رغم فناء تنظيم داعش الإرهابي بعد عمليات التحرير، إلا أن فلوله لا تزال منتشرة في بعض الرقع الجغرافية المتناثرة من المحافظات التي كانت تحتلها.
فما بين قتل واختطاف يتم في الليل تحاول تلك الفلول توجيه رسالة إثبات وجود الى القوات الأمنية التي كانت لهم بالمرصاد عبر افشال مخطط ارهابي كبير عزمت فلول داعش المندحرة القيام به في قضاء بيجي التابع لمحافظة صلاح الدين هدفها منه زعزعة أمن المحافظة وفقدان الثقة بالمسؤولين على أمنها من القوات المسلحة جاء ذلك عبر السيطرة على صهريج مفخخ عزم سائقه على القيام بعملية انتحارية كبيرة تزعزع أمن المحافظة بحصد أرواح أكبر عدد من المواطنين والقوات الأمنية.
في اواخر شهر ايلول من العام الماضي 2019 اوقفت سيطرة عسكرية في محافظة صلاح الدين، غرب قضاء بيجي قرب مفرق قضاء الشرقاط تحديداً سيارة صهريج سبق وأن رُصدت حركتها من قبل الاستخبارات العسكرية تم على معلومات الرصد تتبع حركته لتكون السيطرة له بالاستعداد حال وصوله اليها.
بعد إيقافه وانزال سائقه منه اتضح بأنه مفخخ واعترف سائقه حال سؤاله من قبل القوات الامنية التي اوقفته بالسيطرة زعمه بالقيام بتفجيره وسط القوات الامنية كاشفاً عن حزامه الناسف الذي كان يرتديه.
في التحقيق أدلى المتهمان السائق ومن يصحبه باعترافاتهما الكاملة التي أوصلت المحقق الى خط سير رحلتهما الكاملة مع التنظيم الارهابي.
قاد المتهمان السلطات الامنية الى مضافة التنظيم الواقعة في قضاء بيجي، حيث تم العثور بداخلها على حزامين ناسفين اضافة الى سيارة مفخخة (فجرت عن بعد) من قبل السلطات الأمنية كما عثر على صواريخ كاتيوشا.
كما قادت اعترافات المُتهمين بالجرم المشهود السلطات الى التعرف على ثلاث جثث مرمية قرب جسر السكريات.
انتماء متأخر لداعش
في افادته قال المتهم (ع . ر) بأنه انتمى الى تنظيم داعش الارهابي في أواخر عام 2016 وردد لهم صيغة ما يسمى بـ(البيعة) ليعمل في مضافات التنظيم في قضاء بيجي بصفة (طباخ)، قائلاً بأن العصابة قد خصصت له مرتباً شهرياً قدره مائة دولار امريكي.
وفي بداية عام 2019 استقر في احدى مضافات التنظيم الارهابي في جزيرة الصينية حيث تم منحه سلاح كلاشينكوف وسيارة بيك اب كان يتنقل بها بين المضافات المتناثرة، ثم يقول كنا نتنقل بالكثير من الاحيان بدراجة نارية تلافيا لاستهدافنا من قبل القوات الامنية.
يضيف (ع) قائلاً: ذات يوم قمت بإخفاء ستة صواريخ كاتيوشا تحت الارض في احدى مضافات التنظيم الارهابي قرب طريق بيجي، كانت جميع تلك المهام المسندة لي من قبل التنظيم تعد صغيرة قياساً ما اسند لي بعدها.
إذ كُلفت بتنفيذ ما يسمى بـ(الحكم الشرعي) بمفهوم العصابة الارهابية بمواطنين من قرية المعين.
عنها يقول في افادته “توجهنا ذات مساء بسيارة البيك اب الى قرية المعين مع بقية افراد التنظيم الارهابي وقمنا بتطويق عدد من الدور السكنية لنختطف ثلاثة اشخاف منهم بذريعة تعاونهم مع السلطات الأمنية، كان بينهم أخوين هما (علي وثامر) قمنا باقتيادهم الى جزيرة السكريات حيث قتلناهم هناك ورمينا جثثهم”.
بعد ذلك تواصلت مع اخوالي الثلاثة بغية تنظيم هوية احوال مدنية مزورة استخدمها في تحركاتي تم اشعاري من قبلهم فيما بعد بالحضور الى منطقة دبس مكحول لاستلامها.
حال استلامي لها تم ابلاغي من قبل عصابات داعش الارهابية بالقيام بعملية انتحارية حضرت على اثر التبليغ الى منطقة المشاعيف حاملا بندقية ومرتديا حزاما ناسفا لغرض تفجير نفسي بالقوات الامنية حيث قام باستقبالي (أ) الذي اصطحبني بالصهريج تجاه قضاء الشرقاط لتنفيذ العملية الانتحارية فيه وهناك تم القبض علي.
القصاص
اعترف المتهم (ع . ر) بانتماءه للتنظيم الارهابي وقيامه بقتل ثلاثة من المجنى عليهم اضافة الى ما شوهد في هاتفه النقال من صور ارتداءه للزي الافغاني اضافة الى عزمه القيام بعملية انتحارية تستهدف أمن محافظة صلاح الدين وما عثر بحوزته وفي المضافة التي دل السلطات الامنية عليها من اسلحة تعود للتنظيم الارهابي.
قال على اثر ذلك القضاء كلمته بتجريم المتهم وفي المادة الرابعة/ أ وبدلالة المادة الثانية/1 و 3 و8 من قانون مكافحة الارهاب رقم 13 لسنة 2005. لتحكم المحكمة عليه بالاعدام شنقاً حتى الموت.