قد تكون الخلايا التائية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء توفر بشكل عام مناعة تدوم لفترة أطول من الأجسام المضادة، هي المفتاح لفهم هذه المقاومة وعدم ظهور أعراض على المرض.
أشارت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى أنّ “أكثر من 40% من مرضى فيروس كورونا المستجد لا تظهر عليهم أي أعراض”. الأمرُ هذا يعتبر خطيراً، خصوصاً أن الشخص المصاب الذي لا تظهر عليه أعراض المرض، يمكنه نقله بسهولة إلى الآخرين من دون أن يعلم.
وفي بعض التجمعات مثل السجون، فإن أعراض الفيروس لم تظهر على 94% من المصابين، وقال الباحثون أن ذلك يعود إلى 4 أسباب وهي:
1- الخلايا التائية
قد تكون الخلايا التائية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء توفر بشكل عام مناعة تدوم لفترة أطول من الأجسام المضادة، هي المفتاح لفهم هذه المقاومة وعدم ظهور أعراض على المرض.
ووفقاً لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، فإنّ إحدى المجموعات البحثية وجدت أنه من بين عينات الدم غير المصابة التي تم التبرع بها لبنك الدم بين عامي 2015 و 2018، تعرفت نسبة 40 – 60% من هذه العينات على فيروس كورونا، مما يشير إلى أن بعض الأشخاص قد يكون لديهم استجابة مناعية بناءً على ذاكرة فيروسات كورونا الأخرى الأقل فاعلية.
كذلك، فإنه في دراسة أجريت في هولندا، تفاعلت الخلايا التائية مع الفيروس في 20% من العينات، وفي ألمانيا 34%، وفي سنغافورة 50%. وقال الباحثون أن “هذا الاختلاف قد يكون بسبب التعرض السابق لمسببات الأمراض المماثلة”، مشيرين إلى أنه “ربما لحسن الحظ، فإن فيروس كورونا جزء من عائلة كبيرة من الفيروسات، اثنان منهم مميتان، السارس وفيروس كورونا، وأربعة أنواع أخرى من فيروس كورونا، تسبب نزلات البرد، وتنتشر على نطاق واسع كل عام ولكنها عادة ما تؤدي إلى أعراض خفيفة فقط”.
2- اللقاحات
إلى ذلك، يقول الباحثون أن السبب الثاني لعدم ظهور الأعراض هو لقاحات الطفولة. وتدرس مجموعة “مايو كلينك” البحثية ما إذا كانت اللقاحات التي تم الحصول عليها في فترة الطفولة للوقاية من أمراض أخرى، يمكن أن تحمي من الفيروس، كما حدث مع أوبئة سابقة. واكتشفت المجموعة أنه “يوجد نحو 7 أنواع من اللقاحات التي تم إعطاؤها للأشخاص وهم في عمر عام أو عامين أو خمسة أعوام، يمكن أن تقلل الإصابة بفيروس كورونا، مثل لقاحات الالتهاب الرئوي وشلل الأطفال”.
3- الحساسية
وفي ما يتعلق بالسبب الثالث، فقد لاحظ العلماء أن الأطفال المصابين بالربو والحساسية لا يبدو أنهم معرضون بشكل كبير لخطر الإصابة بحالات خطيرة من فيروس كورونا. وزعمت إحدى النظريات أن هؤلاء الأطفال لديهم عدد أقل من مستقبلات ACE2، وهو البروتين الذي يلتصق به الفيروس قبل أن يتكاثر داخل الجسم، وبدون هذه المستقبلات، يمكن أن تنخفض فرصة الفيروس في إحداث الضرر، مما يعني أن الحساسية قد توفر الحماية في هذه الحالة.
4- الأقنعة
إلى ذلك، يلفت الباحثون إلى أنّ السبب الرابع هو الكمامات، إذ يعتقدون أن ارتداءها يمكن أن يساهم في الحد من تأثير فيروس كورونا وأعراضه على الشخص.
وأكد العلماء على هذا الاعتقاد من خلال المقارنة بين سفينتين للرحلات البحرية هما سفينة “دايموند برينسيس” والسفينة الأرجنتينية المتجهة إلى القطب الجنوبي، حيث لم يتم استخدام الأقنعة عند تفشي الوباء على متن السفينة الأولى، فكانت نسبة الإصابات دون ظهور أعراض نحو 47%.
أما في السفينة الأخرى والتي تم توزيع أقنعة N95 على جميع من كانوا على السفينة، فبلغت فيها نسبة الإصابات من دون أعراض نحو 81%.
الى اين وصل العالم على طريق لقاحات كورونا
يتسابق حتى الان أكثر من 140 فريقا من الباحثين حول العالم لتطوير لقاح آمن وفعال يقضي على فيروس كورونا المستجد، الذي أودى بحياة قرابة 700 الف شخص وأصاب نحو 19 مليونا في اكثر من مئتين وعشر دول حول العالم ، منذ ظهوره لأول مرة في الصين أواخر العام الماضي تحديدا في شهر ديسمبر كانون الاول من عام 2019 .