الفساد وغياب الإشراف وراء مشاكل تهدد سرب طائرات إف 16 العراقية
قال مسؤولون عراقيون ومتعاقدون أميركيون إن الأسطول العراقي لطائرات “إف-16” لم يعد قادرا على القيام بمهمات قتالية، متحدثين عن عمليات فساد واسعة تحدث في قاعدة بلد الجوية حيث تربض هذه الطائرات.
وأعد موقع “iraq oil report” تقريرا مفصلا عما يجري في القاعدة الواقعة شمال بغداد، عبر إجراء 12 مقابلة مع مسؤولين عراقيين ومتعاقدين أميركيين، طلبوا عدم الإفصاح عن هوياتهم لأسباب أمنية.
ويشير التقرير إلى أن “البرنامج العراقي لطائرات إف-16، والذي كان رمزا للشراكة العسكرية بين الولايات المتحدة والعراق في وقت سابق، يشهد حاليا حالة من الفوضى لدرجة أن الطيارين لم يعد بإمكانهم القيام بمهام قتالية ضد تنظيم داعش”.
ويضيف التقرير أن “هذا الانهيار في القدرات العسكرية يسلط الضوء على التدهور الواسع للعلاقة الأمنية بين بغداد وواشنطن وآثار الفساد المستشري في البلاد”.
وتثير هذه المزاعم تساؤلات جدية حول طبيعة عمل القوات الجوية العراقية وشركة سالي بورت، المسؤولة عن تزويد قاعدة بلد الجوية بالطعام وتهيئة أماكن النوم والأمن وإمدادات الوقود، وفقا للتقرير.
وتقوم شركة “سالي بورت غلوبال” الأمنية، ومقرها ولاية فيرجينيا، بتوفير الأمن لسرب طائرات “أف-16” المكون من 34 طائرة في قاعدة بلد، في حين يقوم مقاولون من شركة “لوكهيد مارتن” بتقديم الدعم الفني والصيانة للطائرات.
لكن هؤلاء انسحبوا من القاعدة في أوائل يناير بعد تعرضها لهجوم بالصواريخ نفذته ميليشيات موالية لإيران، ردا على مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني.
وكان مسؤولون أمنيون عراقيون قالوا لفرانس برس في 12 يناير الماضي إن “أكثر من 90 في المئة من المستشارين الأميركيين وعناصر شركتي لوكهيد مارتن وسالي بورت المتخصصة بتشغيل طائرات أف 16 العراقية، انسحبوا من قاعدة بلد الجوية إلى معسكري التاجي وأربيل”.
ومنذ نهاية أكتوبر، أصبحت القواعد العسكرية العراقية هدفا للهجمات الصاروخية. وسقطت عشرات الصواريخ على تلك القواعد، وأسفرت إحداها في 27 ديسمبر عن مقتل متعاقد أميركي.
ومنذ ذلك الوقت، تتواصل الهجمات الصاروخية ضد المصالح الأميركية في العراق، بشكل شبه يومي، وخصوصا على المنطقة الخضراء بوسط العاصمة، حيث مقر السفارة الأميركية.