خطوة إلف ميل تبدأ بخطوة واحدة تغير المسار نحو الطريق الصحيح هذه المقولة المشهورة تنطبق على حال اليابانيون والألمان رغم هزيمتهما الحرب وخسائرهما لا تقدر ولا تحصى من الضحايا والأبنية وغيره من الخسائر الأخرى ، واحدهما تعرضت إلى قنبلتين نوويتين في الحرب العالمية الثانية لم تنتظر الآخرين أو حدوث معجزات أو من يملك قدرات خارقة او من خلال الفانوس او العصا السحرية ، ولا إذن الكنيسة أو فتواه منها أن صح التعبير أو تحمل السلاح وثرثرة في الكلام الفارغ في إصلاح وتغير حالهما ، بل نهضت من تحت ركام حربهما وخططت وعملت رغم كل الصعاب ليكون وضعهما اليوم في تقدم وازدهار وفي حساب الدول العظمى .
حالنا يرثى له في كافة الجوانب ، والقادم لا يبشر بالخير مطلقا في ظل كل المعطيات المتاحة ، ومن ينتظر التغير من إي طرف عليه إن يعيد حساباته ألف مرة ، والأفضل أن نترك كثرة الكلام ورمي الاتهامات للآخرين والقيل والقائل ولماذا المرجعية لم تفتي والسياسيين لم يفعلوا أو يشرعوا ، ونبقى في هذه الدوامة ليأتي اليوم الذي يكون وضعنا في علم الملكوت كيف سيكون . .
قد يتصور البعض إن أصلاح وضع البلد يحتاج إلى والى أو تدخل ودعم لآخرين ، ومهمة صعبة وشاقة وبحاجة إلى أموال طائلة و بحاجة إلى دخول الشركات العالمية للعمل ورؤوس الأموال الأجنبية للاستثمار .
المشكلة الحقيقية بالنسبة لوضعنا القائم اليوم في الوسيلة أو الطريقة التي تغير مسارنا نحو طريق البناء والأعمار والإصلاح الحقيقي بخطوات مدروسة لا تتجاوز أصابع الكف .
قد تكون معوقات أو مشاكل اغلب دول العالم في التقدم والازدهار أو العيش حياة كريمة سببها الرئيسي أو بالدرجة الأولى قلة مواردها الطبيعية ،وعدم امتلاكها القدرات أو الإمكانيات الأخرى للنهوض مثل الموقع الجغرافي الحيوي ومقومات السياحية معدومة أو شبة معدومة من مناطق حضاري أو أثرية،وأسباب كثيرة أخرى جعلت حالها يرثى له .
وضع العراق يختلف عن وضع هذه البلدان بنسبة 100% فما يمتلك معلوم من الجميع اقل أمر يمتلكه ثاني خزين نفطي في العالم ، ولو طورنا قدراتنا في التنقيب والاستخراج والتصدير سنكون الأول عالميا وبدون إي شك .
لدينا كل هذه الثروات والخيرات والأيادي العاملة ذات الخبرات والكفاءات العالية ومصانع ومعامل كبرى مهجورة، ومراقد دينية ومناطق أثرية وسياحية ،ونعيش في أسوء الظروف المعيشية،وحكمنا لا ينتظر منهم إي أمر، وحلفائنا يسعدهم دمرنا وتخريب بلدنا أكثر وأكثر .
الكرة في ملعب الشعب للقيام بثورة إصلاحية تغير وضع البلد نحو الأفضل ، وأول جهة مطالبة بذلك المرجعية الرشيدة تدعو الناس وتدعم مساعيهم من اجل القيام بعدة خطوات نحو الأعمار والبناء والعمل نحو إقامة المشاريع بمختلف أنواعها لتشغيل اكبر قدر من الشباب ، وتوجيه بعض فصائل الحشد المقدس بإعادة أعمار وعمل كل مصانع ومعامل البلد أو إقامة منشات جديدة تخدم مصالح البلد ، وحتى أعادة استصلاح بعض الأراضي وزراعتها وفق حاجتنا الضرورية ، ولو اقتضت الضرورة القصوى إصدار فتوى جهادية بذلك .
ولرجال الإعمال كلمة الفصل في هذه المرحلة الحرجة ايضا في توظيف أموالهم واستثمارها في إقامة مشروع أو معمل إنتاجي صغيرة سيحقق لنا الكثير رغم الصعوبات أو المعوقات التي ستقف عائقا في إقامتها وأولها الإجراءات الحكومية الروتينية المقصودة ، لكن بإصرار ودعم الجهات الخيرة ستنفذ ، ولو نفذ واحد سيفتح المجال نحو أقامة العشرات المشاريع عملاقة لأنها كسرت الأبواب المغلقة علينا لأسباب معروفة والقيود الموضوعة من لا يرد لنا إلا الشر والخراب .
المقاطعة الاقتصادية والتجارية الممكنة لبضائع الدول التي لا تخدم مصالحنا احد الوسائل الفعالة في تغير حالنا لان سبب كل مشاكلنا هذه الدولة ،و المقاطعة سلاح فتاك اثبت التجارب العملية لبعض الدول نجاحه بنسبة كبير جدا ، وهذه المقاطعة مسؤولية تجارنا وأهلنا لو طبقنها جميعا بشكل صحيح وعملي ستحقق لنا الكثير في النهوض من جديد .
خطوات أخرى قد تغير وضعنا الحالي ، وخطوة ألف ميل تبدأ بخطوة واحدة صحيح تكسر وتزيل كل المعوقات أو الصعوبات الموجودة في الساحة العراقية لتبدأ صفحة جديدة مشرقة من تاريخنا بلدنا العظيم ، ونطوي صفحة الماضي المظلوم .
لن نحمل السلاح ولن نتظاهر ولن نطلب أو ننتظر احد ليصح حالنا على العكس تمام سنحمل الأقلام بدل البنادق في كفه وفي الكف الثانية نزرع ونبني وبعرق جيبنا سنفشل كل مخططاتهم ومشاريعهم ، وسنرتدي الأكفان أن اقتضت الضرورة ضد إي جهة أو طرف يقف ضد مصالحنا ، ولن نصغي لأصوات الغربان إلا لصوت الوطن من اجل أنفسنا وأبنائنا والأجيال القادمة .
مهمة ليست سهلة ، لكن علينا المحاولة تلو المحاولة حتى نبلغ هدفنا ونحقق غايتنا بهمة وشجاعة وإصرار وتكاتف كل الشرفاء والغيار على وطنهم نقوم ببعض الخطوات تغير مسار البلد في الطريق نحو الإصلاح الحقيقي .