التمعن فيما يجري في داخل إيران من أوضاع مزرية ووخيمة يئن ويعاني من جرائها الشعب الايراني، ولاسيما على صعيدي الممارسات القمعية التعسفية الجارية والانتهاکات الفظيعة لأبساط مبادئ حقوق الانسان والاوضاع الاقتصادية المعيشية التي تسير من سئ الى أسوء حتى صارت المعيشة في ظل النظام الايراني أشبه مايکون بکابوس، کل هذا يوضح حقيقة دامغة وهي إنه ومنذ إستلام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لمقاليد الحکم قبل 4 عقود، والشعب الايراني يواجه ظروفا أصعب وأمر عاما بعد عام بحيث لم يبقى من جانب في إيران لم يتعرض الى التراجع والتأثر سلبا من جراء السياسات الخاطئة وغير الصحيحة لهذا النظام.
هذا النظام الذي تظاهر في بداية مجيئه بإنه سيوفر الحرية والحياة الحرة الکريمة لکافة أبناء الشعب الايراني دونما تمييز، مثلما وعد بأن يکون نصيرا للشعوب المحرومة ومٶيدا للحق الفلسطيني وللقضايا العربية والاسلامية الاخرى، لکن مرور الاعوام أثبت وبصورة لاتقبل الجدل بأن هذا النظام ليس لم يفي بأقواله وتعهداته وإلتزاماته فقط وانما أيضا عمل على الضد والعکس من ذلك تماما، بحيث إن الشعب الايراني صار يجد صعوبة إن لم نقل إستحالة في تدبير أمور المعيشية.
إنخداع وإنبهار العديد من الاطراف السياسية الدولية وحتى العربية والاسلامية المختلفة بالشعارات والمزاعم البراقة لهذا النظام کان السمة الغالبة للمشهد السياسي الايراني لما بعد الثورة الايرانية، لکن کان هنالك إستثناءا ملفتا للنظر وهو الموقف المبدأي الصارم التي إتخذته منظمة مجاهدي خلق من هذا النظام وعدم مساومتها على قضية الحرية ورفضها القبول بنظام ولاية الفقيه حيث أعلنت بإنها غير مستعدة لإستبدال دکتاتورية الشاه بدکتاتورية دينية أو کما قالت حينها لايمکن إستبدال التاج بالعمامة، هذا الموقف الذي کلف هذه المنظمة أکثر من 120 ألف شهيد والکثير من المآسي والمعاناة والمصائب، لکن الزمن والايام أثبت للشعب الايراني ولشعوب المنطقة والعالم کله من إن منظمة مجاهدي خلق قد کانت على حق وصواب کامل في موقفها.
اليوم، وفي الوقت الذي يستمر فيه هذا النظام بسياساته القمعية التعسفية اللاإنسانية ضد الشعب الايراني ويجعله يعاني على مختلف الاصعدة ويواجه تخلفا وتراجعا في مختلف النواحي، فإن منظمة مجاهدي خلق ومن خلال نضالها المستمر والمتواصل، تمهد الظروف والاوضاع على صعيد إيران والمنطقة والعالم من أجل التغيير السياسي الجذري في إيران من خلال إسقاط النظام والذي هو الحل الوحيد لمختلف مشاکل إيران والمنطقة والعالم وإن مٶتمر من أجل إيران حرة الذي إنعقد في 17 من تموز المنصرم قد أثبت حقيقة وواقعية إن التغيير الجذري في إيران هو الطريق والسبيل الوحيد من أجل ضمان السلام والامن والاستقرار في إيران والمنطقة والعالم.