كشف ضابط في الجيش العراقي السابق، عن مشاهد من قيام القوات الأمنية في زمن النظام السابق، بعمليات اعدام جماعية للعوائل الكوردية في عمليات الأنفال، داعياً من “يتغنون” بالنظام السابق إلى التفكير ملياً بحجم “الجرائم” المرتكبة ضد الشعب، والكورد خصوصاً.
وقال صباح يحيى الحمداني، في مقطع فيديو متلفز إن رئيس النظام السابق صدام حسين أصدر أوامر بإبادة عوائل الكورد ودفنهم في مقابر جماعية في صحاري العراق، مبيناً أنه في ربيع عام 1988 “وبعد انتصار الجيش في معركة الفاو، أصاب الغرور صدام حسين، فصدرت اوامر بتنظيف الشمال من المسلحين، وعقد اجتماع في لجنة شؤون الشمال ومقرها في كركوك حضرته شخصياً برئاسة علي حسن المجيد وعضوية عبد الرحمن الشكرجي الذي كان مديراً للجنة شؤون الشمال، وتمت قراءة توجيه صدام حسين ببدء تحرير المدرن الكوردية والقضاء على كل احزاب التمرد، حيث تم تشكيل لجنة من الضباط والامن والاستخبارات، على ان تتواجد هذه اللجنة مع مساعديهم في معسكرات الدبس وخالد، اللذين خصصا لجلب هذه العوائل الذي يقبض عليهم في مناطق حزام الامان، الذي هو عبارة عن 30 كم يبدأ من السليمانية وينتهي في دهوك”.
وأوضح أنه قيل في وقته انه سيتم نقل هذه العوائل إلى قرى عصرية خارج تلك المناطق، وبدأت العمليات وأبلغ الجيش والشرطة، أن على الاشخاص المستطرقين كل من يمر بهذه المناطق يقبض عليه، ويجلب ألى معسكرات الحجز، والتنفيذ كان عبر تحرك الجيش وإلقاء القبض على كل من يتواجد في أماكن “حزام الامان”، مشيراً إلى القضاء على المئات من “المسلحين” من دون القبض عليهم، حتى وردت أخبار في حينها أن القوات الخاصة قامت برمي كل مسلح من الهليكوبتر، ارهاباً لكل من يفكر بحمل السلاح.
الحمداني لفت إلى أن الاعتقالات شملت آلاف العوائل، وكانت تضم الشباب والمستطرقين، علماً أن الجيش لم يكن يدرك ماذا يجري، حيث وجد بالصدفة نساء حوامل، ممن ولدن لاحقاً في المعسكر، وأثناء احتجاز الاف العوائل كانت هناك مناطق تعريب قريبة من مناطق أنابيب نقل النفط، مضيفاً أن هنالك قرية في التون كوبري عُربت، عبر جلب أناس من “آل شمر طوكة” لتعريب المنطقة، وفيما كان رجال العشيرة بإحدى المرات في كركوك، بقيت فقط العوائل، واستغلت مفارز مسلحة محسوبة على الاتحاد الوطني هذا الفراغ، وهاجموا هذه العوائل وقتلوا الجميع دون استثناء، كرد فعل على جريمة التعريب وحملة الاعتقالات للعوائل الكوردية، لذلك لجأوا الى حمل السلاح، وتكررت الحالة بعد 24 ساعة في منطقة معربة أيضاً في منطقة شرق سليمان بيك.
وحول رد فعل السلطات آنذاك، ذكر الحمداني أنه جاءت أوامر من مدير مكتب علي حسن المجيد، وهي انه مادام أن المسلحين “قتلوا عوائلنا، فنحن نقتل عوائلهم”، عاداً هذا الأمر ظلماً، من خلال التفكير بالنزول إلى مستوى قتل الأطفال، لاسيما وأن العديد منهم ولدوا قبل أيام معدودة، ومن ثم تم سوقهم للمقابر الجماعية.
الحمداني بيّن أنه جاء توجيه بالبدء بتوزيع العوائل على المحافظات الاخرى التي فيها صحاري، بحجة أن هؤلاء يجري نقلهم إلى نكرة السلمان، وهم لا يعلمون أين يذهبون ويساقون، لكي تحفر لهم أخاديد في الأرض لدفنهم فيها، ويستمر القتل لأيام وأسابيع، حتى جاء الأمر بالتوقف عن القتل الجماعي، بعد أن “شبعوا من مناظر القتل”، مخاطباً من “لازال ينافق ويطبل لصدام حسين ونظامه وحزب البعث، الذين لازالوا يؤمنون بالحزب الدموي القاتل، وأقول لهم غادروا مستنقع صدام حسين، لأن ما يجري من 2003 وألى 2020 هو نتاج لأفعال نفذها وطبقها بالحذافير نظام صدام حسين وتعلم العراقيون القتل والنهب، فنحن نهبنا المدن الايرانية والكويتية ونهبنا أنفسنا في 1991، وفي 2003، وهكذا تمت تربية العراقي على النهب والقتل”.
يشار إلى أن النظام العراقي السابق شن عمليات إبادة بحق الشعب الكوردي، على عدة مراحل، أسماها “عمليات الأنفال”، والتي راح ضحيتها 182 ألفاً من الكورد.