وكتبت الصحيفة: “قبل أقل من ثلاثة أشهر من الانتخابات الرئاسية وتراجع كبير لشعبيته يسعى ترامب إلى حرب ليظهر نفسه منقذا للشعب الأمريكي ويضمن لنفسه أربع سنوات أخرى في السلطة بالبيت الأبيض”.
وأضافت أن سلسلة العمليات التخريبية التي تعرضت لها إيران في الشهرين الماضيين، وآخرها اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، تشير إلى أن ترامب يستهدف بسياسته إيران وأن “السكاكين مسنونة” ضد طهران.
وفي الصراع المفترض مع إيران سيعتمد ترامب على “مساعدة لا تقدر بثمن” من صديقه رئيس الوزراء الإسرائيلي بيامين نتنياهو، الذي أصبح أيضا عرضة للانتقادات في بلاده على خلفية فضائح فساد تلاحقه وسوء إدارته للأزمة الناجمة عن جائحة كورونا.
وحسب صحيفة “نيويورك تايمز” شجع الرد الإيراني المحدود على الغارة الأمريكية التي قتل بها قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في يناير الماضي ترامب ونتنياهو، على مزيد من الخطوات المعادية لإيران.
وألمحت الصحيفة إلى أن واشنطن وتل أبيب متورطتان في انفجار خزان الغاز في قاعدة “بارشين” العسكرية في يونيو ومنشأة نطنز النووية في يوليو، وقالت إن “شبحي ترامب ونتنياهو يخيمان على الحدثين”.
علاوة على ذلك تعرضت طائرة ركاب إيرانية في 22 يوليو “للمطاردة” من قبل طائرتين مقاتلتين أمريكيتين في سماء سوريا، كما كان البيت الأبيض راعيا للمفاوضات الإسرائيلية الإماراتية حول التطبيع ما أدى إلى تضييق الخناق على إيران التي بدروها لا تريد حربا على الإطلاق.
من جانب آخر، دفعت سياسة ترامب المناهضة للصين الأخيرة إلى إنشاء تحالف مع طهران، “قادر على تغيير الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط وكسر الحصار” على إيران.
ووقعت الصين وإيران مؤخرا بعد مفاوضات دامت 4 سنوات على اتفاق للشراكة الاستراتيجية لمدة 25 عاما، يقضي بأن تستثمر بكين 400 مليار دولار في المشاريع بمجالات الطاقة والمواصلات والبنية التحتية في إيران.
كما فشل الرئيس الأمريكي في مساعيه لتمديد الحظر الأممي على توريد الأسلحة لإيران، فيما لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي “الوحيد الذي يشارك الحاجة الملحة لخنق النظام الإيراني خشية من احتمال أن يخسر ترامب الانتخابات الرئاسية المقبلة وأن يعيد الديمقراطيين التوقيع على اتفاق نووي مع إيران”.
وحذرت الصحيفة من أن إشعال ترامب نزاعا مسلحا مع إيران للفوز في الانتخابات، سيزعزع الاستقررار في الشرق الأوسط ويعرض العالم بأسره للخطر.