توقع متخصص بالصحة العامة، إصابة ما يقارب الـ 80% من الشعب العراقي بفيروس كورونا ، فيما علق على المطالبات بانتقال العراق لمرحلة التعايش مع الوباء.
وقال المتخصص بالصحة العامة – د. هيثم العبيدي إن “العراقيين وكل شعوب العالم وصلوا إلى قناعة بضرورة التعايش مع فيروس كورونا بعد مضي فترة طويلة من الحظر الصحي وأيضا لإن الحياة لا يمكن أن تتوقف أكثر”.
وارجع “سبب تصاعد عدد الإصابات إلى حدوث تخفيف لإجراءات الحظر قبل حلول عيد الأضحى واختلاط الناس في الأسواق أو عبر التزاور وهذا سمح بانتقال العدوى”.
وتوقع “إصابة 70-80٪ من المجتمع العراقي بفيروس كورونا حسب مفهوم المناعة الاجتماعية” معبراً عن اعتقاده “بانه لا يمكن للسيطرة على الوضع ان لم تحدث الإصابة في المجتمع بشكل تدريجي”.
ولفت إلى إن “إعادة فتح المولات والسماح بالحركة سيمهدان لحصول حالة عدم التزام كبيرة وخاصة من فئة الشباب ما يمهد لإصابات مليونيه الأمر الذي قد يدخل العراقيين في وضع حرج لإن المؤسسة الصحية لن تكون قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة”.
ورداً على المطالبات بإلغاء الحظرين الجزئي والكامل قال العبيدي “نعتقد أن التعايش يجب أن يرافقه فرض اجراءات صارمة تلزم المواطنين بالوقاية وتفرض غرامات على غير الملتزمين لتلافي تسجيل اعداد كبيرة، التعرض للفيروس كلما زاد زاد نسبة تأثر المصاب به لذلك نشدد على وجوب ارتداء الكمامة وفرضها في الشارع والدائرة وأماكن العمل”.
ولفت الى ان الحديث عن “موجة ثانية لكورونا الثانية امر غير ثابت حدوثه، وإن حصلت في العراق فإن نسبة 25٪ من الشعب لن تتأثر لإنها أصيبت واكتسبت مناعة ما بين 6 أشهر إلى سنة، وإن حدثت أيضا ان تختلف الأعراض عما حصل ويحصل حاليا”.
وفي وقت سابق ، حددت وزارة الصحة العراقية ، سببين للإرتفاع الاخير بعدد الاصابات بفيروس كورونا لما فوق الـ 3 الاف خلال اليومين الماضيين ، فيما تحدثت عن رؤيتها للمرحلة المقبلة في حال استمرار الارتفاع.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر في مقابلة متلفزة تابعتها (بغداد اليوم ) ان ” السبب وراء تصاعد الإصابات هو عدم التزام كثيرين بالوقاية وايضاًما زلنا نواجه انكارا لوجود فيروس كورونا ولخطره من نسبة غير قليلة من المجتمع ، الوعي المجتمعي يتصاعد لكنه ما زال دون المطلوب”.
وبين ان ” الصحة غيرت استراتيجيتها عبر تخصيص مستشفيات ميدانية للمصابين بفيروس كورونا كمعرض بغداد ومستشفى العطاء ونعمل حاليا على تهيئة 5 قاعات كبيرة خصصت من وزارة الرياضة”.
وبخصوص قدرة وزارة الصحة على مواجهة الزيادة المستمرة قال ان “الصحة وضعت في الحسبان جميع التطورات المحتملة ومن بيها تفشي فيروس كورونا وهيأت لذلك امكانياتها المادية والبشرية” مستدركاً “الملف الصحي لم يكن أولوية للحكومات السابقة وهذا تسبب بضعف في البنى التحتية ورغم ذلك قدمت ملاكات وزارة الصحة ملحمة بطولية في مواجهة كورونا”.
وفيما يتعلق بالتوقعات وكيفية التعامل مع الفترة المقبلة قال البدر ان ” المرجعية الدينية شددت على وجوب التزام التباعد الاجتماعي في أحياء المراسم بشهر محرم ورسالتها كانت واضحة والفترة المقبلة تتوقف على طريقة تعامل المواطنين مع خطر كورونا ونحن مستعدون لكل الاحتمالات”.
وسجل العراق ، الجمعة 7 آب 2020، أعلى حصيلة يومية بعدد الاصابات بكورونا بلغت 3461 اصابة ، فيما كانت أعلى حصيلة وفيات يومية قد سجلت في 26 حزيران الماضي بواقع 122 حالة ، وبلغت اعلى حصيلة شفاء 3918 بتاريخ 28 تموز الماضي.