الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Homeمقالاتلايجب السماح له بإلتقاط أنفاسه : منى سالم الجبوري

لايجب السماح له بإلتقاط أنفاسه : منى سالم الجبوري

صحيح إن النظام الايراني يمر حاليا بمرحلة حساسة وخطيرة يمکن أن تحدد مصيره وصحيح إنه يعاني من أوضاع صعبة جدا ولايجد له من أي طريق أو سبيل للتصدي لتلك الاوضاع لکن الملاحظ عنه إنه وعلى الرغم من ظروفه وأوضاعه السلبية الوخيمة فإنه لازال يريد أن يفرض نفسه کأمر واقع على المنطقة والعالم من أجل فرض إملائات ومطالب هي في الواقع تحد في غاية الوقاحة للمبادئ والقيم والافکار السماوية والانسانية على حد سواء، وإن إستمرار الارهاب کتحد وکتهديد لللسلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم لايمکن أبدا عزله عن النظام الايراني
الحقيقة التي لابد من الاقرار بها أن الارهاب في المنطقة والعالم، تتمثل رکيزته وقاعدته الاساسية في التطرف الديني الذي أخذ بالانتشار والتوسع منذ نشوء النظام الديني في إيران قبل أربعة عقود، ويومها برر وسوغ هذا النظام نشره للتطرف الديني تحت ستار ماسماه”تصدير الثورة”، والذي لم يکن في الواقع سوى تصدير التطرف الديني والارهاب من أجل زعزعة إستقرار وأمن وسلام دول المنطقة، والذي بدأت معالمه تتوضح مع مرور الايام ويتأکد للجميع حجم ومستوى وقوة الخطر القادم من هذا النظام، وإن نظاما تم بنائه وإعداده بهذه الطريقة وعلى هکذا أسس، من الهراء التصور بأنه يمکن أن يتغير في يوم من الايام أو أن يسلك سبيلا يخدم الامن والاستقرار، فهذا هو المستحيل وإن المقاومة الايرانية قد أکدت من جانبها دائما على إستحالة إعادة تأهيل هذا النظام وجعله يتخلى عن التطرف والارهاب إذ وکما قالت السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية من إنه لو تخلى عن التطرف والارهاب فإن حکمه لن يدوم وسينهار حتما.
الانتشار السرطاني للتطرف والارهاب، لم يشتمل فقط على مذهب محدد، رغم انه سعى ويسعى لإستغلال المذهب الشيعي کوسيلة لتحقيق أهدافه وغاياته، وان العلاقات القوية والمثيرة للشبهات بين النظام الايراني وبين مختلف التنظيمات السنية المتطرفة والتنسيق الملفت للنظر القائم بينهما من خلف الستارة، تثبت حقيقة وواقعية التحذيرات الجدية التي أطلقتها السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية بشأن المخطط الخاص لهذا النظام القائم على تصدير ونشر التطرف الديني والارهاب وإستغلاله کوسيلة لتقويض السلام والامن والاستقرار في دول المنطقة، ومن خلال ذلك تنفيذ أجندة ومخططات مشبوهة خاصة تتعارض وتتناقض مع مصالح شعوب ودول المنطقة في العيش بسلام وأمان.
النظر الى نقاط التوتر في منطقة الشرق الاوسط والتمعن فيها بدقة، نجد أن للنظام الايراني الدور الرئيسي فيها لأنه هو الذي يقوم بتوجيه التنظيمات والجماعات المتطرفة ويحدد لها الاهداف المطلوبة تحقيقها، وان ماجرى ويجري في سوريا والعراق واليمن ولبنان بل وحتى أفغانستان، توضح بکل جلاء بأن للنظام الايراني وحده المصلحة الکبرى في تفاقم الاوضاع في هذه الدول ووصولها الى منعطفات بالغة الخطورة والتي من شأنها أن تٶثر ليس على الجغرافية السياسية للمنطقة وانما حتى على النسيج الاجتماعي فيها، ومن الخطأ التصور والاعتقاد بأن حالة الضعف والتراجع الحالية لهذا النظام ستجعله يغير نهجه أو يتخلى عنه، بل إنه وطبقا لماضيه طوال العقود الاربعة المنصرمة، لايمکن أن يتخلى عن التطرف والارهاب ولذلك فإنه سيبقى البٶرة والمصرف الرئيسي للتطرف والارهاب في العالم ويجب عدم غض النظر عنه وتجاهله وإنما الضرورة تطلب تصعيد المواجهة ضده في هذه الفترة وعدم السماح له بإلتقاط أنفاسه، ومن الضروري جدا الى درجة الالحاح أن تکون لدول المنطقة بشکل خاص موقفا ودورا فعالا في الاجتماعات المرتقبة للجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول القادم والسعي لتإييد مطالبة کندا بإدراج قضية مجزرة عام 1988 في لائحة قرار يدين النظام الايراني على إرتکاب تلك الجريمة ضد الانسانية ولاسيما بعد أن طالبت الخارجية الامريکية بتشکيل لجنة دولية مستقلة من أجل التحقيق في تلك المجزرة، وإن صدور هکذا قرار سيکون بمثابة أکبر ضربة سياسية موجعة لهذا النظام وإن آثارها وتداعياتها لن تنتهي إلا بعد أن تجعل من النظام أثرا بعد عين!
RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular