سادت حالة من الغضب بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، بعد تداول فيديو لاعتداء عدد من المواطنين على مدير مستشفى بالنجف.

وأكد ناشطون أن مجموعة من الأشخاص من ذوي مريض بفيروس كورونا، اعتدوا على الدكتور طارق الشيباني، مدير مستشفى الشهيد حسن الحاتمي (الأمل) بالنجف، والمخصص لعلاج مرضى الفيروس، بعد وفاة قريبهم، وأسقطوه أرضا، وتم نقله إلى المستشفى.

لحظة الاعتداء على مدير المستشفى الدكتور طارق الشيباني ليلة البارحة في محافظة النجف الاشرف!!
معقولة بلد حضارته 6 الاف سنه هيج يصير بي لآ المدرس محترم بي لآ الدكتور محترم بي لآ المهندس محترم بي لآ الاستاذ محترم بي !! pic.twitter.com/l2kQbrpYzw

— Samer Helin (@SamerHelin) August 28, 2020

وتداول المغردون صورة للدكتور الشيباني بعد الاعتداء عليه تظهر إصابته بمجموعة من الكدمات وكسر في يده اليمنى، ولا يستطيع الوقوف على قدميه.

وأعرب الناشط سيف صلاح الهيتي عن استيائه من الحادث، وأكد أن هذا يدل على أن العراق تحول إلى غابة ولم يعد دولة، حسب تعبيره.

تصوير من زاوية مختلفة للاعتداء على مدير مستشفى في النجف! غابة ياعالم وليس بلد. pic.twitter.com/mxPuZjbWs8

— سيف صلاح الهيتي (@saifsalahalhety) August 27, 2020

بينما كتب المغرد محمود النجار” وين القانون، وإلى متى يتعرض الأطباء للانتهاكات من قبل العشائر وجماعات السلاح بالدولة، ولما لا يقبل المصابون بكورونا أن يتم معالجتهم وانقاذهم؟”، وأضاف “غياب القانون وانحدار الوعي يؤدي للكوارث في المجمتع”.

من جانبها، أدانت دائرة صحة النجف الحادث، وأكدت مؤازرتها للعاملين بالمستشفى إثر هذا الاعتداء، الذي أدى لحدوث حالة من الرعب والفزع لدى المرضى والعاملين بالمستشفى والزائرين.

وقالت الدائرة في بيانها: “أصدرنا تعليمات صارمة وفورية لفتح تحقيق دقيق في الموضوع، والإسراع باتخاذ ما يلزم من تدابير مستعجلة لتقديم الدعم الضروري لمن وقع عليهم الاعتداء للدفاع عن حقوقهم وعن حرمة المؤسسة الصحية ونزلائها”.

وأضافت “نتابع هذه القضية مع السلطات المختصة لغرض وضع حد لمثل هذه التصرفات الوحشية والدنيئة حيث تم اعتقال عدد من المعتدين وهم الآن رهن التحقيق لدى شرطة النجف”.

وخلال الأيام الماضية، تحدثت تقارير صحفية أن الأطباء والعاملين في القطاع الصحي بالعراق يواجهون ضغوطا كبيرة في ظل انتشار فيروس، وما يفاقم أزمتهم ارتفاع حالات الاعتداء التي تطالهم، ما دفع منظمات صحية ونقابات إلى دق ناقوس الخطر.

ورصدت نقابة الأطباء العراقيين خلال الفترة القليلة الماضية ارتفاع حالات الاعتداء التي تتعرض لها الكوادر الطبية على يد مرضى ومراجعين للمراكز الصحية والمستشفيات، وأحدث حالة اعتداء، كانت ضحيتها طبيبة في محافظة بابل، الأمر الذي دفع وزارة الصحة إلى إدانة الحادث دون إعطاء تفاصيل أكثر، إلا أنها أكدت اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المعتدي.

وكان عدد من كوادر مستشفى الهاشمية جنوب بابل نظموا وقفة احتجاجية إثر تعرض إخصائية النسائية والتوليد إلى اعتداء الخميس الماضي، حين طعنها شخص بآلة جارحة خضعت على إثرها لعملية جراحية.

وقالت وزارة الصحة، في بيان، أنها لن تتهاون في مكافحة ما وصفته بالظاهرة الغريبة، ودعت المؤسسات الأمنية والقضائية إلى محاسبة المعتدين.

يذكر أن العراق سجلت أكثر من 200 ألف حالة إصابة بكورونا، ونحو 6353 حالة وفاة وفقا للأرقام الرسمية.