روسيا معروفة بسجلها الحافل بمحاولة اغتيال معارضين بطرق مختلفة
مع تداول الأنباء حول احتمالية “دس سم” في كوب شاي شربه أبرز معارض للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورغم عدم تأكيد تسممه بعد من قبل جهات غير روسية، إلا أن روسيا معروفة بسجلها الحافل بمحاولة اغتيال معارضين، بطرق مختلفة، أبرزها التسميم، سواء كان ذلك داخل أراضيها أو خارجها.
الأطباء المشرفون على حالة المعارض الروسي، أليكسي نافالني، قالوا إن الكشوفات الطبية أظهرت عدم تعرضه للتسمم، وأكدوا الحصول على تشخيص كامل لحالته، وقالوا إنهم لن يعلنوا عنه حاليا، تزامنا مع انتقاد حاد وجههته كيرا يرميش، المتحدثة باسم نافالني، للمشرفين الصحيين بأن عدم السماح لنقله عبر طائرة إسعاف ألمانية يعتبر “محاولة اغتيال”، مشيرة إلى أنهم “يرضخون لضغوط الكرملين”.
وتعززت شكوك قوية في محاولة تسميم نافالني، الذي نقل إلى العناية المركزة في أحد مستشفيات سيبيريا، الأربعاء، وهو الآن يصارع من أجل البقاء على قيد الحياة.
وقالت يارميش، إنه تعرض للتسميم عبر مادة مزجت في الشاي الذي كان يحتسيه، لأن ذلك كان المشروب الوحيد الذي احتساه، قبل أن يصاب بوعكة صحية شديدة. وقالت “أنا متأكدة من أنه تسميم متعمد”.
كان المعارض في رحلة، بين سيبيريا والعاصمة موسكو، حين قامت الطائرة بهبوط اضطراري بسبب تدهور وضعه الصحي بشكل مفاجئ، لينقل بعدها إلى المستشفى.
وأثارت المتحدثة شكوكا حول مصداقية الفريق الطبي المعالج، لأنه رفض نقله من المستشفى “غير المجهز” الذي يعالج فيه، ما اعتبرته “تهديدا مباشرا” لحياته.
وأليكسي نافالني، هو محام وناشط سياسي، اكتسب شهرة في روسيا، وخصوصًا في وسائل الإعلام، منذ 2009، كمندد بالفساد، ومنتقد شرس لسياسات بوتين.
ووقعت في السنوات الأخيرة أكثر من محاولة اغتيال عن طريق التسميم، لعل أبرزها اغتيال عميل استخباراتي سابق في بريطانيا بغاز للأعصاب في وضح النهار.
سيرغي سكريبال
في مارس 2018، تعرض الكولونيل السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية، سيرغي سكريبال، وابنته، يوليا، لعملية تسميم في مدينة سالزبري بجنوب إنكلترا بغاز أعصاب.
وألقت، بريطانيا، باللوم على روسيا في تسميمهما بغاز “نوفيتشوك” القاتل الذي كان يصنعه الجيش السوفيتي خلال السبعينيات والثمانينيات.
كان سكريبال قد اعتقل، عام 2006، في روسيا بعد أن اتهمته السلطات بالتجسس لحساب المملكة المتحدة، وحكم عليه بالسجن 13 عاما، قبل أن يفرج عنه بعد أربع سنوات باتفاق لتبادل الجواسيس بين البلدين.
بيوتر فيرزيلوف
بعد شهور من حادثة سكريبال، نقل، بيوتر فيرزيلوف، عضو فرقة “بوسي رايوت” الروسية المعارضة إلى مستشفى في ألمانيا، حيث وُصفت حالته بالـ”خطرة”، وقال حينها مقربون منه إنه تعرضه لمحاولة اغتيال بواسطة السم.
وكان القضاء الروسي قد أصدر مرارا أحكاما قضائية بحق نشطاء وفرقة “بوسي رايوت”. وفيرزيلوف، اشتهر بشكل خاص عندما اقتحم أرضية ملعب المباراة النهائية في كأس العالم لكرة القدم، في موسكو، مرتديا زي الشرطة مع ثلاثة نشطاء آخرين، للفت الانتباه لوحشيتها، وقد حُكم على الأربعة بالحبس 15 يوما.
فلاديمير كارا- مورزا
في فبراير 2017، دخل المعارض الروسي، فلاديمير كارا-مورزا، منسق أنشطة حركة “روسيا المنفتحة”، التي يتزعمها الملياردير الروسي السابق، المقيم في المنفى، ميخائيل خودوركوفسكي، في غيبوبة بعد تعرضه للتسمم “بمادة مجهولة” بحسب ما أعلن محاميه.
ولم تكن المحاولة الأولى، ففي عام 2015، أدخل كارا- مورزا إلى المستشفى مصابا بفشل كلوي حاد كاد يؤدي بحياته، ولم يعرف حينها سببه، قبل أن يجد الأطباء في دمه آثار تسمم بمعادن ثقيلة.
ألكسندر ليتفينينكو
في عام 2006، اغتيل عميل جهاز الأمن الروسي السابق، ألكسندر ليتفينينكو، بتسمم قاتل بمادة البولونيوم المشعة، بعد احتسائه كوب شاي في لندن. ورفضت روسيا تسليم المشتبه به الرئيسي، أندريه لوغوفوي، الذي أصبح نائبا قوميا.
كان، ليتفينينكو، ضابطا في خدمة الأمن الفيدرالي الروسي “أف إس بي”، التي خلفت “كي جي بي”، ثم انتقل إلى بريطانيا، حيث تحول إلى ناقد شرس للكرملين. وفي سنواته الأخيرة أصبح مواطنا بريطانيا.
وفي 2016، خلص تحقيق بريطاني إلى أن مقتل ليتفينينكو ربما كان بموافقة الرئيس الروسي.
آنا بولوتنيكوفسكايا
الصحفية الروسية التي عرفت بجرأتها الشديدة، آنا بولوتنيكوفسكايا، اغتيلت بإطلاق نار أمام شقتها في موسكو، عام 2006. كانت بولوتنيكوفسكايا معروفة بكشفها انتهاكات حقوق الإنسان في الشيشان.
وقبل وفاتها، تحدثت مرارا عن تعرضها لتهديدات بالقتل. وفي عام 2004، كتبت مقالا في صحيفة الغارديان أكدت فيه أنها تعرضت لمحاولة اغتيال عبر وضع السم في كوب شاي.