الاعلان الغريب والصادم، الصادر من المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء المكلف، الخاص بفتح (بوابة الترشيح لمنصب وزير) من خلال الموقع الألكتروني، يمثل بدايةّ(سريالية) لتشكيل حكومة جديدة، ينتظر الشعب اختلافها عن الحكومات السابقة، حين تكون متخصصة ومختصرة وعابرة للطائفية .
لانعرف كيف يتسنى لشخص (أو فريق عمل) مهما كانت امكاناته وقدراته، أن يختار وزيراً للعراق (الصاخب) في هذه المرحلة، من خلال ملفات ترسل عبر الانترنت!؟، وأذا افترضنا جدلاً أن الأمر ممكن كأسلوب ديمقراطي جديد يحسب لـ (مبدعه)، فأن نص (على ان يتضمن الترشيح السيرة الذاتية وما يبرهن استيفاء الشروط الوارد ذكرها في الدستور والقوانين النافذة)، يتطلب وثائق حكومية مصادق عليها قانوناً، في حين تم تحديد فترة التقديم بـ (56) ساعة فقط، تبدء من الساعة الثامنة لليوم الثلاثاء (التاسع من اكتوبر الجاري)، وتنتهي في الساعة الرابعة عصر بعد غد الخميس ، والاعلان صدر يوم أمس الأثنين ..!.
اذا سلّمنا جدلاً باستجابة العراقيين لهذه الدعوة، وقدرتهم على توفير المستمسكات المطلوبة فيها، وتقديم ملفاتهم (الوزارية) على الموقع الالكتروني باعداد كبيرة قد تتجاوز المليون مثلاً، خاصةّ وأن الكفاءات العراقية في الداخل والخارج تفوق الملايين، أذن سنكون أمام سؤال كبير وخطير، هو .. كيف ومتى تدرس ملفاتهم لحسم المفاضلة بينهم، والرئيس المكلف محكومٌ بشهر واحد بدء من يوم التكليف ..؟؟!!.
الدعوة الرئيسية التي وجهها (المكلف بتشكيل مجلس الوزراء) الى الكتل النيابية كانت، طلبه ترشيح (4) أربعة أسماء لكل وزارة، كي يتسنى له أختيار الأنسب منها لشغل المنصب، وهي وحدها كافية لاستهلاك الوقت المخصص لاختيارقائمتة النهائية، ووضع الشمع الأحمر على بوابته الالكترونية، غير المسبوقة في المنطقة والعالم .
لايحتاج السياسي العازم على تصحيح المسار الى أساليب (سريالية) لتحقيق انجاز يحسب له أو لحزبه وكتلته، بقدر حاجته الى مكاشفة الشعب بشفافية وشجاعة ليكون سنده في مواجهة الفساد والارهاب، ومن دون ذلك سيكون رقماً مضافاً لقائمة الفاشلين الموثقة أنشطتهم (مكاناً وزمناً) بالصوت والصورة، وستدور الدوائر عاجلاً أم آجلا ليكشف المستور .
علي فهد ياسين
رابط بوابة الترشيح