لم يصحى نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من التأثيرات القوية للضربة السياسية النوعية التي تم توجيهها له بعد الموقف الامريکي الرسمي من مجزرة عام 1988، والدعوة الى تشکيل لجنة تحقيق دولية في سبيل التحقيق في تلك المجزرة وإنصاف الضحايا ال30 ألف من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة، حتى وجد نفسه يتلقى ضربة عنيفة أخرى بعد إعلان أسماء القتلة ال31 للقيادي البارز في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، الدکتور کاظم رجوي، من الذين قاموا بإغتياله بناءا على أوامر وتوجيهات صادرة من طهران، وهوو مايعني إن النظام الايراني قد أصبح في طريقه ليکون محاصرا بين نارين أو بتعبير أکثر وضوحا، أن يجد رأسه تحت رحمة سيفين!
إثارة هاتان القضيتان وطرحهما في المحافل الدولية يعني بأن هناك مايجب على النظام الايراني أن يشعر ليس بالقلق منه فقط وإنما الخوف أيضا خصوصا وإن هاتان القضيتان اللتان طالما دأبت المقاومة الايرانية على طرحهما أمام المحافل والاوساط السياسية والحقوقية الدولية المختلفة، فإنها”أي المقاومة الايرانية”، لن تقف أبدا مکتوفة الايدي أمام مواقف رسمية دولية تعترف بهاتين القضيتين وتدعو لتإييدهما وتفعيلهما ضد النظام الايراني، ولذلك فإن النظام سيکون في مواجهة خريف ساخن وصعب جدا لأن المقاومة الايرانية ستقوم بکل مافي وسعها من أجل الاستفادة من تلك المواقف الرسمية وجعل القضيتين بمثابة سيفين مسلطين على رأس النظام، ولاريب من إن الاوضاع السلبية التي يعاني منها النظام الايراني تجعله في موقف حرج جدا أمام هکذا تطورين خصوصا وإن أدلة ومبررات النظام الايراني ليست ضعيفة فقط وإنما غير مقنعة حتى في داخل إيران نفسها.
الاجتماعات القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تطالب کندا فيها بإدراج ملف مجزرة 1988 ضد النظام الايراني في لائحة قرار يدينه ويبدو واضحا بأن دول العالم ، ولا سيما دول المنطقة، ستجد نفسها مدفوعة من أجل دعم العمل إلى دعم القرار الذي يدين النظام في اللجنة الثالثة والجمعية العامة للأمم المتحدة ولاسيما بعد أن ذاقت الامرين على يد هذا النظام وتيقنت من إن هذا النظام لايمکن أبدا أن يتخلى عن مخططاته ونواياه الشريرة عن طيب خاطر ويجب التصدي له، مع الاخذ بنظر الاعتبار إن الاجتماعات القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر القادم هي فرصة ثمينة لايمکن أن تعوض ولاسيما فيما لو تم الاستفادة منها بالصورة المطلوبة وتم تفعيل المقترح الکندي کما يراد له فإنه سيکون هناك أکثر من حديث بشأن المستقبل المجهول الذي سينتظر النظام الايراني هذا إذا ماأجبرنا أنفسنا أن ننسى القضية الاخرى!