حذرت تقارير مريكية من أن تخطيط إيران لشنّ اعتداء ضد تجمّع لمعارضين إيرانيين قرب باريس في حزيران الماضي يثير مخاوف من أن طهرن ربما كانت تخطط لهجمات في أوروبا.
وفي تقرير مطول عن مسؤولين ومحللين أمريكيين وأوروبيين وشرق أوسطيين قولهم، إن إيران تقوم بوضع خطط لضرب خصومها في حال نشوب صراع مفتوح، وفي ظل ضغط العقوبات الأمريكية والاحتجاجات الداخلية.
وكانت السلطات الفرنسية أعلنت، مطلع تشرين الأول، أنها أحبطت اعتداء خطّطت لتنفيذه وزارة الاستخبارات الإيرانية ضد تجمّع لمعارضين إيرانيين قرب باريس في حزيران الماضي، وأرفقت باريس اتهامها بفرض عقوبات على مصالح إيرانية في فرنسا.
وقال المسؤولون، إن إيران كلفت وحدات ومنظمات مختلفة بتنفيذ عمليات مراقبة لشخصيات من المعارضة، ومنظمات يهودية، في الولايات المتحدة وأوروبا.
ويضيف المسؤولون، أن الإيرانيين يجهزون لما وصفه مسؤول إسرائيلي بـ(ملفات الأهداف)، وهي ملفات لأشخاص أو مجموعات محددين يمكن أن تهاجمهم إيران.
وقال مسؤول مخابراتي من الشرق الأوسط، إنه هناك “طفرة واضحة” في نشاط عملاء إيران في الشهور الأخيرة، مضيفًا أن الإيرانيين “يجهزون أنفسهم لاحتمالية نشوب صراع”.
كما لفت المسؤولون، إلى أن إيران جندت أشخاصًا من باكستان والعراق ولبنان وتركيا وشمال أفريقيا وأفغانستان، بهدف طمس أي أدلة عن الدور الإيراني في عمليات التجسس بالخارج.
وبحسب مسؤول ألماني رفيع المستوى، فإن عدوان إيران داخل أوروبا يستدعي ردا أشد.
وأوضح المسؤول أنه هناك مؤشرات واضحة لتسمية هذا العمل بأنه حالة إرهاب دولة، منتقدا في الوقت ذاته قادة ألمانيا وفرنسا، لأنهم – على حد تعبيره – يفضلون التقليل من شأن الخطر ومستوى التدخل (الإيراني)، بهدف التمسك بالاتفاق النووي الموقع بين إيران والقوى الدولية.
وقال نورمان روليه، الذي خدم في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية على مدار 34 عاما قبل أن يتقاعد العام الماضي مديرا للاستخبارات الوطنية، حول إيران، إن عدم وجود رد أوروبي شديد، خاصة في أعقاب دعم إيران للإرهاب في القارة، من المرجح أنه بعث رسالة لإيران مفادها: “يمكنكم أن تفلتوا بالكثير من الأعمال”.
وأكد روليه، أن طهران تختبر حدود الرد الأوروبي منذ عقود. فقد شن النظام الإيراني هجمات إلكترونية ودعم جماعات إرهابية، وفي 2013 خطط لقتل السفير السعودي لدى الولايات المتحدة في أحد المطاعم الفاخرة في واشنطن، وهو الهجوم الذي كان من المرجح أن يتسبب بسقوط ضحايا من المدنيين.
ومع هذا، فكل هذه الأحداث لم تؤد إلى رد ملموس، بحسب روليه.
وقال: “أخشى أن إيران قد تظن أنها لم تتجاوز خطنا الأحمر بعد، وهذه وصفة لمزيد من الاعتداءات”.