الأعلام سلاح ذو حدين
هو العدو الناعم والصديق الغادر
وأذا وظف القلم في مسارا ما أما أن يهتك بالأمة أو يبنيها وفي كلا الحالتين هناك أسباب ونتائج
الصحفي اليوم أو الأعلامي أو القلم غير الأمس
الدور الأكبر يعود لتطور وسائل التواصل الأجتماعي والنت وتقنية الهواتف والحاسوب مع هذا التطور البراق هناك ضحايا وبلهاء وعملاء وافاضل
وهذا التطور جعل العالم ليس قرية صفيرة بل زقاق صغير.
وكثير من الأحداث في عالمنا اليوم أخذت أكبر من حجمها الحقيقي بكثير
مثل مسرحية داعش والبغدادي الدموية
ووووو.
واخرها قضية الأعلامي جمال خاشقجي التي اخذت اكبر من حجمها بكثير
لو رجعنا للخلف عن ملف الخاشقجي ففي أوخر ٢٠٠٢ عينه الأمير تركي بن فيصل مستشارا له
وكما هو معروف منصب الأمير انه كان المدير العام للأستخبارات العامة للمملكة العربية السعودية
وهذا منصب يضعه في لب الشاردة والواردة صغيرها وكبيرها سرها وعلنها
أي الصندوق الأسود .
وقد كانت للخاشقجي بحكم كونه أعلامي لقاءات مع اسامة بن لادن وهذا لايعني أنه يجاريه الافكار لكن بالطبع عمله كصحفي فقط
وعلينا أن لا ننكر أنه صحفي شق طريقه وأستثمر علاقاته وقربه من العائلة الحاكمة جيدا .
وكون علاقات وصداقات وكان يتواصل معه بعضهم وهو في امريكا .
جمال خاشقجي هو الصندوق الأسود للمخابرات السعودية.
أسئلة عديدة تفرض نفسها لماذا لجىء جمال الى أمريكا للأقامة والأستقرار دون ان يلجأ الى لندن كالغالبية منهم ؟؟
ما الذي وجده خاشقجي هناك ولايمكن أن يجده في أوربا ربما علاقته الجيدة مع رجالات وأشنطن وهو رجل معروف والأعلامي السعودي الوحيد الذي له علاقات دولية وعلى مستوى .؟
ربما ما أخذه هو الصحيفة التي له يكتب بها
وربما وربما وربما .
في الفترة الاخيرة بدأ خاشقجي تحركات دولية كبيرة لأنشاء
منظمة (( ديمرقراطية للعالم العربي الأن )) وقد تواصل مع عدة قيادات عربية وأوربية لتلقي المساعدات وتسهيل مهمته والمشاركة الفعلية كناشطين وأعلامين وكتاب ورؤساء منظمات وقد تلقينا دعوة للأنضمام
تعرف المنظمة بمختصرها (DAWN)
في ولاية ديلاوير الأمريكية وهي منظمة معفاة من الضرائب وكانت الغاية لتعريف الديمقراطية في الشرق وليس لقلب الأنظمة.
يعني خاشقجي كان ينوي الأبحار في عالم خطير بقلمه وعلاقاته وخبرته وحتما سيكون النجاح حليفه علما أنه لايطالب بتغير الانظمة لكنه المتلقي لن يفهم غير هذا.
لأنه الخوض في الديمقراطية في الشرق له معناه واحد هو قلب الكرسي والسبب في هذا المفهوم هو غياب الوعي الحكومي والجماهيري معا .
اهمال الشباب أنتشار التطرف والخطاب الديني وأنشغال الحكام عن الشعب نفسه طبيعي ان تخرج هذة الاصوات ..
لأنه الديمقراطية يجب ان تكون معيار القانون والدولة وليس رجل الدين الذي فهم الديمقراطية بلحية نصفها قمل وعقل اجوف ومتلقي غبي ومغيب .
والسبب يعود ايضا لغفلة السلطة والأعتماد على مراهقين في أستشارات السلطة وتبرج وفخفخة كذابة تثير الشارع
نعود لجمال خاشقجي أينما كان ونمر على أحداث القنصلية السعودية في تركيا ونسأل ..
هل يعقل أن ينزل ١٥ مسؤول سعودي في مناصب حساسة من أجهزة الدولة السعودية ومدير الطب الشرعي الدكتور العقيد لتصفية شخص هو في الأساس في قبضة القنصلية .؟؟
أذا كانت غاية محمد بن سلمان قتل جمال خاشقجي ممكن تصفيته في أي مكان في العالم حتى في تركيا نفسها وهو كثير السفر لن ينتظروا دخوله القنصلية وفتح باب النار على مصراعيه .
وتصفيته والمضحك خرافة تقطيعه في منشار ونقله اجزاء في حقائب دبلوماسية او وضعه او دفنه في بيت القنصل
وأن الوفد الذي حضر كان معه منشار لتقطيع العظام وكأن تركيا يصعب فيها وجود هذا المنشار او يصعب ارسال أحد ليشتري هذا المنشار
ثرثرة سخيفة ..؟؟
وجود ال١٥ مسؤول لم يكن اعتباطي لكنه لهدف اخر السعودية تريد ان يخرج المارد ما في جعبته ولم تستغرب هذة التصريحات حول التقطيع وتعمدت ارسال طبيب شرعي وهي تعلم تمام أنه تحركاتهم مراقبة ومستهدفة
المخابرات السعودية لا تقل فطنة عن غيرها.
أن تحركات ووصول وحجز الفنادق ل١٥ مسؤول ليست غباء من السعودية وذكاء من المراقبين هي على يقين تام أن تركيا سوف تتعقب حجوزات القادمين من حلهم لترحالهم وساعات المغادرة واتجاه الطائرات وكل هذا ايضا ليس غباء بل كل هذا تعتبر معلومات عامة اليوم في ظل النت والكامرات وتقنية المطارات
اذا كانت السعودية لاتريد ان تثير حفيظة احد ماحجز القادمين هوتيلات لأربعة ايام ومهمتهم ساعتين في القنصلية
لتصفية وتقطيع خاشقجي وبمنشار حملوه معهم ….خرافة
القضية ليست في خاشقجي نفسه بل في تركيا والسعودية نفسها خاشقجي لايصعب تصفيته لمن يريد هذا اذا كان محمد بن سلمان يريد تصفيته فعلا.
والأهم بقاء خاشقجي حياً اكثر اهمية للسعودية من قتله
أذن لا مصلحة من تصفيته بل المملكة تريده حياً هو الصندوق الأسود لكثير من الأسرار وهو لم ينوه لكشفه او حتى كشفها
لأنه ذكي …ولديه أجندة
كلما أثيرت قضية خاشقجي كلما أصبحت تركيا في حرج اكثر من المملكة
والمعني في هذة المعمعة تركيا وليس خاشقجي نفسه.
حيث الحرج الدولي والخصوصية الدلوماسية وحقوق المتواجدين والقادمين والمراجعين
فتركيا اليوم قبلة لكثير من الفارين من بلادهم من اخوان وسلفيين والمعارضين ولاجئين وسائحين
من كل العالم .
ناهيك عن أحداث الشرق والعالم
لقد تم أستثمار قضية خاشقجي بصورة ذكية دوليا والهدف هو أردوغان وليس جمال
المقصود منه اثارة العالم والاتحاد الاوربي الذي بدأ يثير وسيطالب لاحقا بحقائق ووثائق عن المعارضين لسياسة أردوغان لأحراج تركيا امام العالم
فيما يخص حقوق الانسان والمعارضين كذلك لأخراج تركيا بصورة البلد الذي يغيب فيه القانون امام المافيات
نعم هناك فعلا مافيات وعصابات وووو لكن من يتحمل هذا ؟؟؟؟
لن نبحثه فهذا ملف اخر
امر لايخصنا
علينا ان نرى مافي الجرة وماخلفها الجميع سلط الضؤ على خاشقجي نفسه والاشاعات فيه اكثر من الحقائق بكثير
اذا كان خاشقجي غادر القنصلية ومن ثم ظهر في بلد ما ستكون الكواراث اكبر من قتله ومحرج
لكن علينا أن نتذكر ان كثير من لاجئين في أوربا دخل من مطارات تركيا وببعض الالاف ومررهم ضباط مطار وهذا معلوم للعالم
فهل يصعب شراء ضابط ؟؟؟؟ في مطار طبعا سهل
وهذا لن يكون ذنب اردوغان بل على العكس سيكون هذا تجاوز من مسؤول في مطار ما لايتحمله أردوغان نفسه
وهذا كله تخمين …
نعود لخطيبة جمال خاشقجي تضاربت تصاريحها تارة تقول زوجنا بعد ١٠ ايام وتارة لم يحدد موعد الزواج لأنهم كانوا ينتظرون ورقة من السفارة أنه عازب
حسب طلب القاضي.
ومن ثم يحدد تاريخ الزواج .
سؤال اخر كيف وبهذة السرعة تجمع الأخوان ليرفعوا صورة جمال ويطالبون بمعرفة مكانه ؟؟
هل كانوا خلف الباب
اذن هناك امر مدبر ومرتب .
لماذا تصاريح واشنطن باردة ؟؟
هل يعقل ان لا تعلم المخابرات الامريكية بمكان خاشقجي ؟؟؟
مسرحية خاشقجي سوف تستثمرها دول وسوف تفتح المملكة بنوكها
هناك من أستغل هذة الحادثة ولعب على حبال السعودية وتركيا معا
هل ستساوي رقبة جمال خاشقجي عشرات الملايين لا بل مئات ربما مليارات ؟
من يتحمل العواقب أولا السعودية التي لا تريد ان تفهم أنها فريسة لأقرب الناس لها
وأن من يطبل لهم هو من يصنع لهم المطبات السياسية
جمال فتح اذنه للفلسطيني الذي جر خاشقجي لسفارة بلاده
والسعودية صدقت من اوهمها وادخلها عش الدبابير
وتركيا والسعودية هم الهدف وجمال خاشقجي كان مجرد سنارة لأصتياد الأثنان
ومن هل المال حمل جمال
تبقى بعض الأسئلة تطرح نفسها هل سيظهر خاشقجي من مصر ليعلن عن نفسه
أو في أي بلد في العالم ومن ثم يتم نقله ومطالبة السعودية فيه علنا ليسجن ويحاسب
ام ان خاشقجي سيكون من حديث الماضي
والسؤال الاخر
من هي خديجة خطيبة جمال ؟؟
واذا كان خاشقجي خائف من بلاده وهرب لابعد نقطة كيف يتردد على السفارة ويطالب بحقوق قانونية ليتم عقد قرانه
هناك من يحفر للسعودية قبل تركيا متى يعي الامير محمد بن سلمان بخطر من حوله ؟؟
متى تنكشف الأقنعة ؟؟. ووووو
كثيرة هي الاحاديث والاكثر الاكاذيب المتوقع ان الاحداث ستجري بسرعة والمفاجأت أكثر
الخلاصة هو فخ لمحمد بن سلمان شربه وياغافلين لكم الله.
الوجوه المقنعة والأسنان البراقة هي من حاكة كل هذا ودبره والبيت الابيض على علم بكل حركة من الباب للمحراب
بالأضافة الى توجيه ضربة لتركيا
عصفورين في حجر
كلاهما خصم لعدو واحد .
من حق السعودية أن تتبع احد رجالاتها ومن حقها محاسبة من يخالف ووفق المعقول . من حق تركيا أن تحافظ على نفسها من المطبات والحفر ومن حق الشارع أن يعرف الحقيقة وان كان برؤوس أقلام وعليه أن يوسع مداركه وان لايكون فريسة للغباء المفرط
والله اعلم
شيرين سباهي محققة أنساب
باحثة في شؤون الشعوب
أرهاب دولي