–تسعى جميع الأحزاب الحقيقية الى صياغة برامج تمثل مصالح الفئات التي تمثلها .فمثلأ الأحزاب ذات الفكر اليميني تصيغ البرنامج الذي يضمن رغبات ومصالح فئات الشعب ذات التوجهات اليمينية وخاصة الثرية منها على عكس الأحزاب اليسارية التي برامجها تختلف بشكل كبيرلأن أغلب مناصري وأعضاء هذه الأحزاب هم الفئات الوسطى والفقيرة .طبعأ بين اليسار واليمين هنالك طيف كبير من الأحزاب التي تتأرجح ببرامجها تارة يمينأ وتارة يسارأ.
–هذه الأحزاب لأجل تحقيق برامجها تتقاتل لأجل الوصول للسلطة لأن أي حزب خارج السلطة لا يستطيع تحقيق برنامجه مهما كان جيدأ ومقنعأ للكثيرين.
–الحزب الشيوعي العراقي لسنوات طوال يطرح برنامجه في كل مرحلة سواء كان في أيام نضاله السري أو شبه العلني أو العلني .لكن الحزب لم ينجح في يوم من الأيام لتطبيق برنامجه لأنه بقي خارج السلطة طيلة هذه السنين رغم انه شارك في فترات محدودة بالحكم ولكن لم يرأس أية حكومة.
–أستطاع الحزب بشكل مباشر وغير مباشر في التأثير على صياغة وتبني بعض القوانين التي تضمنها برنامجه مثل حقوق المرأة والأصلاح الزراعي في أيام حكم الزعيم عبد الكريم قاسم.
–حزب البعث عند أستلامه للسلطة عام 1963 لم يتبنى برنامج عمل معين للحزب لتطبيقه،بل كان مخطط الأنقلاب هو كيفية القضاء على الشيوعية بالعراق لهذا طيلة التسعة أشهر من حكم البعث لا يمكن تلمس أي شيء عدا جرائم القتل والسجن والنفي .
–عام 1968 عندما عاد البعث من جديد تغيرت خطته لحكم البلد (رغم أن جوهر تركيبته الشوفينية والقمعية هو نفسه).لهذا طرح برنامج عمل يسعى لتحقيقه(طبعأ كانت الغاية هي تثبيت أقدامهم أكثر بالمجتمع والحكم)وكان البرنامج يحوي تطوير الصناعة والزراعة والحياة الثقافية والأجتماعية والسياسية.فكان تأميم النفط وما لحقه من بناء لمشاريع صناعية (معامل تكرير النفط،معمل الحديد والصلب ،معمل الورق ،معمل الأسمدة الكيمياوية …..ألخ)القضاء على الأمية وغيرها من الخطط (لا يفهم من الحديث هو التمجيد للبعث كنظام للحكم فهو المسؤول الأول عن كل الخراب الذي لحق بوطننا منذ الستينات وليومنا هذا ولكن الحقائق يجب أن تذكر).
–طبعأ كل هذا تبخر حين أستلم صدام الحكم وأصبح البعث والوطن يعمل لأجل تلبية رغبات صدام المريضة فكانت الحروب والحصار وقتل المعارضين للسلطة وهجرة الملايين وأصبح البلد رهينة بيد أمريكا والدول الأخرى التي تتلاعب بمقدراته بسبب أفعال صدام.
*سقط البعث وجاءت الأحزاب الأسلامية لتقود السلطة وبمشاركة عدة أحزاب وقوى مختلفة لكن الكلمة النهائية لها سواء بالحكومة أو بمجلس النواب.
– الأحزاب الأسلامية رغم تعدد مسمياتها وزعمائها ومراجعهم لم يطرحوا في طيلة هذه الأعوام السبعة عشر اي برنامج عمل لهم وسيسعون لتنفيذه.
*هل سمعنا في يوم من الأيام من أي حزب أسلامي أن لديه برنامج عمل سيعمل على تطبيقه ؟هل سمعنا بأن ائتلافهم الوطني (الشيعي) أتفق على تطبيق برنامج خلال فترة حكمه ؟هل سمعنا عن برنامج عمل لكتلة النصر والفتح وسائرون الذين قادوا الحكومة ؟
–كل ما كان يقال هو وعود قبل الأنتخابات ولا ينفذ منها شيء مثل وعود موفق الربيعي (نبني بيت لكل عراقي وراتب شهري)،الشهرستاني العراق سيصدر الكهرباء عام 2113 للخارج بعد الأكتفاء المحلي منها ….الخ.
–سبعة عشر عامأ تقود هذه الأحزاب الأسلامية وحتى السنية منه(الحزب الأسلامي …..الخ) ودخلت بميزانية البلد أكثر من 1350 مليار دولار.ماذا فعلوا؟
هل بنوا معملأ؟ هل بنوا مستشفى؟هل تطورت الزراعة؟هل تطور التعليم ؟هل تحسنت الخدمات الضرورية للحياة كالكهرباء والماء والشوارع والحدائق ؟
–بالمقابل لن أتحدث عما فعلته هذه الأحزاب طيلة هذه السنين من سيئات وجرائم جعلت الناس تترحم على حكم الطاغية .
*السؤال الآن هل حقأ هذه الأحزاب الأسلامية هي تشكيلات سياسية يمكن التعويل عليها والعمل والعيش معها لبناء البلد ومؤسساته ؟
–أم أنها أقطاعيات ملكية لشخوص وعوائل معينة تستغل الدين والطائفة لأجل منافعها الشخصية ؟هذه أمثلة على أهم هذه الأحزاب :
–المجلس الأسلامي أو الحكمة أو النقمة هو تشكيل يخضع لبيت الحكيم يتناوبون عليه فردأ بعد فرد وكل أعماله تخضع لرغبات عمار الحكيم هذه الفترة بعد وفاة الأخرين.
–التيار الصدري يتحكم بأزرار ريمونت كنتروله مقتدى الصدر ولهذا تلعب بسياسة التيار مزاج ورغبات مقتدى ومن يخطط له الأجندات من خلف الكواليس .
–الدعوة يتحكم به المالكي وهو أـسوء من تولى حكم العراق صاحب كوارث سبايكر وأحتلال الموصل ومحافظات أخرى من قبل داعش وباني الدولة العميقة بالتعاون مع الأخرين.
–المليشيات المتعددة وهذه لا تحتاج للحديث عنها لأنها ليست أحزاب وانما أدوات لبقاء الأحزاب أعلاه بالحكم رغم صراعها الداخلي حول السلطة والمال .
* من كل ما تقدم أصل الى نتيجة أن هذه الأحزاب الأسلامية التي لا تعمل ببرامج عمل وانما يتحكم بها أفراد لن يكون العراق في ظل حكمها أفضل من حكم صدام يوم تحكم بالقرار لوحده والمصيبة الأكبر هي أنها تعلن بصراحة ولائها للجارة أيران وليس العراق (بربكم أذا واحد يعمل بصراحة للأجنبي شلون راح يبني البلد؟).
*يبقى السؤال الأهم في كل هذا هل هنالك جدوى من الحديث حول التعاون مع أي من هذه الفصائل السياسية في رسم خطط وسياسة لخدمة البلد؟
مازن الحسوني 2020/8/11