1ـ في كتاب مهزلة العقل البشري/1955 ص 344 كتب الراحل الوردي التالي: [نحن أينما ذهبنا في بلاد المسلمين وجدنا اسم علي مقرونا باسم محمد. لا فرق في ذلك بين طائفة وأخرى. فالأمهات في كل مكان يقلن عند توديع ابنائهن في سفر بعيد “الله ومحمد وعلي معك”. وقد حدثني طالب من المغرب العربي أنَّ الرجل هناك إذا أراد رفع حمل ثقيل هتف قائلاً “يا محمد يا علي” وقد وجدت في الاعظمية عمالاً يسحبون في الماء حملاً ثقيلاً وهم ينادون: “الله ومحمد وعلي…ها”.
تعليق: انتبهوا لطفاً للعبارات والكلمات التالية:
*(نحن أينما ذهبنا في بلاد المسلمين…)* (لافرق بين طائفة وأخرى…)*(فالامهات في كل مكان…)*(حدثني طالب من المغرب…)*(وجدت في الاعظمية…).
استغرب ان يطرح الدكتور الوردي مثل هذا الطرح ويستشهد بمثل هذه الشهادات الغريبة ويضمنها كتاب مهم عنوانه فيه إشارة الى العقل…هذا القول كما أتصور هو قمة مهزلة العقل البشري!!!! هذا الكلام لا مساً بمكانة الخليفة الرابع علي ابن ابي طالب لدى المسلمين بل لان المسلمين في بقاع كثيرة من بلاد المسلمين بما فيهم البعض في العراق لم يتعودوا على ترديد هذا القول بل لا يطلبون معونة/عون محمد …
2ـ في ص199 وعاظ السلاطين/1954 كتب التالي: [ذكرنا انفا احدى المشاكل الفكرية التي ظهرت في عهد علي ونذكر الان مشكلة أخرى هي مشكلة ’’ تفريق جماعة’’ المسلمين وهذه مشكلة هامة جدا وهي في الواقع من اهم مشاكل المجتمع البشري بوجه عام ويطلق عليها علماء الاجتماع اليوم مصطلح ’’ المشكلة ذات الحدين’’]
تعليق: استغرب قول الوردي: *(مشكلة تفريق جماعة المسلمين هامة جداً وهي في الواقع من اهم مشاكل المجتمع البشري بوجه عام)؟ وقوله: *(يطلق عليها علماء الاجتماع مصطلح’’ المشكلة ذات الحدين’’)؟؟ لا اعرف مقصد الراحل الوردي بخصوص ذات الحدين لكن ورد له قول يشير الى انها تعني ان هناك طريقين يجب ان تختار أحدهما لتسلكه.
وأكمل الراحل الوردي بالتالي: [ففي كل مجتمع متحرك نجد زمرة تدعوا الى مبدأ جديد فتقلق المجتمع به وتمزق شمله وهذه الزمرة المفرقة تعد في اول الامر ضالة عاصية تكال لها التهم من كل جانب انها تفرق الجماعة وتشق عصا الطاعة حقا ولكنها في نفس الوقت تبعث في المجتمع روح التجدد والتطور ولولاها لجمد المجتمع ولبقي في خمود متراكم قد يؤدي به الى الفناء يوما ما] انتهى
هنا توقف الوردي وأنهى المقطع وأغلقه بثلاث نجمات كما التالي (***) لينتقل الى المقطع التالي الذي كان في ص200من نفس الكتاب وهذا نصه: [لم يشهد التاريخ الاسلامي رجلا فرق الجماعة كعلي ابن ابي طالب وعلي لم يكتف بتفريق جماعة المسلمين بل اورث نزعته هذه لأولاده من بعده ومن يدرس تاريخ العلويين يجدهم ثوارا من طراز عجيب ولم يمر في تاريخ الإسلام جيل دون ان يسمع الناس بخبر ثورة جامحة قام بها رجل من العلويين او ممن ينتسب إليهم] انتهى.
ثم يكمل ب: [ولا يخفى ان اول حرب داخلية نشبت بين المسلمين كانت في عهد علي. وقد اتهم علي بتهمة سفك دماء المسلمين مرارا حتى ان ابن عمه ونصيره ابن عباس اتهمه مرة بهذه التهمة الشنيعة] انتهى.
تعليق: اعتقد ان هذا المقطع يضعضع قول الوردي الذي كان في (1) أعلاه: [أينما ذهبنا….].
اعرف قصد الوردي خلف هذه العبارة في معناه من ان الامام علي ابن ابي طالب صاحب ثورة لخدمة الإسلام و المسلمين و الثورة لها معارضة ومن هنا ظهرت حالة ’’ فرق الجماعة’’…لكن الوردي او طباعة الكتاب لا توحي بذلك فقد ختم الوردي سلسلة الكلام كما اشرتً أعلاه: [ففي كل مجتمع متحرك نجد زمرة تدعوا الى مبدأ جديد فتقلق المجتمع به وتمزق شمله وهذه الزمرة المفرقة تعد في اول الامر ضالة عاصية تكال لها التهم من كل جانب انها تفرق الجماعة وتشق عصا الطاعة حقا ولكنها في نفس الوقت تبعث في المجتمع روح التجدد والتطور ولولاها لجمد المجتمع ولبقي في خمود متراكم قد يؤدي به الى الفناء يوما ما…]. ليبدأ مقطع جديد هو: واعتقد ان هذا هو المقطع الذي شفع للراحل علي الوردي وكف الأذى عنه والا لو قال هذا القول على أي خليفة اخر لخرج من الملة.
3ـ كتاب الاحلام بين العلم والعقيدة/1959 ص60 عنوان فرعي: الاحلام وكاتب هذه السطور
كتب التالي: [حدث لي بخصوص الاحلام قصة عجيبة وذلك بعد صدور كتابي” وعاظ السلاطين” عام 1954 وخلاصة القصة إني وصفت في الكتاب علياً بانه كان هداماً للظلم ثائراً عليه وهذا الوصف هو في نظري ونظر الكثيرين من امثالي مدح للإمام واعلاء شانه…الخ]
وإشارة الى المصادر تحت رقم (9) في ص64 من نفس الكتاب وهناك كتب التالي: [انتقدني البعض لأني نسبت الى الامام علي نزعة الثورة والهدم دون ان اذكر الظلم وراءها وهم ينسون ما جاء في ثنايا الكتاب من تأكيد على وصف الامام بانه كان كسيده محمد ثائرا على الظلم والظالمين] انتهى
تعليق: ما ورد في (2) أعلاه هو القول الذي قال الوردي انه جرت له قصة عجيبة…كان يمكن للوردي ان يوضح المقطع بصياغة مقبولة للجميع لكنه كما أتصور حسبها وفق توازن القوى.
4 ـ وعاظ السلاطين ص29 كتب الراحل الوردي: وصف الامام علي بن ابي طالب الناس في عهده قائلاً: [واعلموا أنكم صرتم بعد الهجرة أعرابا، وبعد الموالاة أحزابا، ما تتعلقون من الإسلام إلا باسمه، ولا تعرفون من الإيمان إلا رسمه. تقولون (العار ولا النار) كأنكم تريدون أن تكفئوا الإسلام على وجهه))
والصحيح هو: ورد في شرح نهج البلاغة التالي/عبد الحميد بن هبة الله: [واعلموا انكم صرتم بعد الهجرة اعرابا وبعد الموالاة احزاباً، ما تتعلقون من الإسلام الا باسمه، ولا تعرفون من الايمان الا رسمه، تقولون النار ولا العار كأنكم تريدون ان تكفئوا الإسلام على وجهه].
وكان في شرح نهج البلاغة/ص179 ج13/ابن ابي الحديد
انظروا في الأولى (العار ولا النار) والغريب ان الراحل الوردي وضعها بين قوسين وفي الثانية (النار ولا العار) والفرق هائل بين الاثنين.
5ـ خوارق في ص54 كتب التالي: [….وما دروا ان كل حركة اجتماعية تحوي بذرة انشقاقها في صميم تكوينها فهي لا تنجح حتى تنقسم مثلها في ذلك مثل الاميبا التي لا تكاد تصل الى حد معين في نموها حتى تنشق الى أميبتين و كل واحدة منها تنشق بدورها اذا وصلت في نموها الى الحد معين]انتهى
تعليق فربما بانكسار الحركة تتشقق فليس بالنجاح وحدها…ثم ان الاميبيا تنشطر الى شطرين متساويين متشابهين في كل شيء وهي وسيلة تكاثرها اما الحركات الاجتماعية او السياسية تنشق بحجوم وإمكانات واعداد مختلفة فلا تصح الاستعارة والوصف.
6ـ خوارق اللاشعور/1952 ص21 كتب عن النفس والمادة:
ويخيل لي ان النفس والمادة وجهان لحقيقة واحدة ـ هي الكهرباء ومشكلتنا الكبرى في هذا القرن ان نعرف ماهي الكهرباء
في ص 204 خوارق عن النفس والمادة أيضا كتب: [لعلي لا اغالي إذا قلت بان الانسان كلما تعقدت حضارته المادية وزادت ثقافته العقلية ضعفت بذلك قواه النفسية كأنما النفس والمادة على طرفي نقيض فلا تنمو قوة احداهما الا على حساب قوى الأخرى] انتهى
تعليق: اعتقد ان هذا لا يتناسب مع الكهرباء او لا يتوافق مع وجهان لحقيقة واحدة. ثم هل الحقيقة أصبحت مثل العملة لها وجهين؟؟؟