ النظام الايراني في المنطقة والذي تداعى عنه من العبث بأمن وإستقرار المنطقة والتلاعب بالامن الاجتماعي لها وبث ونشر الافکار الطائفية التي تبعث على الحقد والکراهية والاختلاف الانقسام بين مکونات شعوب المنطقة، وإن مايجري في العراق وسوريا واليمن ولبنان ماهو إلا من ثمار ونتائج هذا النفوذ الذي صار يشکل وباءا تعاني منه شعوب المنطقة وقد آن الاوان للتخلص من هذا الوباء والقضاء عليه قضاءا مبرما.

قبل أن يستشري النفوذ المشبوه لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة بهذه الصورة الملفتة للنظر، حذرت المقاومة الايرانية على الدوام من هذا النفوذ وضرورة التصدي له وعدم التغاضي عنه وإهماله، بل وإن السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية عندما حذرت عام 2003 من نفوذ هذا النظام في العراق قد أعطت وصفا دقيقا لخطورة هذا النفوذ عندما قالت:( إن نفوذ نظام الملالي في العراق أخطر من القنبلة الذرية مائة مرة)، وقطعا من يلاحظ ماقد نجم عن النفوذ الايراني في العراق من آثار ونتائج بالغة السلبية على دول المنطقة، يدرك و يستوعب عندئذ تحذير السيدة رجوي هذا.

طوال الاعوام الماضية، ثبت بأن طهران قد إستغلت عامل الصمت والتجاهل من قبل دول المنطقة لتتمادى في غيها، وإن الضرورة تدعو لدفع بلدان المنطقة من أجل تبني نهج واسلوب مختلف للتعامل السياسي مع هذا النظام ولاسيما بعد ماقد أدلت به المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية مورجان أورتاغوس من تصريحات غير مسبوقة بشأن مجزرة صيف عام 1988، في 17 تموز2020، والتي إرتکبها النظام الايراني بحق أکثر من 30 ألفا من السجناء السياسيين من أعضاء وأنصار مجاهدي خلق ومطالبتها بتشکيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في تلك المجزرة وخصوصا بعد أن أکدت بأن رئيس مجلس القضاء ووزير العدل الحاليين للنظام الايراني کانا عضوين في لجنة الموت سيئة الصيت التي أصدرت أحکامها الجائرة بحق السجناء السياسيين، ولذلك فمن الضروري على بلدان المنطقة تبني هذه القضية ضد النظام لأنها إضافة الى جانبها الشرعي والانساني فإنها تخدم أيضا مصلحة بلدان المنطقة وإن تفعيل هذه المجزرة وجعلها قضية دولية ضد النظام الايراني يمکن أن يکون المنعطف الذي سيغير من مسار کل الامور ويقلب الطاولة على رأس النظام الايراني.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular