المشرق – خاص:
بَقي نحو ثلاثة أسابيع فقط على موعد تقديم رئيس الحكومة المكلف عادل عبدالمهدي وزارته إلى البرلمان العراقي للمصادقة عليها، وفيما يكثف عادل
عبدالمهدي لقاءاته مع القيادات السياسية، أكد مسؤولون عراقيون وسياسيون مقربون منه، أن الأخير قدم شروطه للقوى السياسية المختلفة. في حين كشف
تيار الحكمة عن تعرض رئيس الوزراء المكلف عادل عبدالمهدي، الى ضغوطات داخلية وخارجية، بشأن تشكيل الحكومة الجديدة. يأتي ذلك في وقت قال فيه القيادي في تحالف سائرون رائد فهمي، إن الوقوف خلف عبدالمهدي مرهون بخطواته الاصلاحية وإرادته السياسية وإصراره على التمسك بإدارة الامور بنجاح ومقدرة، من دون أي تدخلات شرطا للاستمرار.فوفقا للتسريبات التي اكدها مسؤول عراقي مقرب من عبدالمهدي، فإن الأخير قدّم لزعماء كتل وقوى سياسية مسودة برنامج حكومته وفيها نقاط عديدة اعتبرها خطوطاً عريضة لمواصلة جهود تشكيل حكومته وتقديمها في موعدها المحدد. ومن بينها أن البرنامج الحكومي يحدده هو، كونه من سيتحمل مسؤولية فشله أو نجاحه. كما تتضمن المسودة احتمال تقليص عدد الوزارات إلى أقل من 22 وأن تدمج بعض الوزارات وتُلغى أخرى، وتستحدث مناصب أخرى مثل نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات ونائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن الوطني. ومن بين النقاط التي طرحها عبدالمهدي ألا يتم التدخل في ملف إقالة الوزراء أو وكلائهم، وكذلك ملف الأموال العراقية التي هدرت نتيجة الفساد. كما يصرّ رئيس الحكومة المكلف على أن ترشيح الكتل للوزراء لا يعني وجوب اختيار أحدهم، فضلاً عن إمكانية أن تسند بعض الوزارات إلى مستقلين مثل الكهرباء والبلديات والنفط والإعمار والإسكان. يضاف إلى ذلك منع أي تدخل في الملف الأمني أو المؤسسة العسكرية، خصوصاً في ما يتعلق بمناصب قيادات الأركان ورؤساء الفرق العسكرية وقادة ومديري الشرطة.ووفقاً للمصدر نفسه، فإن عبدالمهدي اعتبر الموافقة من القوى السياسية على المسودة شرطاً أساسياً لمواصلة مشوار تشكيل الحكومة والبدء بأعمالها. من جهته، قال عضو التيار المدني العراقي، طلال نعمة إن محاولة رئيس الوزراء المكلف إرضاء كل الكتل السياسية مستحيل وإصراره على ذلك يعني انتحاراً لحكومته وفشلاً كبيراً له شخصياً. وأعرب عن اعتقاده بأن “حكومة عادل عبدالمهدي هي الفرصة الأخيرة للأحزاب المتنفذة التي تسيطر على حكم العراق منذ العام 2003، وفشلها يعني أن الكرة باتت في ملعب الشارع العراقي الذي تقع على عاتقه مهمة التغيير نحو دولة مدنية لا طائفية ولا عنصرية تؤمن بسيادة العراق وعدم تبعيته لأي جهة كانت”.على الصعيد نفسه كشف تيار الحكمة، بزعامة عمار الحكيم عن تعرض رئيس الوزراء المكلف عادل عبدالمهدي، الى ضغوطات داخلية وخارجية، بشأن تشكيل الحكومة الجديدة. وقال القيادي في التيار النائب علي البديري ان “عادل عبدالمهدي يتعرض الى ضغوطات سياسية كبيرة ومتواصلة من قبل جهات سياسية خارجية وداخلية تسعى ان تنصيب شخصيات في وزارات معينة”. مؤكدا انه الى هذه اللحظة عبدالمهدي صامد ورافض لهذه التدخلات والضغوطات، خصوصا مع وجود دعم سياسي كبير له، لاختيار وزرائه بحرية كاملة”.من جانبه قال القيادي في تحالف سائرون رائد فهمي، إن الوقوف خلف عبدالمهدي مرهون بخطواته الاصلاحية وإرادته السياسية وإصراره على التمسك بإدارة الامور بنجاح ومقدرة، دون أي تدخلات شرطا للاستمرار. واكد فهمي”أنه لن يُسمح بالفشل والتجاوزات التي جرت في المراحل والوزارات السابقة، فضلا عن أن تحالف سائرون سيراقب الإصلاحات من دون الالتفات للشعارات، فقط هو العمل على الأرض ما سينظر إليه، إذ لم تعد هناك ثقة في الأحاديث والوعود، مثلما حدث في الماضي.. غير مسموح بوعود لا تتحقق إلا بخدمات على الأرض”.