يواجه الصابئة المندائيون وضعا صعبا في العراق. فبسبب تصاعد أعمال العنف والاستهداف للأقليات المختلفة، اضطر الكثير من الصابئة المندائيون إلى الهجرة إلى الخارج أو النزوح إلى مناطق أكثر أمنا مثل العاصمة بغداد. فمن هم أتباع هذه الديانة، التي تعد من بين الأقدم في العراق؟
- يقدم الصابئة أنفسهم على أنهم أقدم الديانات التوحيدية، معتبرين أن جذورها تعود إلى آدم. ويؤمنون بأنبياء آخرين مثل شيت ونوح وإدريس وزكريا ويحيى. ويمثل يحيى آخر أنبيائهم.
- اسم الصابئة مشتق، على الأرجح، من الفعل الآرامي “صبا”. ومعناه تعمّد أو اصطبغ أو غطس في الماء. والتعميد، بغطس الشخص في الماء، أحد أهم الطقوس الدينية لدى الصابئة المندائية.
- الكتاب المقدس الأهم عند المندائيين هو “كنزا ربّا” أي “الكتاب العظيم”. ويحتوي على صحف الأنبياء الذين يؤمنون بهم كآدم وشيت وإدريس ويحيى. هناك أيضا كتب أخرى أقل أهمية.
- لغتهم هي اللغة المندائية، وتنحدر من الآرامية، لكن قليلين فقط يتحدثونها، حيث صار تداولها مقتصرا على رجال الدين خلال الطقوس التعبدية.
- استوطن المندائيون تاريخيا جنوب العراق، أساسا في محافظة ميسان. ونظرا لأهمية الماء في عقيدتهم الدينية، فقد تركز استقرارهم حول الأنهار. خلال الفترات القريبة، انتقل عدد كبير منهم إلى العاصمة العراقية بغداد التي أصبحت أكبر نقطة تركز لهم. ومنذ سنة 2003، نزح بعضهم أيضا إلى مدن إقليم كردستان، خاصة السليمانية وأربيل، فضلا عن وصول بعضهم إلى مركز الاغتراب الصابئي الممثل بدولة السويد. وحاليا من الصعب تحديد إحصائية دقيقة للمندائيين في العراق.
- الصابئة المندائية ديانة غير تبشيرية ولا تؤمن بدخول أحد إليها، كما تحرم الزواج من خارج الديانة.
- من بين طقوسهم: الصلاة، والصوم، والصدقة، والتعميد وهو أحد أهم أركان هذه الديانة.
- يعاني المندائيون من الكثير من الشبهات العقائدية حول ديانتهم وطقوسهم، من قبيل أنهم يعبدون الكواكب، أو يبادرون إلى إزهاق أرواح الأشخاص المحتضرين. يقول الباحث العراقي رشيد الخيون في كتابه “الأديان والمذاهب بالعراق” “الحقيقة أن من شعائرهم تغسيل المحتضر وإكساءه الكسوة الدينية البيضاء المعروفة بالرستة، اعتقادا منهم أن ذلك يمكن روحه من الصعود إلى مكانها.. وهي مطهرة”. أما علاقتهم بالكواكب، فهي أنهم يؤمنون بوجود بشر آخرين عليها، بل إنهم يرجعون أصل البشرية إلى تزاوج أبناء آدم من بنات قدمن من عالم وكواكب أخرى. لذا يحظى هذا العالم الآخر عندهم بمكانة خاصة
- للصابئة المندائيين قصة معراج أيضا. فهم يؤمنون أن النبي إدريس (دناخوخت) عرج به إلى السماء السابعة، كما عرج أيضا النبيان آدم ويحيي. غير أن عروج إدريس مختلف شيئا، فهو عاد إلى الأرض في حين لم يعد النبيان الآخران.
- من وجهة النظر الإسلامية، اعتبر الكثير من الفقهاء المسلمين والباحثين أن الصابئين المذكورين في القرآن هم الصابئة المندائيون، وعدّوهم من بقايا الديانة الإبراهيمية.